الجائزة توفر نماذج تُحتذى للشباب في المنطقة
وأكد البروفيسور الجزائري ياسين آيت سهاليا أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة برينستون والحائز على جائزة “عباقرة العرب” 2024 في فئة الاقتصاد، أن هذه الجائزة تقدم قدوة للشباب في المنطقة، وأن مثل هذه الجوائز تذكرنا عالم الإرث العلمي والفني الكبير للعالم العربي، معربًا عن أمله في أن تساهموا في تعزيز نهضته.
واعتبرها مبادرة مميزة لأنها تعرض قصص نجاح في العلوم والفنون، مشيراً إلى أن الفوز بالجائزة والاعتراف بإنجازاته الأكاديمية يمثل شرفاً كبيراً له على المستويين الشخصي والمهني.
وقال البروفيسور ياسين آيت سحليه في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” إن اقتصاد الإمارات نجح في تنويع مصادره بعيداً عن النفط، بمساهمات كبيرة في مجالات السياحة والعقار والخدمات اللوجستية والتجارة والخدمات المالية والتكنولوجيا.
وأضاف أن التركيز على الصناعات القائمة على المعرفة والاستثمار في البحث والتطوير لدعم الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية خطوات استراتيجية ذكية للغاية من جانب دولة الإمارات لمواصلة تطورها.
وشدد على قوة التعليم وأثره في رفع مستوى الإنسان ومجتمعه، مشيراً إلى أنه لم يتوقع أن يكون ضمن كوكبة من العلماء والفنانين المتميزين في مختلف التخصصات الذين تم تكريمهم هذا العام بـ«عباقرة العالم». جائزة العرب”.
وتقديراً لإسهاماته في تطوير نظريات ومنهجيات تحليل الأسواق المالية والتخطيط الاقتصادي، تطرق الأستاذ الحائز على جوائز إلى أبحاثه حول البيانات المالية عالية التردد، موضحاً طبيعتها وتأثيرها على الأسواق المالية.
وقال إن البيانات عالية التردد تشير إلى المعلومات المالية المسجلة خلال فترات زمنية قصيرة جدًا، مثل كل ثانية أو ميلي ثانية، والتي تلتقط الصفقات وتغيرات الأسعار في الوقت الفعلي.
وأضاف أنه ركز عمله على محاولة فهم هذا الفيضان من البيانات باستخدام النماذج الرياضية، بهدف فهم تحركات الأسعار ومخاطر السوق والتقلبات الصغيرة التي تحدث في جزء من الألف من الثانية ولكن يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأسواق، وهذا يمكن أن يساعد المشاركين في السوق والمنظمين. في الكشف عن سلوك السوق غير العادي أو المخاطر بشكل أسرع وأكثر دقة.
وأشار إلى أن العديد من الشركات المالية تعتمد استراتيجيات تداول عالية التردد، والتي أصبحت مصدرا أساسيا للسيولة في الأسواق.
وأوضح أن الصناعة المالية استثمرت بكثافة في البنية التحتية الحاسوبية لمعالجة وتحليل البيانات عالية التردد، بينما يستخدم المنظمون هذه النماذج لمراقبة الأسواق واستقرارها، وحماية صغار المستثمرين وضمان الشفافية.
وفيما يتعلق بأبرز التحديات التي تواجه الأسواق المالية، أشار إلى تقلبات السوق وعدم اليقين الناتج عن التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي، بالإضافة إلى ظهور التمويل اللامركزي والعملات المشفرة كمصدر جديد للمخاطر على الأنظمة المالية التقليدية، بالإضافة إلى التكنولوجيا التكنولوجية. التحديات والمخاطر السيبرانية الناتجة عن أنظمة وخوارزميات التداول الرقمي.
وذكر أن بعض أبحاثه الأخيرة تهدف إلى معالجة هذه المخاطر من خلال تحليل استراتيجيات شركات التداول عالية التردد ووضع تنبؤات مستنيرة حول سلوكها المحتمل في مواقف السوق المختلفة.
وفيما يتعلق بأفق القياس الاقتصادي المالي وتطوره، أوضح أن هذا المجال يتبنى بشكل متزايد أدوات التعلم الآلي وعلم البيانات، لافتا إلى أن هذه الأساليب تسمح بتحليل البيانات الضخمة في بعدين، بما في ذلك تكرار الملاحظات وعدد المتغيرات التي يتم قياسها. تحليلها في وقت واحد.
ونصح البروفيسور سهاليا الباحثين الشباب في مجال التمويل والاقتصاد في العالم العربي بالبدء بأساسيات الاقتصاد والتمويل والأساليب الرياضية، والتعرف على أساليب التعلم الآلي التي يتزايد دورها في التمويل والاقتصاد، بالإضافة إلى حضورها المؤتمرات الدولية والندوات وورش العمل للتواصل مع الباحثين الآخرين.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر