مال و أعمال

صفقة U.S. Steel المليارية تتعثر: بايدن يفرض قرارًا بوقف البيع لـ Nippon Steel

القاهرة: هاني كمال الدين 

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا على الساحة الاقتصادية والسياسية، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قراره بوقف صفقة بيع شركة الصلب الأمريكية المتحدة (United States Steel Corp. – U.S. Steel) لصالح الشركة اليابانية العملاقة Nippon Steel. وأصدر بايدن تعليمات واضحة للشركتين بضرورة التخلي عن الصفقة خلال 30 يومًا، مبررًا قراره بوجود “أدلة موثوقة” تشير إلى أن هذه الصفقة قد تشكل تهديدًا للأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية.

وقال بايدن في بيان رسمي صادر عن البيت الأبيض: “كما حددت لجنة الخبراء المعنية بالأمن القومي والتجارة في السلطة التنفيذية، فإن هذه الصفقة ستضع أحد أكبر منتجي الصلب في أمريكا تحت سيطرة أجنبية، مما يخلق مخاطر على أمننا القومي وسلاسل التوريد الحيوية لدينا.”

خلفية الصفقة

كانت شركة Nippon Steel قد أعلنت عن نيتها لشراء شركة U.S. Steel في ديسمبر 2023، مع خطط لإنهاء الصفقة بحلول الربع الثاني أو الثالث من العام الجاري 2024. وقد أبدت الشركة اليابانية استعدادها لتحمل ديون U.S. Steel التي تبلغ قيمتها حوالي 742 مليون دولار، بالإضافة إلى الحفاظ على العلامة التجارية للشركة الأمريكية وقدراتها الإنتاجية داخل الولايات المتحدة.

ردود الفعل السياسية

قبل قرار بايدن، كان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد أعلن عن نيته لوقف الصفقة أيضًا، وذلك في إطار سياساته التي تهدف إلى حماية الصناعات الأمريكية من السيطرة الأجنبية. ومن المقرر أن يبدأ ترامب ولايته الرئاسية في 20 يناير 2025.

من جهة أخرى، أثار القرار الأمريكي استياءًا في اليابان، حيث أعرب رئيس الوزراء الياباني السابق شيجيرو إيشيبو، الذي كان مرشحًا لمنصب رئيس الوزراء في سبتمبر 2024، عن قلقه من أن إيقاف الصفقة “سيسبب خيبة أمل كبيرة” وقد يؤثر سلبًا على العلاقات الودية بين اليابان والولايات المتحدة. ومن الجدير بالذكر أن إيشيبو تولى منصب رئيس الوزراء في أكتوبر 2024.

تداعيات القرار على العلاقات الأمريكية اليابانية

يأتي قرار بايدن في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية اليابانية تطورات إيجابية على عدة مستويات، خاصة في مجالات التعاون الأمني والتجاري. ومع ذلك، فإن إيقاف صفقة بهذا الحجم قد يخلق توترات بين البلدين، خاصة في ظل الجهود اليابانية لتوسيع نفوذها الاقتصادي عالميًا.

تأثير الصفقة على الصناعة الأمريكية

تُعد شركة U.S. Steel واحدة من أعرق الشركات الأمريكية في مجال صناعة الصلب، حيث تأسست عام 1901، ولعبت دورًا محوريًا في تطوير الصناعة الأمريكية على مدار أكثر من قرن. ويخشى الخبراء من أن انتقال السيطرة على هذه الشركة لجهة أجنبية قد يؤثر سلبًا على العمالة الأمريكية وعلى قدرة الولايات المتحدة في الحفاظ على استقلاليتها في إنتاج الصلب، وهو ما يعتبر عنصرًا حيويًا في العديد من الصناعات الاستراتيجية.

ردود الفعل الاقتصادية

من الناحية الاقتصادية، أثار قرار بايدن تساؤلات حول مدى تأثير مثل هذه القرارات على الاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة. فمن ناحية، يُنظر إلى القرار على أنه خطوة لحماية الصناعات المحلية، ولكن من ناحية أخرى، قد يرسل رسالة سلبية للمستثمرين الأجانب الذين يسعون لدخول السوق الأمريكية.

تحليل الخبراء

يرى العديد من الخبراء أن قرار بايدن يعكس اتجاهًا عامًا في السياسة الأمريكية نحو تعزيز الحماية الاقتصادية وضمان استقلالية الصناعات الحيوية. ومع ذلك، يشير آخرون إلى أن مثل هذه القرارات قد تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، مثل تقليل فرص التعاون الدولي وزيادة التوترات التجارية.

الآفاق المستقبلية

في ظل التحديات الاقتصادية العالمية المتزايدة، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة لتحقيق توازن دقيق بين حماية مصالحها الوطنية والحفاظ على علاقاتها التجارية مع الحلفاء. ومن المتوقع أن تستمر المناقشات حول هذه الصفقة في الأشهر المقبلة، مع احتمال ظهور مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال الصناعات الاستراتيجية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى