أصبح سعر العملة المشفرة بيتكوين الآن على رأس اهتمامات المتابعين حول العالم، حيث تتحول هذه العملة الرقمية إلى ظاهرة استثمارية غير مسبوقة في عالم الاقتصاد الرقمي. منذ ظهورها كأول عملة لامركزية في عام 2009 وحتى اليوم، أصبحت البيتكوين رمزًا للتحرر المالي وملاذًا استثماريًا للمخاطرين والطامحين على حدٍ سواء. إذن ما الذي يجعل هذه العملة تجذب الكثير من الاهتمام؟ كيف يؤثر العرض المحدود، إلى جانب زيادة الطلب، على سعره الحالي؟ تابع معنا بينما نكتشف العوامل التي تتحكم في مسار البيتكوين اليوم، والتوقعات المثيرة التي تنتظر هذا الأصل الرقمي في المستقبل.
آخر التطورات في سوق البيتكوين
استقرار سوق البيتكوين وسط التحديات
بعد الارتفاع الكبير في سعر العملة المشفرة بيتكوين يوم 29 أكتوبر 2024، تباطأ زخم الارتفاع، لكن مؤشرات سوق المشتقات المالية لا تزال تعكس تفاؤل المستثمرين بشأن إمكانية استعادة الارتفاع. وتشير التحليلات إلى أن المتداولين يحافظون على مراكزهم في السوق دون اللجوء إلى الرافعة المالية المفرطة، والتي تعتبر عنصراً أساسياً لأي ارتفاع مستدام نحو مستويات قياسية جديدة.
تحليل مؤشرات التداول ومعدلات التمويل
من خلال تحليل أسواق العقود الآجلة والخيارات للبيتكوين، من الواضح أن التداول متوازن، مع عدم تسجيل أي استخدام مفرط للرافعة المالية. ويدعم هذا التوازن استقرار السوق ويحد من التقلبات الحادة التي قد تؤدي إلى انخفاض مفاجئ في الأسعار. أيضًا، أشارت معدلات التمويل لعقود بيتكوين الدائمة إلى طلب معتدل على الرافعة المالية، حيث وصل المعدل إلى حوالي 0.01% كل 8 ساعات، مما يعكس استقرار العرض والطلب. يشير هذا إلى أن ارتفاع عملة البيتكوين من 67000 دولار إلى 73500 دولار في نهاية أكتوبر 2024 كان مدعومًا باتجاهات السوق الصحية بدلاً من النمو المفرط في استخدام الرافعة المالية.
اتصال البيتكوين بالأسواق العالمية التقليدية
كما أظهرت البيانات الأخيرة أن حركة البيتكوين مرتبطة بمؤشر S&P 500، مما يعكس التداخل المتزايد بين سوق العملات الرقمية والأسواق التقليدية. وفي أوقات الركود الاقتصادي، يميل المستثمرون إلى توجيه استثماراتهم نحو السيولة أو السندات الحكومية كوسيلة للحماية من التقلبات. يمكن أن يؤدي هذا الاتجاه إلى انخفاض الطلب على البيتكوين، ولكنه يظهر أيضًا كيف أصبحت العملات المشفرة أكثر تأثراً بالعوامل الاقتصادية العالمية.
تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على السوق
ومن بين العوامل الأخيرة التي أثرت على الأسواق، جاء تقرير الوظائف الأمريكي لشهر أكتوبر بأرقام مخيبة للآمال، مع نمو الوظائف بمقدار 12 ألف وظيفة فقط مقابل التوقعات بـ 100 ألف وظيفة. وأثار هذا المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي. وفي الوقت نفسه، ارتفعت الأجور بنسبة 0.4%، مما عزز مخاوف التضخم في السوق. وتسلط هذه البيانات الضوء على تأثير الاقتصاد الأمريكي على المستثمرين، حيث يدفع ارتفاع التضخم البعض إلى التحول إلى الأصول الرقمية كوسيلة للتحوط.
التوقعات الاقتصادية وتأثيرها المحتمل على البيتكوين
وفي ظل التحديات الاقتصادية الحالية، يتوقع بعض المحللين أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بنسبة 0.25% في اجتماعه المقبل في 7 نوفمبر، وفقًا لأداة CME FedWatch، وقد يعزز هذا القرار قيمة عملة البيتكوين، حيث أن الطلب على العملات الرقمية وقد تزيد الأصول الرقمية من قبول المستثمرين لها كتحوط ضد التضخم وتدهور قيمة الدولار.
التأثير المحتمل للأحداث السياسية القادمة
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر واقتراب اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، من المتوقع أن تزداد تقلبات السوق. وغالباً ما تسعى القوى السياسية إلى تحفيز الاقتصاد من خلال إجراءات تقلل من قيمة الدولار، مما قد يدعم قيمة البيتكوين في المستقبل القريب. تضيف هذه الأحداث طبقة جديدة من التعقيد، لأنها تؤثر بشكل مباشر على كل من العملات الرقمية والأسواق التقليدية.
تشير البيانات الأخيرة إلى استقرار سعر العملة المشفرة بيتكوين الآن، مدعومًا بتفاؤل المستثمرين، على الرغم من التقلبات الكبيرة في السوق. بعد أن ارتفع سعر العملة المشفرة إلى 73500 دولار بنهاية أكتوبر، تباطأ الزخم قليلاً، لكن مؤشرات العقود الآجلة والخيارات ظلت إيجابية، مما يعكس رغبة المتداولين في الحفاظ على مراكزهم دون الاعتماد المفرط على الرافعة المالية، حيث تصل معدلات التمويل إلى حوالي 0.01% كل 8 ساعات. أي ما يقارب 0.9% شهرياً، وهو ما يعتبر مؤشراً على اعتدال السوق.
كما شهدنا ارتباطًا كبيرًا بين حركة البيتكوين ومؤشر S&P 500، مما يعكس مدى تأثر العملة المشفرة بالعوامل الاقتصادية العالمية. ومع تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، أعلنت وزارة العمل الأمريكية عن نمو أقل من المتوقع في الوظائف، مع زيادة بنسبة 0.4٪ في الأجور مما أثار المخاوف بشأن التضخم.
أما بالنسبة لتوقعات السوق، فمن المحتمل أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بنسبة 0.25% في اجتماعه القادم، مما قد يدفع المستثمرين للتوجه نحو البيتكوين كتحوط ضد التضخم وتراجع قيمة الدولار. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تظل التوقعات مفتوحة، إذ قد تؤدي السياسات الاقتصادية لتحفيز الدولار إلى ارتفاع سعر البيتكوين خلال الأشهر المقبلة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر