جيمي كارتر .. رئيس صنع السلام ورحل بسلام
القاهرة: هاني كمال الدين
توفي الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، جيمي كارتر، عن عمر يناهز 100 عام، وذلك يوم الأحد، 29 ديسمبر، في منزله بمدينة بلاينز بولاية جورجيا، بحسب ما أوردته صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن نجله جيمس.
كان كارتر قد احتفل ببلوغه المئة عام في الأول من أكتوبر. تولى كارتر منصب رئيس الولايات المتحدة في الفترة من عام 1977 إلى 1981، وحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2002 تقديرًا لجهوده المستمرة في تحقيق السلام وتعزيز حقوق الإنسان.
مسيرة سياسية متميزة
في السنوات الأخيرة من حياته، عانى كارتر من ورم خبيث في الجلد (الميلانوما) الذي امتد إلى الكبد والدماغ. وفي فبراير 2023، أعلن مركز كارتر أن الرئيس الأسبق اختار قضاء ما تبقى من حياته في منزله مع عائلته، متلقيًا رعاية تلطيفية بدلاً من متابعة العلاج الطبي المكثف.
أثناء توليه الرئاسة، واجه كارتر تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي. ووصفته صحيفة “نيويورك تايمز” بأنه “ظاهرة سياسية” في عصره، مشيرة إلى جهوده لإعادة الثقة بالحكومة الأمريكية بعد حرب فيتنام وفضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون في عام 1974.
إنجازات بارزة
على صعيد السياسة الخارجية، يُعد من أبرز إنجازات كارتر اتفاقيات كامب ديفيد التي وقعت بين مصر وإسرائيل، والتي ساهمت في تحقيق سلام تاريخي بين البلدين بعد خمس حروب متتالية. كما عمل كارتر على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم.
تحديات داخلية
مع ذلك، شهدت فترة رئاسة كارتر تحديات اقتصادية حادة، حيث عانت البلاد من ركود اقتصادي وارتفاع معدلات البطالة والتضخم. كما شهدت تلك الفترة أزمة احتجاز 52 أمريكيًا كرهائن في السفارة الأمريكية في طهران من قبل طلاب إسلاميين في نوفمبر 1979، حيث استمر احتجازهم لمدة 444 يومًا. وتم الإفراج عنهم في يناير 1981 بعد مغادرة كارتر منصبه.
نشاط ما بعد الرئاسة
بعد انتهاء فترة رئاسته، كرس كارتر حياته للأعمال الخيرية والإنسانية، حيث أسس مركز كارتر الذي ركز على تعزيز السلام ومكافحة الأمراض ودعم الديمقراطية. حصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2002 تقديرًا لجهوده في حل النزاعات الدولية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
انتقادات لسياسات خلفائه
كان كارتر ناقدًا بارزًا للسياسات التي انتهجها معظم الرؤساء الذين خلفوه. انتقد رونالد ريغان بسبب سياساته في الشرق الأوسط، وجورج بوش الابن بسبب حرب العراق، وباراك أوباما بسبب استمرار عمل معتقل غوانتانامو، وكذلك دونالد ترامب بسبب تدخل روسيا المزعوم في انتخابات 2016.
موقفه من انتخابات 2024
في آخر محطة من حياته السياسية، أدلى كارتر بصوته في الانتخابات الرئاسية عام 2024 لصالح نائب الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس. ورغم ذلك، خسرت هاريس الانتخابات أمام الجمهوري دونالد ترامب، الذي عاد إلى منصب الرئاسة.
إرث كارتر
يظل جيمي كارتر شخصية بارزة في التاريخ الأمريكي، حيث عرف بإنسانيته وتفانيه في خدمة القضايا العالمية، رغم التحديات التي واجهها خلال فترة رئاسته. سيرته تعكس التزامه بقيم العدالة والسلام، مما يجعله رمزًا للإصرار والعمل من أجل مستقبل أفضل.
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر