الكويت تبحث الحلول القانونية للأفراد الذين تم إسقاط جنسيتهم
مدينة الكويت، 23 ديسمبر: تعمل الحكومة بشكل حثيث على إيجاد حلول شاملة للأفراد الذين تم إسقاط جنسيتهم الكويتية، سواء لأسباب مالية أو إجرائية، بما يضمن حماية حقوقهم مع مراعاة الجانب الإنساني، لا سيما فيما يتعلق بـ “المادة 8″. ” ويشمل ذلك حث اللجان الوزارية على استكشاف المفاهيم القانونية والإجرائية المختلفة لكل جهة معنية.
وفي هذا السياق عقد اجتماع حكومي ضم مسؤولين من وزارات العدل والصحة والتعليم والتجارة والصناعة وصندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبنك الائتمان والمؤسسة العامة للرعاية السكنية والمؤسسة العامة للتنمية الاجتماعية الأمن وممثل عن البنوك. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الموضوع الرئيسي للنقاش هو كيفية التعامل مع من أسقطت جنسيتهم وفق الأنظمة والقوانين. وتم التركيز على تحديد الإجراءات المناسبة، خاصة من الناحية الإنسانية، وتحديدا لزوجات الكويتيين بموجب المادة 8. وقد أشارت مصادر حكومية إلى أن هناك إمكانية منح جواز سفر مماثل لجواز السفر الكويتي (الأزرق)، مع الحالة المذكورة في خانة الجنسية.
وأثار النقاش عدة أسئلة مهمة: كيف يجب التعامل مع الأفراد المطلوبين قانونياً وإجرائياً؟ ما الذي يجب فعله مع من يملك أملاكاً شخصية كالمنزل بعد إسقاط جنسيته، خاصة إذا لم يعد كويتياً ولا يحق له التملك؟ وفي مثل هذه الحالات هل يجب منحهم فترة سماح لتسوية أوضاعهم وبيع منزلهم؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل ينبغي أن تكون هذه فترة سماح تقليدية أم ممتدة، نظراً للطبيعة الاستثنائية للموقف؟ بالإضافة إلى ذلك، هل يجب أن تقتصر آلية الدفع للمعاملات العقارية على الحسابات المصرفية أو الشيكات المعتمدة، أم يجب قبول أشكال الدفع الأخرى، خاصة إذا كان هناك خطر التحويلات الوهمية؟
ومن بين القضايا الرئيسية الأخرى التي تمت مناقشتها دور بنك الائتمان في التعامل مع أقساط الإسكان للأفراد الذين تم إلغاء جنسياتهم بسبب الاحتيال. وتساءل هل يجب البدء بالإجراءات القانونية ضد هؤلاء الأفراد أم الانتظار، وهل يجب أن تبدأ عملية استعادة منازلهم فوراً أم آجلاً. بالإضافة إلى ذلك، ما العمل إذا كان هناك فائض، كأن يكون استحقاق الفرد أقل من ثمن المسكن؟
وفيما يتعلق بـ “الرعاية السكنية” فقد تم التساؤل حول ما إذا كان يجب استعادة منزل من سقطت جنسيته على الفور، خاصة إذا كان محل إقامته الوحيد ويشغله كويتيون.
وامتد النقاش أيضًا إلى وزارة التجارة والصناعة، وتحديدًا فيما يتعلق بكيفية التعامل مع مطالبات دعم البناء وما إذا كان دور الوزارة يقتصر على إدراج الأشخاص الذين تم إلغاء جنسيتهم أو ما إذا كان ينبغي عليها أن تسعى جاهدة لسداد الأموال الممنوحة. علاوة على ذلك، أثيرت تساؤلات حول كيفية تعامل الوزارة مع شكاوى المساهمين في الشركات التي أصبحت ملكيتها كويتية موضع شك الآن بسبب إلغاء الجنسية، وكيف ينبغي تعديل سجلات الملكية.
كما ركز اللقاء على رواد الأعمال المسقطة جنسياتهم والحاصلين على قروض من الصندوق الكويتي لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وتم الحديث عن استمرار دعمهم أو توقفه، وكيفية التعامل مع مشاريعهم القائمة، وخاصة التشغيلية منها، وحالة أقساط قروضهم في حالة التخلف عن السداد.
ومن الناحية التربوية والصحية، تناول اللقاء أوضاع الأطفال الذين سُحبت جنسية آبائهم. وكان السؤال هو ما إذا كان ينبغي استدعاء هؤلاء الطلاب على الفور من منحهم الدراسية وما إذا كان وضعهم التعليمي سيتأثر. بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة دور وزارة الصحة في تقديم الخدمات للأفراد الذين تم إلغاء جنسيتهم، بما في ذلك ما إذا كان سيتم معاملتهم كأفراد عديمي الجنسية أو الاستمرار في تلقي العلاج كمواطنين كويتيين.
وفي مجال التأمين، تم التأكيد على أن غير الكويتيين، باستثناء فئة محددة من مواطني الخليج، لا يستحقون معاشات تقاعدية. ونتيجة لذلك، ستوقف المؤسسة الاستقطاعات للأفراد الذين أسقطت جنسيتهم، ولن تمنح رواتب تقاعدية مستقبلا. ولوحظ أيضًا أن هؤلاء الأفراد لا يحق لهم استرداد أقساط التأمين المدفوعة خلال فترة وجودهم كمواطنين.
بالنسبة لأولئك الذين تم سحب جنسيتهم بموجب المادة 8 من قانون الجنسية (زوجات ومطلقات وأرامل الكويتيين)، تركز النقاش حول ما إذا كانوا سيستمرون في تلقي رواتبهم أو معاشاتهم التقاعدية. وتم التوضيح أنه بموجب القانون الحالي، لن يعودوا مؤهلين للحصول على مدفوعات التقاعد، وسيكون من الضروري إجراء تعديل تشريعي لاستعادة استحقاقاتهم.
وفي مجال الخدمات المصرفية، تركزت المناقشة على كيفية تعامل البنوك مع الحسابات المملوكة للأفراد الذين تم سحب جنسيتهم. وتم التأكيد على أن البنوك مطالبة بتجميد حسابات هؤلاء الأفراد، لكن لا يزال بإمكانهم الوصول إلى الأموال لدفع الأقساط أو المستحقات الحكومية. ومع ذلك، ظهرت تعقيدات فيما يتعلق بكيفية إدارة الأفراد المصرح لهم بالتوقيع على حسابات الشركة ولكن ليس لديهم حسابات شخصية، مع تغير حالة جنسيتهم.
وخلص الاجتماع إلى الاتفاق على أن تقوم كل جهة معنية بإعداد تقرير مفصل يوضح وجهات نظرها حول كيفية التعامل مع الأفراد الذين أسقطت جنسيتهم. والهدف هو تنفيذ التوجيهات الحكومية مع معالجة التحديات القانونية والإجرائية. وتم التأكيد على أنه سيتم البحث عن حلول إنسانية للحالات المستحقة، وخاصة لزوجات الكويتيين بموجب المادة 8.
وأكدت المصادر أيضًا أن الإجراءات التي تتم دراستها لن تنطبق إلا على الحالات المستحقة. وفي حالات إسقاط الجنسية بسبب الاحتيال أو التزوير، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، بما في ذلك الإحالة إلى النيابة العامة، وفقاً للقانون.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر