القطاع الصحي في قطاع غزة ما بين مطرقة الاحتلال الإسرائيلي وسندان الصمت الدولي
لليوم 450 على التوالي يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، في ظل صمت وعجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الحرب الشرسة التي أدت إلى استشهاد 45,514 مواطناً غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 108189 آخرين، وهي حصيلة غير نهائية، وما زال الآلاف من الضحايا تحت الركام وعلى الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
ويتعرض النظام الطبي في قطاع غزة لعدوان إسرائيلي مستمر يهدف إلى اعتقال الطواقم الطبية وتدمير البنية التحتية الصحية في شمال غزة، وخاصة مستشفى كمال عدوان الذي لا يزال محاصرا. وأدى الاستهداف المتعمد للبنية التحتية الطبية إلى حرمان المدنيين من الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية، واستشهد نحو 1060 موظفاً. ومنذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، تم اعتقال أكثر من 310 آخرين، وجرح المئات، وتدمير نحو 130 سيارة. سيارة إسعاف.
وفي جنيف، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى وقف الهجمات على المستشفيات في غزة، بعد أن قصفت إسرائيل أحدها وداهمت آخر في الأيام الأخيرة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: العالمي تيدروس أدهانوم غيبريسوس – في رسالة نشرها على منصة “إكس” – “مستشفيات غزة أصبحت مرة أخرى ساحات معارك والنظام الصحي يتعرض لتهديد خطير”. وأضاف: “نكرر أوقفوا الهجمات على المستشفيات. ويجب أن يحصل سكان غزة على الرعاية الصحية، ويجب أن يحصل العاملون في المجال الإنساني على المساعدات الصحية. توقفوا عن إطلاق النار.”
وبحسب السلطات الصحية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة الماضية، أكثر من 240 فلسطينيا، بينهم العشرات من الطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان، ومن بينهم مديره حسام أبو صفية، بحسب موقع “زون بيرس”. . منفذ الأخبار الفرنسي.
ودعا تيدروس، الذي تعرض الأسبوع الماضي لغارة إسرائيلية على المطار الرئيسي في اليمن قال إنها كادت أن تكلفه حياته، إلى إطلاق سراح أبو صفية فوراً… قائلاً: "وكان المستشفى الأهلي أيضاً هدفاً للهجمات"
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية وشركائها سلمت الإمدادات الطبية الأساسية والغذاء والمياه للمستشفى الإندونيسي بغزة، كما نقلت عشرة مرضى في حالة حرجة إلى مستشفى الشفاء. احتجاز أربعة مرضى أثناء عملية النقل… مطالبين إسرائيل بضمان احترام احتياجات الرعاية الصحية وحقوق المرضى.
وفي سياق متصل… أكد مدير شبكة منظمات العمل المدني والوطني الفلسطيني أمجد الشوا، في بيان له، أن حالة مرض الجوع والبرد تسيطر على الأوضاع في قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي. ويواصل العدوان ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في مختلف أنحاء قطاع غزة وخاصة شماله.
وقال الشوا – في مداخلة مع القناة "النيل" للأخبار -: “الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجهاز الطبي واعتقال الطواقم الطبية وتدمير البنية التحتية الصحية في شمال غزة وأبرزها مستشفى كمال عدوان الذي يواصل حصاره والوضع ينذر بمزيد من الخطر على الشعب الفلسطيني المحاصر أهالي بيت حانون شمال قطاع غزة. “التي تشهد قصفاً متواصلاً في ظل منع دخول الإمدادات”.
وأوضح مدير شبكة منظمات العمل المجتمعي الفلسطيني أن القطاع يعيش كارثة في ظل مجاعة بدأت. وتظهر في حالات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال بشكل خاص، ووفاة الرضع نتيجة البرد الشديد، وفقدان المأوى والملابس الشتوية، وتدفق مياه الأمطار إلى داخل الخيام… مشيراً إلى أن الاحتلال يسعى لإخلاء شمال غزة بشكل كامل من سكانها وتدميرها بشكل ممنهج، سواء المباني أو الهيئات أو المؤسسات… مؤكدا أن الوضع سيزداد سوءا إذا توقف عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أو تم تقليص عملها، وسيكون لها تداعيات خطيرة على ما تبقى من منظومة العمل الإنساني.
ومن بين أمور أخرى، فإن الوضع سوف يزداد سوءا. من جانبه أكد مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة د. بسام زقوت أن القطاع الصحي في قطاع غزة سواء الكوادر الصحية أو المستشفيات أو المراكز، يشهد معاناة كبيرة نتيجة الاستهداف والحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، دون احترام الإنسانية والقوانين الدولية، وقوانين حماية الطواقم الصحية أثناء عملهم.
وقال زقوت – في مداخلة مع قناة “القاهرة”: الأخبار -: “بعد الاتفاق والتنسيق عبر منظمة الصحة العالمية لنقل بعض الجرحى من المستشفى الإندونيسي باتجاه غزة، أوقفهم الاحتلال الإسرائيلي وبعضهم تم القبض عليهم.” مشيراً إلى أن الوضع الصحي كارثي والممارسات بحق الشعب الفلسطيني تتجاوز كل المعايير.
وأوضح أن المراكز الصحية والمستشفيات تعاني من اكتظاظ شديد بنسبة إشغال تزيد عن 300%، في ظل استمرار الحصار وضعف إمكانيات المستشفيات وانعدام الوقود، وفي ظل استمرار الجوع والبرد في قطاع غزة ما أدى إلى الوفاة.. مؤكدا أن ما يحدث في قطاع غزة هو عملية ممنهجة تدخل في إطار الإبادة الجماعية.
وأشار مدير الجمعية الإغاثة الطبية في غزة إلى أن معظم الأطفال دون سن العامين في القطاع يعانون من نزلات البرد والجوع والتهابات الجهاز التنفسي، على الأقل في الجهاز العلوي، محذرا من أن خيم النازحين ستكون تتأثر ببرودة الطقس والأمطار وتراكم مياه الصرف الصحي وآثارها الضارة على الصحة.
< p>وعلى المستوى الميداني: أصيب صباح اليوم مواطنان فلسطينيان بقصف شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مخيم النصيرات وشرق مدينة رفح وسط وجنوب قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلاً عن مصادر طبية أن مواطناً أصيب برصاص الاحتلال شمال غرب مخيم النصيرات، وآخر بعد أن أسقطت طائرة بدون طيار قنبلة في محيط معبر كرم أبو سالم شرق رفح.
وكثفت قوات الاحتلال فجر اليوم. وشن قصفاً مدفعياً على مناطق مختلفة في قطاع غزة، فيما واصل تفجير المباني السكنية في محافظة الشمال، حيث تجري إجراءات التطهير العرقي منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي الشمال، قصفت آليات جيش الاحتلال بشكل مكثف مناطق مختلفة، أبرزها “منطقة الصفطاوي، جباليا النزلة، ومخيم جباليا”. كما أطلق الاحتلال بشكل مكثف القنابل المضيئة في تلك المناطق، فيما سُمعت أصوات انفجارات ضخمة نتيجة قصف الأبنية السكنية في الشمال.
وفي 5 تشرين الأول/أكتوبر، اجتاح جيش الاحتلال مجدداً شمال قطاع غزة في محاولة لتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير المواطنين تحت وطأة القصف الدموي ومنع دخول الغذاء والماء والأدوية. كما شهدت مناطق شمال غرب مدينة غزة، وحيي الزيتون والصبرة جنوب المدينة، قصفاً مدفعياً. بشكل متقطع.
وتم إطلاق طائرات الاحتلال المسيرة من نوع “Quad Capture”. إطلاق نار في محيط صيدلية “ابن الهيثم” بشارع الجلاء شمال غرب مدينة غزة، فيما استهدفت قوات الاحتلال مخيم النصيرات بالتزامن مع إطلاق نار عشوائي. كما قصفت بحرية الاحتلال منطقة المواصي غرب مدينة رفح، فيما شهد شمال غرب المدينة قصفاً مدفعياً مكثفاً.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر