القاهرة: هاني كمال الدين
بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن من تبعات قراره الذي سمح للقوات المسلحة الأوكرانية باستخدام صواريخ ATACMS بعيدة المدى للضرب داخل الأراضي الروسية. وقال أردوغان إن هذا القرار يأتي في سياق تصعيد خطير قد يؤدي إلى رد فعل أشد من موسكو، مما قد يزيد من تفاقم الصراع الحالي.
في تصريحاته التي نقلتها وكالة “ريا نوفوستي”، أضاف أردوغان أن بايدن اتخذ خطوة تهدف إلى “اشتعال الحرب”، محذراً من أن هذا الإجراء قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتوسيع دائرة النزاع بدلاً من العمل على تهدئته. كما أكد الرئيس التركي أن مثل هذه التصرفات ستدفع روسيا إلى رد فعل قوي، وهو ما من شأنه أن يساهم في مزيد من التصعيد.
وقد لفت أردوغان إلى التغيرات التي طرأت على العقيدة النووية الروسية، مؤكداً أن هذا التصعيد قد يضع المنطقة والعالم في مواجهة خطر اندلاع حرب شاملة جديدة. وعبّر عن قلقه العميق حيال التصعيد المستمر في الصراع، داعياً روسيا وأوكرانيا إلى التركيز على السلام وتهدئة الأوضاع بدلاً من الانزلاق نحو مزيد من التوترات.
في الوقت نفسه، انتقد أردوغان قرار الولايات المتحدة بالسماح باستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى في ضرب أهداف داخل روسيا، مشيراً إلى أن ذلك لا يعد خطوة حكيمة، وأنه يهدف فقط إلى زيادة حدة النزاع. وقال إن هذا القرار يمثل خطوة نحو “إشعال الحرب” بشكل أكبر، معتبراً أن بايدن يساهم بذلك في دفع الصراع إلى أفق لا نهاية له.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد أفادت في 17 نوفمبر نقلاً عن مصادرها أن الرئيس بايدن وافق على السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS لضرب أهداف داخل روسيا، مشيرة إلى أن الهجمات ستستهدف في البداية القوات الروسية في منطقة كورسك، إضافة إلى القوات الكورية الشمالية المزعومة الموجودة في تلك المنطقة.
وفي رد فعل سريع من موسكو، أكد الكرملين أن قرار الولايات المتحدة لا يعدو كونه خطوة لزيادة التصعيد، مشيراً إلى أن واشنطن تسعى إلى “إشعال النار” في الأزمة ورفع وتيرة التوترات في المنطقة. كما حذر الكرملين من أن هذا القرار قد يؤدي إلى تداعيات سلبية كبيرة على الأمن الإقليمي والدولي.
في 19 نوفمبر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم باستخدام صواريخ ATACMS قد استهدف منطقة بريانسك الروسية، وهو ما أكده بشكل غير رسمي مصدران حكوميان أمريكيان. هذا الهجوم يعكس التوتر المتصاعد بين الجانبين الروسي والأوكراني، ويؤكد استمرار التصعيد في الصراع الذي بدأ قبل أكثر من عام.
وقد أبدت تركيا، بقيادة أردوغان، قلقها العميق من هذه التطورات، داعية جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوات ملموسة نحو تحقيق السلام، والابتعاد عن أي أفعال قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة. وقال أردوغان إن أي خطأ صغير في هذه المرحلة قد يكون بمثابة “إضافة وقود إلى النار”، محذراً من أن هذا قد يؤدي إلى انفجار الموقف بشكل أكبر.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر