“الشوكولاتة من أجل السلام”: رحلة عائلة سورية من اللجوء إلى الريادة في المجتمع الكندي
![“الشوكولاتة من أجل السلام”: رحلة عائلة سورية من اللجوء إلى الريادة في المجتمع الكندي “الشوكولاتة من أجل السلام”: رحلة عائلة سورية من اللجوء إلى الريادة في المجتمع الكندي](https://i0.wp.com/global.unitednations.entermediadb.net/assets/mediadb/services/module/asset/downloads/preset/Libraries/Production%20Library/07-02-2025_Peace_by_Chocolate_2.JPG/image3000x3000.jpg?fit=%2C&ssl=1)
“الشوكولاتة من أجل السلام”: رحلة عائلة سورية من اللجوء إلى الريادة في المجتمع الكندي
آل هدهد عائلة دمشقية عريقة منذ أجيال وأجيال، منها القضاة والمهندسون والأطباء. إلا أن أكثر ما عُرفت به هو صناعة الشوكولاتة، وهو إرث بناه السيد عصام – والد طارق – عام 1986. في ذلك العام قرر السيد عصام ترك مجال الهندسة الميكانيكية والشروع في صناعة الشوكولاتة رغم عدم وجود سوى بضع شركات معروفة في الشرق الأوسط آنذاك في هذا المجال.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، قال طارق هدهد إن والده كان يريد “أن يدخل في مجال عمل يسعد الناس”، حيث كان الإحباط يسود بين شباب البلاد بعد أحداث عام 1982 التي ارتكب فيها نظام الأسد مجزرة حماة.
تطور عمل الشركة التي أسسها السيد عصام “من تحت الصفر” لتُشغل مئات الموظفين، وبدأت عام 2008 التصدير إلى دول عدة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا. وأكد طارق أن والده كان يطمح “أن يوصل رسالة السوريين لكل أنحاء العالم” من خلال منتج عالمي مرغوب لدى الجميع.
لم يكن هدف الشركة زيادة المبيعات فحسب، بل باشرت في مشاريع تنموية وإغاثية عدة في سوريا. وعن هذا، قال طارق: “كان والدي يؤمن بأنه إذا كنت ناجحا في حياتك، فلديك مسؤولية بأن ترفع أشخاصا آخرين للنجاح”.
عصام هدهد يصنع الشوكولاتة في المصنع.
“لسنا ضحايا”
قبل العام 2013، كانت العائلة المكونة من أكثر من 60 نفرا تعيش في مبنى واحد جنوب منطقة الميدان في الشام القديمة الذي كان فيه كل ذكرياتهم.
صمدت العائلة في مدينتها لعامين بعدما اندلعت الحرب في سوريا رغم المآسي التي عاشتها. وقال طارق: “خسرت الكثير من أفراد عائلتي. تم اعتقال زوج أختي وتعذيبه ومن ثم قتله بالسجن. اختفى الكثيرون من أولاد عماتي وأعمامي، فمنهم من لا نعرف عنه أي شيء حتى الآن ومنهم من تم إعدامه ميدانيا”.
تم قصف مصنع العائلة بغارة جوية في العام 2012، إلا أن العائلة استمرت متشبثة بأرضها، ولكن في العام التالي وفيما كان طارق يمشي برفقة أخيه في شوارع وسط المدينة، سقط صاروخ بالقرب منهما.
استذكر طارق الحادثة قائلا: “اعتقدت أن أخي توفى. حملته وركضت به إلى البيت، وقلت للعائلة هذا ليس الوقت لبناء شركة أو للدراسة، هذا الوقت لننجو”.
وهذا ما فعلته العائلة بالفعل. انتقلت إلى لبنان دون أن تحمل معها أي شيء. وفي العام التالي، علمت أن جيش النظام “نهب بيوتهم ثم حرقها وقصفها ليغطي الجريمة”.
وقال طارق: “هناك العديد من السوريين الذين خسروا أكثر منا بكثير. نحن لسنا ضحايا. نحن منتصرون بغض النظر عن النتيجة، لأننا استطعنا النجاة من الحرب بأرواحنا، ونستطيع أن نبدأ حياتنا من جديد”.
حلم تخطى الحدود السورية
تم تسجيل العائلة لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتنقلت كثيرا في لبنان على مدى عام ونصف تقريبا إلى أن استقرت في مدينة صيدا. وقال طارق إن الشعب اللبناني كان مضيافا في استقباله للسوريين، ولكن بسبب عدم توقيع اتفاقات تتعلق باللاجئين، لم يكن باستطاعتهم أن يعملوا أو يستأجروا بيوتا أو يذهبوا إلى المدارس.
وقال: “لبنان بلد تراوح عدد سكانه بين أربعة وخمسة ملايين في ذلك الوقت، وقد استقبل أكثر من مليون إلى مليون ونصف لاجئ سوري في فترة قصيرة جدا. هذا يوازي دخول ما بين 10 إلى 15 مليون لاجئ أمريكي إلى كندا خلال سنة أو سنتين. بالطبع البلاد لن تتحمل هذا العبء، ولكن لبنان استوعب هذا الحمل على مدى 13 عاما. لم يكن حمل الحرب على سوريا وعلى الشعب السوري فقط، بل كان على شعوب المنطقة كلها، بما في ذلك الشعب الأردني واللبناني والتركي والعراقي”.
إلا أن طارق شدد على أن العائلة كانت مصممة “في كل مرحلة من قصة لجوئنا أن نبرهن للعالم أنه بإمكاننا أن نعطي للمجتمع المضيف ولا نأخذ”. لذا قضى معظم أيامه في لبنان في المجال التطوعي مع عدة منظمات إغاثية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين، مقدما خبراته في مجال الرعاية الصحية للاجئين السوريين واللبنانيين المستضيفين لهم على حد سواء، حيث كان قد وصل إلى مراحل دراسته الأخيرة للطب قبل مغادرة سوريا.
“لبنان بلد عزيز على السوريين. هناك الكثير من الروابط المشتركة بين السوريين واللبنانيين. تجمعنا الجغرافية والتاريخ والعراقة والقيم والأصالة والإبداع والصمود والأمل. لذا كان الموضوع بالنسبة لي شخصيا للغاية”.
تبدل الأحوال ومحطة مفصلية
كان هدف العائلة العودة إلى سوريا، ولكن عندما بدا ذلك حلما بعيد المنال وزادت المخاوف على مستقبل صغار العائلة الذين فاتتهم سنوات التعليم، شرعت في تقديم طلبات إعادة التوطين إلى دول أخرى.
وفي هذا السياق، قال طارق: “في العام 2015، أجرينا مقابلات مع عدد كبير من السفارات حول العالم، ولم تقبل بنا أية سفارة. فقد كان هناك ملايين السوريين الذين يسعون لإعادة التوطين. ولكن في أواخر العام تبدلت الأحوال. كانت الحكومة الكندية الجديدة قد تعهدت باستقبال حوالي 25 ألف لاجئ سوري، وكانت عائلتي من ضمنهم”.
![عائلة هدهد تحتفل بيوم كندا، الأول من يوليو. عائلة هدهد تحتفل بيوم كندا، الأول من يوليو.](https://i0.wp.com/global.unitednations.entermediadb.net/assets/mediadb/services/module/asset/downloads/preset/Libraries/Production%20Library/07-02-2025_Peace_by_Chocolate_3.JPG/image3000x3000.jpg?resize=708%2C708&ssl=1)
عائلة هدهد تحتفل بيوم كندا، الأول من يوليو.
كانت الأمم المتحدة المحطة المفصلية في قصة آل هدهد. فبدون التعريف عليها من قبل مفوضية اللاجئين، لم تكن لتستطيع حتى تقديم طلب للذهاب إلى كندا. فالسفارة الكندية تقوم بفحص متقاطع من خلال المفوضية، كما كان للمنظمة الدولية للهجرة دور أساسي في إعادة توطينهم.
لكن الفضل الأكبر في تحريك ملفهم يعود للمجتمع الكندي نفسه. فبعد الغرق المأساوي للطفل آلان كردي وعائلته في صيف عام 2015 خلال سعيهم للوصول إلى أوروبا، ضجت الصحف بالقصة وأصبحت قضية اللاجئين السوريين مركز اهتمام شعبي على مستوى العالم.
أنتيغونيش تحتضن عائلة هدهد
وقال طارق: “المجتمع المحلي في أنتيغونيش هو مجتمع رائد، وعندما رأى أنه يمكن أن يُحدث فرقا، بدأ عملية تسجيل منظمة تدعى أنتيغونيش تحتضن العائلات السورية”.
قام قادة المجتمع في المدينة – التي يبلغ عدد سكانها حوالي 5000 شخص و5000 طالب في جامعة القديس فرانسيس – بجمع التبرعات اللازمة لاستقبال السوريين، وكان التمويل كافيا لاستضافة عائلة واحدة تطابق مواصفات عائلة هدهد، دون معرفة أسماء أفرادها أو أشكالهم أو حتى خلفيتهم.
“لا أدري كيف يمكن لأشخاص على بعد 8000 كم من سوريا أو لبنان تقريبا أن يكونوا مهتمين بقدرتنا على بدء حياتنا من جديد، وأن يروا أخوتي وأولاد أختي آلاء يذهبون إلى المدارس. لم أتوقع أن تكون هناك كائنات بشرية موجودة معنا بهذه الروح من العطاء، لأننا عشنا الحروب ورأينا كيف يقتل الأشخاص بعضهم بعضا. أتيت إلى أنتغونيش بسببهم، لأنهم آمنوا أنني كشخص لدي نفس القيمة ونفس الكرامة ونفس الاحترام ونفس الحقوق ونفس الحريات المتاحة لأي شخص هنا في كندا”.
أكد طارق أن هذا أمر ترك فيه أثرا كبيرا، مما دفعه وعائلته لرد الجميل والعرفان للمجتمع الكندي، “الذي آمن بنا وبإنسانيتنا، وحاول أن يدعمنا على مختلف الأصعدة”.
![الكوخ الذي بناه أعضاء المجتمع ليكون مصنع شوكولاتة ويقع بجوار منزل عائلة هدهد. الكوخ الذي بناه أعضاء المجتمع ليكون مصنع شوكولاتة ويقع بجوار منزل عائلة هدهد.](https://i0.wp.com/global.unitednations.entermediadb.net/assets/mediadb/services/module/asset/downloads/preset/Libraries/Production%20Library/07-02-2025_Peace_by_Chocolate_4.jpeg/image3000x3000.jpg?resize=708%2C708&ssl=1)
الكوخ الذي بناه أعضاء المجتمع ليكون مصنع شوكولاتة ويقع بجوار منزل عائلة هدهد.
“هذا المجتمع رد إلينا إيماننا بالإنسانية بشكل عام. بغض النظر عن لون جلدك أو ديانتك أو مكان ولادتك، أنت مؤهل لأن تكون إنسانا. وبصراحة كان مجتمع أنتغونيش هو من خلق لنا فكرة السلام بعطفه وبكرمه اللذين يتناسبان مع قيمنا”.
“الشوكولاتة من أجل السلام”
وليثبتوا ألا شيئا مستحيلا أمام الأمل، قامت العائلة بربط أحلامها بالفجوات الموجودة في المجتمع، الذي كان بحاجة لفرص عمل لسكانه، وعادت لتبنى على الإرث الذي اضطرت أن تذره وراءها في سوريا في صناعة الشوكولاتة. ففي حين استغرق الأمر عقودا لتسجيل شركتهم في سوريا بسبب الفساد الحكومي، لم يستغرق الأمر سوى بضعة أسابيع في كندا، ومن هناك بدأ الطريق نحو النجاح على جميع المستويات.
“مشروعنا لم يبدأ لغرض اقتصادي بحت، ولا لغرض إنساني بحت. فهو جمع بينهما، ولذا كان اسم الشركة الشوكولاتة من أجل السلام. الكثير من الشركات حول العالم تهدف إلى جمع الأرباح، ولكن كان هدفنا أن ندعم المجتمع، وفي نفس الوقت، أن نحاول أن نكبر الشركة لتصبح واحدة من أكبر الشركات الموجودة بكندا”.
“الكنديون يتكاتفون”
بعد بضعة أشهر من افتتاح شركة “الشوكولاتة من أجل السلام” في عام 2016، اجتاحت الحرائق مدينة فورت مكموري النفطية في مقاطعة ألبيرتا الكندية. وقال طارق إن عائلته كانت تشاهد الأخبار وترى كيف أن كنديين “خسروا كل شيء” بعدما احترقت بيوتهم والتجئوا إلى مراكز الإيواء التابعة للصليب الأحمر الكندي.
“الكنديون يتكاتفون، لذا شعرنا نحن أيضا بالمسؤولية بأن نرد الجميل للكنديين الذي يستقبلوننا بكل حفاوة ولطف. بدأنا حملة لجمع التبرعات، وتبرعنا بأرباح الشركة – التي كانت فتية جدا – لنساعد المنظمات الإغاثية”.
وفي أيلول/سبتمبر من العام نفسه، سلط رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو الضوء على قصة هذه العائلة وعلى مساهمتها في إغاثة مجتمعها الجديد بعد مجرد أشهر على وصولها، وذلك في مقر الأمم المتحدة الدائم بنيويورك خلال “قمة القادة بشأن اللاجئين”.
فمنذ الشهر الأول لوصولها إلى كندا، ترسخ لدى عائلة هدهد الشعور بالمواطنة وبواجباتها تجاه دولتها ومجتمعها الجديدين. وقد جمعت شركتها أكثر من 655 ألف دولار لدعم مشاريع إغاثية للمجتمع المحلي الكندي، ولديها اليوم 11 اتفاقية مع منظمات مثل الصليب الأحمر الكندي، الذي هو شريكها الأساسي.
وقال طارق: “بفضل دعم المجتمع في أنتغونيش ودعم البلد ككل، استطعنا أن نكبر شركتنا، وقد دفعنا ضرائب للاقتصاد الكندي بعشرات ملايين الدولارات منذ أتينا إلى البلاد. اللطف يؤتي ثماره، وأفضل استثمار يمكنك القيام به هو أن تكون لطيفا مع الآخرين”.
تعتبر شركة “الشوكولاتة من أجل السلام” – برئاسة السيد عصام وبإدارة طارق التنفيذية – ثالث أكبر مشغل في مدينة أنتيغونيش، حيث يوجد مقر الشركة ومصنعها، ولديها فرع في هاليفاكس، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا. كما تُباع منتجاتها في أكثر من ألف متجر في الأراضي الكندية وقد أصبح موقعها أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في منطقة كندا الأطلسية بأكملها. وهي تطمح الآن لتصبح أكبر مصدر للشوكولاتة في كندا، وأن تفتح فروعا في الولايات المتحدة واليابان والشرق الأوسط.
![طارق ووالده عصام يلتقيان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لأول مرة. طارق ووالده عصام يلتقيان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لأول مرة.](https://i0.wp.com/global.unitednations.entermediadb.net/assets/mediadb/services/module/asset/downloads/preset/Libraries/Production%20Library/07-02-2025_Peace_by_Chocolate_5.jpg/image3000x3000.jpg?resize=708%2C708&ssl=1)
طارق ووالده عصام يلتقيان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لأول مرة.
“أهلا بك في كندا”
رغم الاختلافات الكبيرة التي تفرق العائلة عن مجتمعها الجديد، إلا أن ما كان يجمعها به كان أقوى بكثير ولم تشعر للحظة بأنها منبوذة أو على الهامش أو أن هناك عوائق لتصبح جزءا من المجتمع.
وقال طارق إن هناك وجهين لأي قصة لجوء أو هجرة ناجحة: هناك بالطبع دور للمجتمع المضيف، ولكن “المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق المهاجر أو اللاجئ بالدرجة الأولى”.
“لا أحد سوف يدق بابك ويسأل عن قصتك أو طموحك للمستقبل. الخطوة الأولى دائما تأتي من المهاجر أو اللاجئ نفسه ليروي قصته. وهذا ما فعلته تماما. بعد أيام على وصولي إلى أنتيغونيش، أجريت حوارا مع الجريدة المحلية، وفي اليوم التالي رأيت صورتي على الصفحة الرئيسية. جميع الناس كانوا يسلمون علي في الشارع، والشيء الوحيد الذي سمعته منهم، ثلاث كلمات: Welcome to Canada (أهلا بك في كندا). رغم أنه في ذلك الوقت، كانت هناك أيضا معارضة كبيرة بشأن استقبال اللاجئين السوريين”.
وبدأ طارق بتعريف المجتمع الكندي بقصة عائلته من خلال جميع الوسائل المتاحة، حتى إن هيئة الإذاعة الكندية كانت ترسل مراسلها إلى منزل العائلة كل شهر ليواكب اندماجها، وبعد عام نشرت مقالا بعنوان: “كيف تحولت عائلة هدهد من لاجئين إلى مشغلين في عام واحد”.
حس الانتماء
بالإضافة إلى حفاوة استقبال الكنديين، كان الاستقرار عاملا رئيسيا في إدماج الأسرة في مجتمعها الجديد، حيث أكد طارق أن أفرادها مُنحوا الإقامة الدائمة منذ وصولهم إلى البلاد.
وقال: “ما أعطتنا إياه كندا أيضا هو الطموح في الاستدامة. يمكنك أن تفكر لعشر أو 20 سنة في المستقبل، أو حتى لآخر عمرك. يمكنك أن تبني مشاريع وأن تخطط. في الكثير من البلاد لا تستطيع كلاجئ أن تخطط أبدا. لا تستطيع أن تفكر لأبعد من ساعة أو أسبوع أو شهر لأن وضعك دائما ما يكون مؤقتا. كندا أعطتنا حس الانتماء والمواطنة حتى قبل أن نصبح مواطنين كنديين. لدي كل الاحترام لما تمثله كندا، وبغض النظر عما يفعله السياسيون أو الأفراد أو الاقتصاديون، أنا فخور بانتمائي إلى هذا البلد العظيم وأن أكون اليوم مواطنا كنديا”.
![طارق هدهد مع عائلته وأصدقائه في هاليفاكس، نوفا سكوشا، لحضور حفل حصوله على الجنسية في يناير 2020. طارق هدهد مع عائلته وأصدقائه في هاليفاكس، نوفا سكوشا، لحضور حفل حصوله على الجنسية في يناير 2020.](https://i0.wp.com/global.unitednations.entermediadb.net/assets/mediadb/services/module/asset/downloads/preset/Libraries/Production%20Library/07-02-2025_Peace_by_Chocolate_6.jpg/image3000x3000.jpg?resize=708%2C708&ssl=1)
طارق هدهد مع عائلته وأصدقائه في هاليفاكس، نوفا سكوشا، لحضور حفل حصوله على الجنسية في يناير 2020.
“أكبر من معجزة”
بعد أكثر من 13 عاما من الحرب والدمار والتشريد، وصف طارق سقوط نظام الأسد على أنه “أكبر من معجزة”، حيث إن الكثير من السوريين كانوا قد فقدوا الأمل في التخلص من النظام القمعي الذي أرهب البلاد لأكثر من 50 عاما.
وأكد أنه يرى أن مستقبل البلاد “مبهر جدا” بفضل أبنائها الأبطال الذين رفضوا أن يتركوا سوريا وأولئك الذين لجأوا إلى مجتمعات أخرى حول العالم وبنوا فيها علاقات متينة.
وقال: “مدينتي دمشق هي أقدم مدينة بالعالم، لقد نجت من كوارث أكبر بكثير مما حصل لها خلال السنوات الخمسين الماضية. إن شاء الله نحن على طريق التعافي، ولدي إيمان قوي بأن الشعب السوري سيتغلب على كل الصعوبات وسيبني بلدا نكون جميعا فخورين به”.
وبعد غياب دام 12 عاما، يتطلع طارق الآن لزيارة سوريا في القريب العاجل للقاء الأحبة الذين ما زالوا هناك، بما في ذلك إحدى شقيقاته.
“دائما ما كنت أقول لأصدقائي من المهاجرين هنا في كندا أنه بإمكانهم أن يعودوا إلى أوطانهم لزيارتها متى ما أرادوا، ولكن هذا الخيار لم يكن متاحا لي قبل 8 ديسمبر 2024. أنا فخور جدا بجهود السوريين الذين تخلصوا من أحد أبشع الأنظمة على وجه الأرض، وآمل أن يستطيعوا أن يحولوا كل آلام الحرب إلى آمال وأن تستعيد سوريا مكانتها ورونقها من جديد”.
فخر وواجب
وشدد طارق على أن دعم المجتمع الكندي بالنسبة لهم كان واجبا بعد فضل البلاد عليهم، والآن آن الأوان لأداء هذا الواجب الأخلاقي في وطنهم الأساسي سوريا، “وهو فخر لنا أن نسهم في إعادة بنائها من جديد، وأن ندعم شعبنا السوري”.
وأكد أن شركة “الشوكولاتة من أجل السلام” تعمل على ترخيص لها في منطقة الشرق الأوسط لكي تكون أقرب إلى سوريا، ولكي تجمع التبرعات من خلال مبيعاتها لدعم المنظمات الإغاثية في البلاد أو تلك التي تدعم عودة لاجئين سوريين من البلدان المجاورة. وقال إن هناك جهودا لربط المجتمع السوري – الكندي من خلال تقديم نماذج لمشاريع في سوريا يمكن أن يسهم في دعمها.
![عائلة حداد وعدد كبير من المؤيدين إليهم في افتتاح مصنعهم في أنتيجونيش في عام 2017. عائلة حداد وعدد كبير من المؤيدين إليهم في افتتاح مصنعهم في أنتيجونيش في عام 2017.](https://i0.wp.com/global.unitednations.entermediadb.net/assets/mediadb/services/module/asset/downloads/preset/Libraries/Production%20Library/07-02-2025_Peace_by_Chocolate_7.jpg/image3000x3000.jpg?resize=708%2C708&ssl=1)
عائلة حداد وعدد كبير من المؤيدين إليهم في افتتاح مصنعهم في أنتيجونيش في عام 2017.
خلق نهاية سعيدة
في رسالة إلى الأشخاص الذين يواجهون الصعاب ويضطرون لمغادرة أوطانهم، شدد طارق على أن “الايمان بالقيم وبالذات وبالمستقبل المبهر هو مهم جدا، والأهم من ذلك هو محاربة اليأس بكل أشكاله”.
وقال: “أتمنى من كل شخص بأي مكان بالعالم يبحث عن فرصة – إذا لم يجد فرصته أن يخلقها، لأنه طالما نستطيع أن نكمل حياتنا، فنحن قادرون على خلق فرص جديدة لنا ولمجتمعاتنا. يجب ألا ننسى أن نرد الجميل للبلدان التي فتحت لنا أبوابها، وأن نكون في نفس الوقت فخورين بالمكان الذي أتينا منه، لأننا في نهاية المطاف سفراء لثقافتنا ولبلداننا ولقيمنا”.
واستذكر مقولة للكاتبة ماري روبنسون قائلا: “لا أحد يستطيع العودة إلى الوراء وبدء بداية جديدة، لكن كل شخص يستطيع أن يبدأ اليوم ويصنع نهاية جديدة”.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un