مصر

الشيخ وائل رجب: "زواج النبي قام على شرف النسب ونبل الخلق لهذا كان زواجًا مثالٍيًا"

أقام الجامع الأزهر ندوة أسبوعية عن السيرة النبوية تحت عنوان “نكاح مبارك وأصل شريف” بمشاركة الدكتور خالد عبد النبي عبد الرزاق، والدكتور أسامة مهدي أستاذ الحديث ، بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة. وأدار الندوة الشيخ وائل رجب. والباحث بالجامع الأزهر، وبحضور عدد من الباحثين وجمهور الملتقى. أحد رواد الجامع الأزهر.‏ في بداية الملتقى قال الدكتور خالد عبد النبي عبد الرزاق إن أحوال الناس كلها تجد مرجعها في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عليه. ومن ينظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد أن الله تعالى جمع فيها أحوال العباد، ويمكن تشبيه السيرة النبوية بسورة الفاتحة بالنسبة إلى القرآن، كما سورة الفاتحة التي جمع الله فيها مقاصد القرآن كله. وكذلك في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم جمع الله بين أحوال الزمان، فلا توجد حادثة من أحداث الزمان إلا تجد مرجعاً لها في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم. كما جعله الله تعالى نموذجاً تطبيقياً لأحكام القرآن الكريم، فلما سئلت السيدة عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت: “كان خلقه القرآن”.

 

وأوضح الطبيب خالد عبد النبي، أن قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، تميزت بأنها جمعت بين وشرف الأصل ونسب النسب. النبي صلى الله عليه وسلم هو مختار من بين الأفضل، وقد وصف العلماء السيدة خديجة بأنها ذات نسب حكيم وحازم. وقصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة مؤشر مهم على الكفاءة بين الزوجين، لما لها من تأثير على الأبناء. والسيدة خديجة حسنة الأصل، وقد روي أن جدها قصي بن كلاب كان من كرام العرب وكان زعيمهم، وهي تشارك في هذا النسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان لوالدها موقف شجاع عندما… بين ملك اليمن "طابا" كما قرر أن يأخذ الحجر الأسود من الكعبة المشرفة ويذهب إلى اليمن، حيث ورثت عن أمها فاطمة بنت زيادة بن الأعصم العقل والحكمة، وما يدل على سلامة عقلها وحكمتها أنها عملت في التجارة، وذلك لمعرفتها بكيفية إدارة مصالح الناس وإدارة الأموال، ولهذا كان لها مكانة كبيرة في العالم. مجتمعها لأنها جمعت بين الأصل والشخصية المتميزة.

 

وذكر الدكتور خالد عبد النبي أن النسب النقي يفيد الأبناء ويستفيد منه الزوج. عندما يتربى الأبناء على نسب نقي، يتعلمون من تقاليد أجدادهم ويحافظون على منهجهم في الحياة. وخير دليل على ذلك سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهما. فالأصل أولى من الفرع، ويستفيد منه الزوج. ونجد أن النبي نسب السيدة خديجة صلى الله عليه وسلم دفعها إلى نصرة النبي صلى الله عليه وسلم بمالها وبنفسها، كما أنها ملأت بيت النبي صلى الله عليه وسلم. رسول الله صلى الله عليه وسلم. طمأنينته وسكينته ورحمته، ونلاحظ ذلك عندما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم. فجاء الوحي إلى السيدة خديجة فقالت: خشيت على نفسي. فقالت له خديجة: لا، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا”، مضيفا أن النسب النقي يمتد أثره حتى بعد رحيل أحد الزوجين، فنجد النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول في خديجة رضي الله عنها حين قالت له السيدة عائشة: إن الله تعالى قد أبدلك خيراً منها. فقال صلى الله عليه وسلم: «ما أعطاني الله تعالى أفضل منها. آمنت بي إذ كفرني الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وعزتني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله تعالى بولدها إذ حرمني من الأولاد». نحيف.

 

وأكد الدكتور أسامة مهدي أستاذ الحديث، على أهمية أن يكون اختيار الزوجين على أساس النسب الطيب والطاهر، وهو ما نلاحظه في زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة. رضي الله عنها، لإرساء دعائم بناء الزواج على أسس متينة، والأفكار التي نجدها في أذهان الشباب اليوم حول آليات الاختيار هي أفكار مادية ينشرها أعداء الإسلام في مجتمعاتنا، ولكن الزواج الصحيح هو الزواج المبني على المعايير التي جاءت في السنة والتي جعل النبي صلى الله عليه وسلم نماذج عملية ليسهل علينا فهمها وتطبيقها، ويجب أن تبنى بيوتنا عليها المودة والرحمة، وتزيينها بالحوار والتفاهم بينكما الأزواج. وأوصى أستاذ الحديث الأزواج بأهمية الاهتمام بالجانب الروحي في الحياة الزوجية، إلا أن اختزال الحياة الزوجية في الأمور المادية هو عدم فهم لقيمة هذه العلاقة السامية. وهذا الجانب هو ما يبقى في العلاقة ويجعلها مستقرة، وعندما نستعرض زيجات النبي صلى الله عليه وسلم نجد أنها بنيت وعلى هذا الأساس. الجانب الإنساني، وهو أيضاً اختيار لحكمة من الله عز وجل، ولهذا كان لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن أثر طيب في السيرة النبوية الشريفة، لأنه كان اختيارهن ذلك جاء بشكل شامل. وبين حسن الأصل وحسن المعاملة بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، موضحا ضرورة الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في علاقته بزوجاته وحسن معاملته. العهد. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «العهد من الإيمان». فإذا أخذنا هذه الأمور بعين الاعتبار، ستختفي جميع الخلافات الزوجية، ولن يكون هناك خلاف بين الزوجين.< /p>

 

وأضاف الشيخ وائل رجب الباحث بالجامع الأزهر، أن زواج النبي صلى الله عليه وسلم كان على شرف النسب ونبل الأخلاق. ولهذا كان زواجاً مثالياً، لدرجة أنه عندما تحدث عنه عمه أبو طالب يوم خطبته بالسيدة خديجة، قال: محمد بن عبد الله شخص لا يمكن مقارنته بشاب من أهل السنة. قريش إلا أن له ويرجح عليه الصلاح والفضيلة والكرم والذكاء، ولو كان المال قليلا، فالمال ظل زائل ويمكن استرداده، وله رغبة في خديجة بنت خويلد. وفيها شيء من هذا القبيل. ولم يجد من ينكر قوله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الناس أصلا ونسبا، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم». كما شهد معارضو النبي صلى الله عليه وسلم وأعداءه على نبل أخلاقه وحسن سمعته، واشتهرت السيدة خديجة بين نساء العرب بنبلها وكرمها، ويقول عنها ابن حجر: كل عضوة شريفة فأرادت قريش أن يتزوجها، فآثرت الزواج من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فكان ذلك في خير الدنيا والآخرة.

 

يُذكر أن ملتقى “السيرة النبوية” الأسبوعي يقام أيام الأربعاء من كل أسبوع بالجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيه من فضيلة الدكتور محمد الدويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإلقاء الضوء على المعالم المشرفة في هذه السيرة العطرة، وشرح كيف نشأ وكيف تعامل مع الناس وكيف أدار شؤون الأمة، لنتعرف على هذه المعاني النبيلة حتى نستفيد منها في حياتنا.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى