ما هو التصحر وكيف يمكن مواجهته؟
ما هو التصحر وكيف يمكن مواجهته؟
في الثاني من كانون الأول/ديسمبر، ستجتمع بلدان من جميع أنحاء العالم في الرياض خلال الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) لمناقشة كيفية تحويل التدهور إلى تجدد.
فيما يلي خمسة أشياء تحتاج إلى معرفتها عن التصحر، ولماذا يحتاج العالم إلى التوقف عن التعامل مع الكوكب وكأنه مجرد تراب، لحماية الأراضي المنتجة التي تدعم الحياة على الأرض.
لا حياة بدون أرض
ربما يكون الأمر واضحا، ولكن للاستزادة فإنه بدون أرض صالحة لا يمكن أن تكون هناك حياة. فهي تغذي البشرية وتكسوها وتؤويها.
والأرض توفر فرص العمل، وتحافظ على سبل العيش، وهي حجر الأساس للاقتصادات المحلية والوطنية والعالمية. وتساعد على تنظيم المناخ، وهي ضرورية للتنوع البيولوجي.
وعلى الرغم من أهميتها للحياة كما نعرفها، إلا أن ما يصل إلى 40 في المائة من أراضي العالم متدهورة مما يؤثر على حوالي 3.2 مليار شخص؛ أي ما يقرب من نصف سكان العالم.
فمن الجبال التي أزيلت منها الغابات في هايتي، إلى الاختفاء التدريجي لبحيرة تشاد في منطقة الساحل وجفاف الأراضي المنتجة في جورجيا في أوروبا الشرقية، يؤثر تدهور الأراضي على جميع أنحاء العالم.
ليس من المبالغة القول إن مستقبلنا على المحك إذا لم تبق أرضنا سليمة وصحية.
الأراضي المتدهورة
التصحر، وهو العملية التي تتدهور بها الأراضي في المناطق الجافة عادة، ينتج عن عوامل مختلفة، بما في ذلك التغيرات المناخية والأنشطة البشرية، مثل الإفراط في الزراعة أو إزالة الغابات.
يتم فقدان 100 مليون هكتار (أو مليون كيلومتر مربع)، أي ما يعادل مساحة بلد مثل مصر، من الأراضي السليمة والمنتجة كل عام.
وتُستنزف التربة في هذه الأراضي التي قد تستغرق مئات السنين لتتشكل، وغالبا ما يحدث ذلك بسبب الطقس القاسي.
وتضرب موجات الجفاف بشكل أكبر وأكثر تواترا، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة المياه بحلول عام 2050.
وتزداد درجات الحرارة بسبب تغير المناخ مما يؤدي إلى زيادة الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك الجفاف والفيضانات، مما يزيد من التحدي المتمثل في الحفاظ على إنتاجية الأراضي.
فقدان الأراضي والمناخ
هناك أدلة واضحة على أن تدهور الأراضي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتحديات البيئية الأوسع نطاقا مثل تغير المناخ.
فالنظم الإيكولوجية للأراضي تمتص ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يطلقها الإنسان، وهو الغاز الذي يقود تغير المناخ. ومع ذلك، فإن سوء إدارة الأراضي يهدد هذه القدرة الحرجة، مما يزيد من تقويض الجهود الرامية إلى إبطاء إطلاق هذه الغازات الضارة.
إن إزالة الغابات، التي تساهم في التصحر، آخذة في الارتفاع، حيث لا تزال 60 في المائة فقط من غابات العالم سليمة، وهي أقل مما تسميه الأمم المتحدة “الهدف الآمن البالغ 75 في المائة”.
ما الذي يجب القيام به؟
الخبر السار هو أن البشرية لديها المعرفة والقدرة على إعادة الحياة إلى الأرض، وتحويل التدهور إلى استصلاح.
ويمكن تنمية اقتصادات قوية ومجتمعات قادرة على الصمود مع معالجة آثار الجفاف المدمر والفيضانات المدمرة.
والأهم من ذلك هو أن الأشخاص الذين يعتمدون على الأراضي هم الذين ينبغي أن يكون لهم القول الأكبر في كيفية اتخاذ القرارات.
تقول اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إنه من أجل الوصول إلى “اللحظة الفارقة بالنسبة للأراضي”، فإنه يجب استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030.
وهذا ما يحدث بالفعل مع المزارعين الذين يتبنون تقنيات جديدة في بوركينا فاسو، ونشطاء البيئة في أوزبكستان الذين يزرعون الأشجار للقضاء على انبعاثات الملح والغبار، والنشطاء الذين يحمون العاصمة الفلبينية مانيلا من الطقس القاسي من خلال تجديد الحواجز الطبيعية.
ما الذي يمكن تحقيقه في الرياض؟
سيجتمع صانعو السياسات والخبراء والقطاع الخاص والمجتمع المدني وكذلك الشباب في الرياض لتحقيق سلسلة من الأهداف بما فيها:
- تسريع استعادة الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030 وما بعده.
- تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة موجات الجفاف والعواصف الرملية والترابية المكثفة.
- استعادة صحة التربة وزيادة إنتاج الغذاء الإيجابي للطبيعة.
- تأمين حقوق الأراضي وتعزيز العدالة في الإشراف المستدام على الأراضي.
- ضمان استمرار الأراضي في توفير حلول للمناخ والتنوع البيولوجي.
- توفير الفرص الاقتصادية، بما في ذلك الوظائف اللائقة القائمة على الأراضي للشباب.
حقائق سريعة: الأمم المتحدة والتصحر
- قبل ثلاثة عقود، في عام 1994، وقع 196 بلدا والاتحاد الأوروبي على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
- مؤتمر الأطراف هو الهيئة الرئيسية لصنع القرار في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
- اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر هي الصوت العالمي للأراضي حيث تجتمع الحكومات والشركات والمجتمع المدني لمناقشة التحديات ورسم مستقبل مستدام للأراضي.
- تعقد الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر.
- اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر هي واحدة من “اتفاقيات ريو” الثلاث إلى جانب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية التنوع البيولوجي. وهي نتائج قمة الأرض التاريخية لعام 1992 التي عقدت في ريو دي جانيرو بالبرازيل.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un