بيتكوين يتجاوز الذهب: التحول الأكبر في الاقتصاد
بيتكوين يتجاوز الذهب: التحول الأكبر في الاقتصاد
القاهرة: هاني كمال الدين
خلال حملته الانتخابية الأخيرة، وعد دونالد ترامب بتقديم دعم كبير للعملات الرقمية، وهو تحول جذري مقارنة بمواقفه السابقة التي عبّر فيها عن رفضه القاطع للعملات الرقمية. هذا التحول يعكس طبيعة الدور الذي يلعبه رؤساء الولايات المتحدة، حيث يتحتم عليهم تنفيذ سياسات تُفرض عليهم من قِبل النخب العالمية التي يُشار إليها بـ”اللجنة 300″ أو “الدولة العميقة”.
نظام الدولار تحت المجهر
منذ إنشاء نظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في عام 1913، مر الدولار بتحولات عديدة، منها منحه مكانة العملة العالمية في مؤتمر بريتون وودز عام 1944، ومن ثم فصله عن الذهب في مؤتمر جامايكا عام 1976. ولكن هيمنة الدولار على النظام المالي الدولي بدأت تواجه تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث تسعى القوى العالمية البديلة لإيجاد نظام مالي جديد يعتمد على العملات الرقمية.
العملات الرقمية كبديل للنظام التقليدي
ظهرت العملات الرقمية كبوابة نحو نظام مالي مختلف. ويبرز هنا خياران رئيسيان: الأول هو العملات الرقمية المركزية التي تُصدرها البنوك المركزية، مثل الدولار الرقمي. أما الخيار الثاني فهو العملات المشفرة، وعلى رأسها بيتكوين، التي تختلف عن العملات الرقمية المركزية بكونها لامركزية.
بيتكوين: العملة المفضلة للنخب العالمية
بيتكوين، التي ظهرت في عام 2009 تحت اسم مستعار “ساتوشي ناكاموتو”، أثارت جدلاً واسعاً حول هويتها الحقيقية. وفيما اعتقد البعض أنها مشروع فردي، ظهرت دلائل تشير إلى ارتباطها بوكالات الاستخبارات الأمريكية. وأبرز هذه الدلائل كشف إدوارد سنودن في عام 2013، الذي أكد استخدام البيتكوين لتمويل عمليات سرية أمريكية.
على مر السنوات، استمرت بيتكوين في الصعود لتصبح العملة المشفرة الأقوى، رغم أن 99% من العملات المشفرة الأخرى اختفت سريعاً. ومنذ عام 2023، ارتفع سعر البيتكوين بشكل ملحوظ، حيث تخطى حاجز 100 ألف دولار أمريكي للعملة الواحدة، وأصبح يُنظر إليه كبديل للذهب.
مشروع احتياطي البيتكوين
ضمن التوجه الجديد، برزت فكرة إنشاء احتياطي وطني لبيتكوين في الولايات المتحدة. تم طرح المشروع لأول مرة من قِبل السيناتورة سينثيا لاميس، التي قدمت مشروع قانون لإنشاء احتياطي يضم مليون وحدة من البيتكوين، أي ما يعادل 5% من إجمالي العملة. ومع فوز ترامب في الانتخابات، ازدادت احتمالية تنفيذ هذا المشروع الذي يُطلق عليه “قانون البيتكوين لعام 2024”.
يرى ترامب أن الولايات المتحدة يمكن أن تصبح “عاصمة العملات المشفرة في العالم”، مع الاعتماد على بيتكوين كركيزة لنظام مالي جديد. وتعمل الإدارة الجديدة على تعزيز هذا التوجه من خلال تعيين شخصيات مؤيدة للعملات الرقمية في مناصب حساسة، مثل لجنة الأوراق المالية والبورصات ووزارة الخزانة.
عالم جديد بنكهة رقمية
مع تزايد الدعم لبيتكوين وتحولها إلى أحد الأعمدة الأساسية للنظام المالي العالمي، يبرز تساؤل حول مدى تأثير هذه العملة على الاقتصاد العالمي ومستقبل العملات التقليدية. يبدو أن الرهان الجديد على بيتكوين لا يعكس مجرد تطور تكنولوجي، بل هو بداية لتحول جذري في النظام المالي العالمي، تدعمه النخب التي تسعى إلى بناء عالم جديد يعتمد على التقنيات الرقمية بشكل كامل.
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر