أخبار الخليجصحة و جمالفيديو وسوشيالمال و أعمال

المرأة الكويتية: قوة دافعة وراء نجاح التنمية في البلاد

 ركزت التوجيهات الأميرية بشكل كبير على النهوض بحقوق المرأة وتمكين قدراتها، مما عزز مكانة الكويت كدولة رائدة إقليميا في تمكين المرأة. وقد تجلى هذا التركيز في سلسلة من المبادرات والبرامج التي أدت إلى تحقيق إنجازات ملموسة في مختلف قطاعات التنمية وبناء الوطن.

وتؤمن الكويت إيمانا راسخا بأنه لا يمكن تحقيق تقدم حقيقي دون المشاركة الفعالة للمرأة في جميع جوانب الحياة. وينعكس هذا الاعتقاد في خطط التنمية في البلاد، والسياسات الحكومية، والحركات التشريعية. وبما أن المرأة تشكل أكثر من نصف سكان الكويت، فإن مساهمتها في تقدم المجتمع وحضورها الكبير في مختلف المجالات أصبحت واضحة بشكل متزايد. ويتجلى دعم الدولة الشامل للمرأة على كافة المستويات بشكل واضح في تحسن المؤشرات العالمية لتمكين المرأة، حيث ارتفعت الكويت من المركز 123 إلى المركز 61 عالميا من بين 177 دولة، بحسب تقرير معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن. . كما حسنت الدولة موقعها بمقدار 10 نقاط في مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين.

نجحت الكويت في توطين تمكين المرأة في سياساتها الحكومية، ومواءمة جهودها مع المادة 29 من الدستور، ورؤية الكويت الجديدة 2035، والهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، الذي يركز على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات.

وقد تناولت خطط الكويت التنموية مختلف جوانب دعم المرأة، بما في ذلك تحسين الخدمات الصحية، وضمان تكافؤ الفرص الاقتصادية، وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، وخلق فرص العمل والفرص المالية لتحسين نوعية حياة المرأة. وتهدف هذه الخطط أيضًا إلى زيادة مشاركة المرأة في المجتمع، وتنفيذ آليات لحمايتها من العنف الأسري والمجتمعي، وتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات، وتحسين مشاركة المرأة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وبالإضافة إلى ذلك، بُذلت جهود لمعالجة تأثير تغير المناخ على حياة المرأة.

تعكس الأرقام الركيزة القوية لتمكين المرأة في رؤية الكويت 2035. وتمثل المرأة الكويتية الآن أكثر من 58% من القوى العاملة الوطنية، مع 48% تعمل في القطاع الخاص و60% في القطاع العام. وتشغل النساء 28% من المناصب القيادية في كافة قطاعات الدولة، بما في ذلك المناصب الوزارية ووكلاء الوزارات. وفي وزارة الدفاع، تشغل النساء 47% من المناصب القيادية والإشرافية، في حين أن 43% من قطاع الهندسة العسكرية تقوده النساء أيضًا.

وفي إنجاز تاريخي، قامت الكويت في سبتمبر الماضي بتعيين أربع سيدات مديرات في النيابة العامة، وهي المرة الأولى من نوعها في تاريخ البلاد. بالإضافة إلى ذلك، يوجد حاليا 88 وكيلة نيابة و19 قاضية في الكويت. وفي القطاع الأمني، تم تعيين 19 امرأة في الحرس الأميري لأول مرة، كما تجاوز عدد ضابطات الشرطة 900 ضابطة.

وتضم وزارة الخارجية الآن 144 دبلوماسية، يشكلن 22% من إجمالي الطاقم الدبلوماسي، في حين تشكل النساء 54% من العاملين في مؤسسة البترول الكويتية، التي تعد حجر الزاوية في اقتصاد البلاد. كما تشغل المرأة 41% من الأدوار القيادية في بنك الكويت المركزي و35% من القوى العاملة في البنوك الكويتية.

كما تعد الكويت رائدة إقليميا في تمكين المرأة، كونها أول دولة خليجية تتبنى مبادرة تمكين المرأة في القطاع الخاص في عام 2010، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتفاق العالمي للأمم المتحدة. علاوة على ذلك، تعتبر الكويت رائدة في مشروع “ورقتي” الإقليمي الذي يهدف إلى تعزيز الحماية القانونية للمرأة وضمان مشاركتها الكاملة في مختلف المجالات.

كما اتخذت الدولة خطوات مهمة لدعم المرأة داخل الأسر المنتجة. وتدير وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مشاريع متعددة تهدف إلى تمكين هذه الأسر، مثل حاضنة الأعمال ومشروع تطوير المشاريع الذي يتضمن مبادرات مثل “من كسبي” و”بوتيك 33″. وقد سهلت الجهود الحكومية ازدهار الشركات الصغيرة من خلال توفير القروض الميسرة ومنافذ بيع المنتجات من خلال المعارض الموسمية والدائمة.

وقد نجح التعاون بين القطاعين العام والخاص في تحويل 214 امرأة من تلقي المساعدة الاجتماعية إلى رائدات الأعمال، مما ساعد على تحسين استقلالهن الاقتصادي ودخلهن. كما يدعم القطاع الخاص في الكويت بنشاط تمكين المرأة من خلال مبادرات مثل مبادرة منصة الكويت للتمكين الاقتصادي للمرأة، والتي تضم أكثر من 40 شركة.

وصدقت الكويت على الاتفاقيات الدولية الرئيسية لحماية حقوق المرأة، بما في ذلك اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والاتفاقية الدولية لقمع واستغلال الاتجار بالأشخاص، وغيرها. وتضمن هذه الاتفاقيات وفاء البلاد بالتزاماتها الدولية تجاه حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.

كما خطت الكويت خطوات واسعة في تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بكين، ولديها شراكة قوية مع مركز بان كي مون للمواطنة العالمية، بمنحة أميرية قدرها مليون دولار أمريكي للمساعدة في إنشاء المركز. علاوة على ذلك، تعمل الكويت بشكل وثيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، وخاصة الإسكوا، لتعزيز قدرات المرأة الكويتية ومساعدتها على القيام بدور أكثر نشاطا في تحقيق أهداف التنمية الوطنية والعالمية.

يستمر الاعتراف الدولي بالتقدم الذي أحرزته الكويت في مجال تمكين المرأة في النمو. وفي ديسمبر 2023، تم إنشاء اللجنة الوطنية للمرأة والسلام والأمن، وإنشاء جائزة الكويت للمرأة المتميزة. وتسلط لجنة المرأة والأعمال التي أنشأها المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية عام 2021، الضوء على أهمية القيادة النسائية في تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة.

تقديرا لإنجازات المرأة السياسية، حددت الكويت يوم 16 مايو يوما للمرأة الكويتية في عام 2015. ويحيي هذا التاريخ ذكرى منح الحقوق السياسية للمرأة في عام 2005، مما مهد الطريق لمشاركتها الناجحة في الأدوار البرلمانية والوزارية. وتضم الحكومة الكويتية حاليا ثلاث وزيرات: الدكتورة نورا المشعان وزيرة الأشغال العامة؛ الدكتور أمثال الحويلة وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة؛ ونورا الفسام وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار.

كما طورت الدولة إطارًا قانونيًا شاملاً لدعم وحماية المرأة في مختلف القطاعات. ويشمل ذلك قوانين مثل قانون الحماية من العنف الأسري (رقم 16 لسنة 2020) وقانون المساعدة العامة (رقم 12 لسنة 2011). وتشمل التشريعات المهمة الأخرى قانون العمل، وقانون حقوق التعليم، وقانون مكافحة جرائم تكنولوجيا المعلومات، الذي يوفر الحماية من الابتزاز الإلكتروني.

وينعكس التزام الكويت بحقوق المرأة كذلك في إنشاء المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الذي يعمل مع مؤسسات المجتمع المدني لتعزيز الوعي والتوجيه بشأن حماية الأسرة. كما يسعى المجلس إلى التعاون الإقليمي والدولي لتعزيز تمكين المرأة.

استثمرت الكويت في البنية التحتية الرياضية الصديقة للمرأة من خلال استراتيجية الكويت لتطوير الرياضة 2022-2028، والتي تهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة في مختلف الألعاب الرياضية. وقد أنتج هذا الجهد بالفعل رياضيات ملهمات، مثل سعاد الفقان وأمينة شاه، اللتين نافستا في أولمبياد باريس 2024. حتى أن الفقان حصل على المركز الثالث في التجديف.

وتدير الدولة أيضًا حوالي 22 مركزًا للتنمية المجتمعية تقدم الخدمات الاجتماعية والاستشارات الأسرية للمساعدة في إعداد وتدريب المرأة في مختلف المجالات المهنية، مما يعزز مساهمتها في المجتمع.

حققت المرأة الكويتية نجاحا ملحوظا على الساحة الدولية والإقليمية. فازت الدكتورة ريم الشمري بجائزة المرأة العربية للأمن السيبراني لعام 2024، وتم تعيين الدكتورة أسماء الكندري ممثلة للجمعية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي والتنظير في الشرق الأوسط، وتم اختيار المهندسة لمى العريمان نائباً رئيس لجنة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية. وتعكس هذه الإنجازات الحضور المتزايد للمرأة الكويتية وقيادتها في مجال التكنولوجيا والأعمال والقطاعات الأخرى.

تواصل الكويت تحقيق خطوات واسعة في تمكين المرأة، على الصعيدين المحلي والدولي، وتعزيز دورها كمساهم حيوي في تنمية البلاد والتقدم العالمي.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى