35 عامًا.. من هو “وائل قاسم” صاحب أطول مدة حكم في القدس؟
35 عامًا.. من هو “وائل قاسم” صاحب أطول مدة حكم في القدس؟
منذ اندلاع الحرب على غزة، تم استعادة قصص من الشخصيات الفلسطينية التي حكمت عليها محاكم إسرائيلية بالسجن مئات السنين، وترفض إطلاق سراحهم بموجب أي صفقة تبادل أسرى، ومن بينهم عبد الناصر عيسى، وعبد الله البرغوثي، و آحرون.
ومن بين هؤلاء الأسرى أيضاً نجد وائل قاسم، الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال منذ أكثر من 20 عاماً، والذي يرفض الاحتلال إطلاق سراحه. وتم تصنيفه ضمن أعضاء إحدى الخلايا العسكرية الأكثر فتكاً للقوات الإسرائيلية في تاريخ إسرائيل.
ووائل قاسم هو أحد مسؤولي خلية سلوان العسكرية التابعة لـ”كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”. كما أدانت إسرائيل الأسير وائل، إلى جانب 3 أسرى آخرين، بتنفيذ عدة عمليات مقاومة، ردا على انتهاكات الاحتلال في القدس واقتحام المسجد الأقصى. الأقصى المبارك.
وائل قاسم…من الولادة إلى الاعتقال
في 25 مارس 1971، رأى الأسير وائل محمود محمد علي قاسم، الملقب بـ”أبو مصعب”، النور في حي سلوان بالقدس. تلقى تعليمه الإعدادي في مدرسة سلوان، وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة الرشادية. حصل على دبلوم في المحاسبة وبرمجة الحاسوب من الكلية الإبراهيمية في القدس.
بدأ حياته المهنية كمحاسب في إحدى الشركات، لكنه انتقل بعد ذلك إلى مجال الإنشاءات والمقاولات. ويستمتع وائل بالحياة الأسرية، فهو متزوج وله أربعة أبناء، بينهم مصعب (18 عاما) الذي يواصل دراسته في المرحلة الثانوية، بالإضافة إلى أنس وخديجة وعلاء.
اعتقل الجيش الإسرائيلي وائل قاسم للمرة الأولى عندما كان عمره 26 عاماً. وقضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 70 يوما، ثم أطلق سراحه بعد عدم ثبوت أي تهم ضده. وبعد خمس سنوات من هذا الاعتقال، وبالضبط في 18 أغسطس 2002، تم اعتقال وائل مرة أخرى مع صديقه علاء الدين عباسي في أحد الأحياء اليهودية في القدس الغربية بعد… أن كشفت المخابرات الإسرائيلية المجموعة العسكرية التي كان يرأسها.
وعلى الفور تم نقل وائل قاسم إلى مركز تحقيق المسكوبية، وبعد ساعات من اعتقاله داهمت منزله في حي سلوان، وهددت بهدم المنزل وطرد عائلته منه. وخلال فترة استجوابه، قام الاحتلال الإسرائيلي بطرد عائلته من مدينة القدس إلى بلدة أبو ديس.
أطول عقوبة للأسرى المقدسيين
ويعتبر الأسير المقدسي وائل قاسم الأسير الأطول بقاء في القدس، حيث يقضي حكما مؤبدا لمدة 35 عاما، بالإضافة إلى 50 عاما، أي ما يعادل 3515 عاما. واتهمته سلطات الاحتلال بالمسؤولية عن عملية فدائية أدت إلى مقتل 35 إسرائيليا.
وبحسب لوائح الاتهام التي نشرتها مؤسسة التضامن، يبدو أن وائل محمود علي قاسم كان له دور بارز باعتباره العقل المدبر والقائد لعدة عمليات تفجير داخل الأراضي المحتلة عام 2002. وبدأ قاسم في تنظيم أعضاء الجماعة وتحديد الأهداف لتعظيم الخسائر داخلها. صفوف الجيش الإسرائيلي.
وتكشف القوائم أن اللقاءات بين قاسم وعرمان جرت في بلدة بيت اكسا في محافظة القدس. وهناك، قام قاسم بتزويد عرمان بمعلومات حول المواقع المستهدفة داخل الأراضي المحتلة، فيما عمل عرمان على تجهيز العبوات الناسفة لتنفيذ الهجمات. وبعد ذلك نقلها قاسم إلى القدس.
وجرت العمليات بعد سلسلة من الاستعدادات، حيث نفذت المجموعة الهجوم الأول في مقهى مومنت، مما أسفر عن مقتل 11 إسرائيليا. وبعد هذه الحادثة تغير نمط الهجمات ليبتعد عن التدخل البشري.
وقاد قاسم مع الأسير وسام عباسي هجوما على سيارة شرطة إسرائيلية في مستوطنة بيسكات زئيف. وبحسب الادعاء، واصلت المجموعة أنشطتها في جميع أنحاء الأراضي المحتلة؛ وتم التخطيط لهدف جديد في تل أبيب، أدى إلى مقتل 15 إسرائيلياً في نادي “شيلد كليب” بمدينة ريشون لتسيون.
وائل وفشل المخابرات الإسرائيلية
وفي استمرار تقدم عمل الجماعة وفشل جهود الاستخبارات الإسرائيلية في اكتشافها، قام وائل محمود علي قاسم بتطوير تقنية التفجير عن بعد لتعزيز هجماتها. وبعد مشاورات بين قاسم والأسير محمد عرمان، طلب الأخير من قاسم استهداف مواقع إسرائيلية حساسة، بما في ذلك القطارات وخزانات الوقود.
وبحسب لوائح الاتهام، قام الأسيران وسام عباسي ومحمد عودة، بتعليمات من قاسم، بمراقبة صهريج وقود في مدينة حولون، حيث تم تعقب مسارهما إلى مرآب للشاحنات في موقع بي كليلوت. وقام قاسم بربط عبوة ناسفة بالناقلة، وعند وصوله إلى الموقع قام بتفجيرها عن بعد باستخدام الهاتف المحمول.
وبعد هذه العملية قرر قاسم تنفيذ الهجمات بالتفجير عن بعد. وقاد هو ووسام عباسي هجوما على سيارتين للشرطة وسيارة خاصة في منطقة التلة الفرنسية بالقدس. وكانت 3 عبوات ناسفة ملتصقة بالسيارات، وتم تفجيرها أثناء توجهها للعمل صباحاً. ولحسن الحظ لم يكن هناك أحد داخل السيارات.
وبحسب لوائح الاتهام، شارك قاسم في معاينة مواقع القطارات في الأراضي المحتلة، حيث تمت مراقبة السكة الحديد في مدينة اللد بموجب تعليمات عرمان. وفي إحدى الهجمات، قام قاسم بوضع عبوة ناسفة على سكة القطار، وعندما اقترب القطار قام بتفجيرها عن بعد، مما أدى إلى إصابة 4 إسرائيليين وإلحاق أضرار أخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، شارك وائل قاسم في الهجوم على الجامعة العبرية عام 2002، والذي أسفر عن مقتل 9 إسرائيليين آخرين.
وبالنظر إلى تفاصيل المخططات التي رسمتها الخلية، يتبين أن مجموعة قاسم أحدثت ثغرة كبيرة في السياج الأمني الذي أقامته إسرائيل لحماية منشآتها ومواطنيها من هجمات المقاومة الفلسطينية خلال انتفاضة الأقصى. .
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر مصدر المعلومات والصور : alwatannews