طالبان تصدر مرسومًا لمنع رؤية النساء من خلال النوافذ
القاهرة: هاني كمال الدين
أصدر زعيم حركة طالبان في أفغانستان، هيبت الله أخوند زاده، قرارًا ينظم تصميم وبناء النوافذ والشرفات في المباني، بحيث لا تكون النساء مرئيات من خلالها سواء أثناء وقوفهن أو جلوسهن. وقد نقلت وكالة “تولو نيوز” هذا الخبر عبر قناتها على تيليغرام.
وبحسب هذا القرار، يجب أن يتم تصميم النوافذ بطريقة تمنع رؤيتها من قبل السكان في المنازل المجاورة، خصوصًا أثناء قيام النساء بأعمالهن في المطبخ أو أثناء جلوسهن للراحة. واشتمل القرار على خمسة بنود رئيسية تتعلق بهذا التنظيم، أبرزها أن من يريد بناء مبنى بجانب آخر يجب عليه أن يراعي ألا يكون هناك أي نافذة تطل على المطبخ أو الأماكن التي تقضي فيها النساء وقتهن، مثل أماكن الجلوس.
وفي حالة عدم الالتزام بهذا الشرط، فإن المطلوب هو بناء جدار أمام النافذة بارتفاع يصل إلى مستوى الإنسان، أو اتخاذ تدابير أخرى تضمن عدم “الإضرار بالجيران”. وقد تم نشر نص القرار على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، يوم الأحد.
القيود المفروضة على التعليم النسائي في أفغانستان
يأتي هذا القرار بعد سلسلة من القيود التي فرضتها حركة طالبان على التعليم النسائي في أفغانستان، حيث سبق أن قام هيبت الله أخوند زاده، في بداية ديسمبر، بمنع الفتيات من الالتحاق بالمؤسسات التعليمية الطبية العليا والمتوسطة. ويُذكر أن هذا الحظر يأتي بعد إغلاق الجامعات والمدارس للفتيات، ومع ذلك، استمرّت الفتيات في تلقي التعليم في بعض المؤسسات الطبية، حيث تخصصن في مجالات التمريض، الصيدلة، المختبرات، العلاج الطبيعي، الجلدية، بالإضافة إلى طب الأسنان وتركيب الأطراف الصناعية.
يُظهر هذا القرار الجديد اتجاهًا مستمرًا من السلطات في أفغانستان لفرض مزيد من القيود على الحريات والحقوق الأساسية للنساء، وخاصة في مجالات التعليم والعمل، في وقت يواجه فيه المجتمع الدولي هذا النوع من التشريعات بالانتقاد، معتبرًا إياها انتهاكًا لحقوق الإنسان، لا سيما حقوق المرأة في التعليم والعمل والحرية الشخصية.
التأثيرات المحتملة على المجتمع الأفغاني
من المتوقع أن يكون لهذا القرار تداعيات واسعة على المجتمع الأفغاني، حيث سيزيد من عزلة النساء في البلاد، ويضع مزيدًا من القيود على مشاركتهن في الحياة العامة. كما يعكس هذا القرار قلقًا متزايدًا بشأن محدودية الحريات الشخصية في ظل حكم طالبان، وهو ما يتناقض مع المبادئ التي تتبناها العديد من المنظمات الحقوقية الدولية التي تدعو إلى ضمان حقوق المرأة في التعليم والعمل.
في الوقت نفسه، يرى البعض في أفغانستان أن هذا القرار قد يعكس التزام الحركة بتطبيق معاييرها الخاصة في تنظيم الحياة الاجتماعية، بحسب تفسيرها للشريعة الإسلامية. وبينما يواجه هذا القرار انتقادات واسعة، يبقى أن نرى كيف سيتفاعل المجتمع المحلي والدولي مع هذه السياسة، وما إذا كانت ستؤدي إلى مزيد من العزلة أم ستكون بداية لتغيير في سياسات طالبان تجاه النساء في المستقبل.
بموجب هذا القرار، تواصل حركة طالبان فرض سياسات تقييدية على حياة النساء في أفغانستان، من خلال تحديد أماكن تواجدهن وحركاتهن. وبينما يبقى هذا التوجه مثار جدل واسع داخل أفغانستان وخارجها، فإن التساؤلات تزداد حول مستقبل حقوق المرأة في ظل الحكم الحالي. ومع كل قرار جديد، تزداد الحواجز أمام تقدم النساء في المجتمع الأفغاني، في وقت تعيش فيه العديد من الفتيات تحديات ضخمة للوصول إلى حقهن الأساسي في التعليم والحياة المستقلة.
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر