مال و أعمال

تقييم المؤسسات العالمية لاقتصاد الكويت لعام 2023

تقييم المؤسسات العالمية لاقتصاد الكويت لعام 2023

بعد أيام قليلة ينتهي عام 2023، حيث مرّ بتحولات ملموسة على الساحة الاقتصادية الكويتية، حيث أثار هذا العام اهتمام وكالات التصنيف العالمية التي لم تتجاهل التطورات الملموسة التي أدت إلى تحول العجز إلى فائض في ميزانية البلاد.

لم تكن تقارير هذه الوكالات مقتصرة فقط على الإشارة إلى أصول الصندوق السيادي أو التحكم في التضخم أو القوانين المالية المرتقبة، بل تجاوزت ذلك لتشير إلى المخاوف المحتملة من التصادم بين السلطات التشريعية والتنفيذية في دولة الخليج.

فضلاً عن دورها في التصنيفات الائتمانية، تقدمت هذه المؤسسات بحلول واقتراحات للقرار السياسي في الكويت للتعامل مع الوضع المالي والمراقبة الشاملة له.

تحظى تقييمات هذه المؤسسات باهتمام خاص نظراً لقدرتها على جذب انتباه المستثمرين عبر العالم، حيث يعتمد العديد منهم قراراتهم على تلك التقييمات والآراء المعروضة من خلالها.

 

تفتتح فيتش عام 2023 بتأكيد التصنيفات

وفي يناير 2023، أكدت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني التصنيف الائتماني السيادي لدولة الكويت عند “أأ-” وبنظرة مستقبلية مستقرة، أشرت إلى أن نقاط القوة تكمن في الميزانية المالية والخارجية القوية بشكل استثنائي.

وتوقعت الوكالة أن يصل صافي الأصول السيادية الأجنبية إلى 470% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الأعوام 2022-2024، مع احتمال تراجع الدين الحكومي إلى أقل من 10% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام المالي 2022/2023، ليتضاعف إلى 20% العام المقبل.

وفي سبتمبر الماضي، تم تأكيد التصنيف الائتماني السيادي للدولة الخليجية والتوقعات المستقبلية، مما يشير إلى أن متوسط ​​صافي الأصول السيادية الأجنبية سيصل إلى 505% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الأعوام (2023-2024)، ليظل من أعلى المعدلات بين الدول السيادية المصنفة. .

وذكرت أن نسبة إجمالي الدين الحكومي لا تزال منخفضة، 8.7% من الناتج المحلي الإجمالي للعام المالي الماضي، ورغم تسجيل الكويت أول فائض في ميزانيتها العامة في العام المالي، رجحت فيتش أن تكون معدلات عجز الموازنة عند حساب الاستثمار وسيعود الدخل ضمن الميزانية إلى 0.7%. و0.9% في العامين الحالي والمقبل.

دعمت أصول “السيادية” تأكيد التصنيف

وفي أغسطس 2023، أكدت كابيتال إنتليجنس تصنيفات العملة الأجنبية والمحلية طويلة الأجل للكويت عند “أ+”مع تأكيد التصنيف قصير الأجل عند “أ1″وتستمر النظرة المستقبلية المستقرة.

وتدعم التصنيفات الأصول المالية الكبيرة في صندوق الأجيال القادمة الذي تديره الهيئة العامة للاستثمار، حيث تشير آخر التقديرات إلى أنه يصل إلى 803 مليارات دولار (ما يعادل 4.88 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي للدولة في عام 2023)، يستثمر 50% منها في الصندوق. الولايات المتحدة..

وتستند التصنيفات أيضًا إلى المستوى المنخفض جدًا للدين الحكومي، والاحتياطيات الكبيرة من النفط والغاز في البلاد، والتوقعات بأن تظل ميزانية الحكومة تحقق فائضًا على المدى القصير إلى المتوسط ​​بسبب ارتفاع أسعار النفط نسبيًا، ومن المرجح أن تحقق فائضًا ماليًا. بنسبة 3.5% في العام المالي 2025/2026.

ستاندرد آند بورز: 14% متوسط ​​العجز المالي المتوقع

وتوقعت وكالة ستاندرد آند بورز في تقرير أصدرته هذا الشهر أن تسجل الكويت عجزا ماليا متوسطا يبلغ 14% من الناتج المحلي الإجمالي في الفترة من 2023 إلى 2026 بسبب ارتفاع الإنفاق، رغم الارتفاع النسبي في أسعار النفط.

ولا تضمن توقعات الوكالة الدخل الاستثماري للهيئة العامة للاستثمار، وتتضمن تحويل الإيرادات المقدرة للحكومة بنسبة 10% إلى صندوق الأجيال القادمة، مع وجود خطط كبيرة لزيادة الإنفاق في الموازنة الحالية. بما في ذلك خلق فرص عمل جديدة في القطاع العام، وتحويل أرصدة الإجازات إلى مدفوعات نقدية.

وذكرت: «رغم ذلك، إلا أن المركز المالي العام للحكومة يظل قوياً بدعم من أصول الهيئة العامة للاستثمار، وانخفاض عبء الدين على الحكومة ليصل إلى نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022، مما يشير إلى أن الجهات الحكومية ستعمل على اتخاذ خطوات لتنويع مصادر الدخل، مثل إقرار قانون الديون”.

موديز: مركز ائتماني مدعوم بالاحتياطيات

وذكرت موديز أن الوضع الائتماني للكويت “a2″مدعومة بالاحتياطيات المالية الكبيرة جداً التي تمتلكها الدولة، فضلاً عن احتياطيات النفط والغاز، ومستويات الدخل المرتفعة، مما يشير إلى أن النظرة المستقبلية للبلاد تعكس مخاطر متوازنة على التصنيف.

وكشفت الوكالة أنها قد ترفع التصنيف الائتماني للكويت إذا تحسنت آفاق التنويع المالي والاقتصادي بعيداً عن النفط بشكل كبير، وأن خفض التصنيف قد يحدث إذا كانت القوة المالية للحكومة ضعيفة بشكل كبير على المدى المتوسط، أو لم يتم تنفيذ الإصلاحات، أو سحب كبير من صندوق الاحتياطي العام قائم مع تعطيل القانون. دَين.

وتوقعت نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي في الكويت بنحو 4-5% في عام 2023، وأن ينتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى 1-2% في عام 2024. وذلك من خلال دعم النشاط غير النفطي والاستثمارات العامة والاستهلاك الخاص.

المراجعة النقدية تستعرض توقعاتها وتشيد بالتضخم

وفي يونيو الماضي، اختتمت بعثة صندوق النقد الدولي مشاورات المادة الرابعة لعام 2023، والتي أظهرت أن التعافي الاقتصادي في دولة الكويت مستمر ويستفيد من زيادة إنتاج النفط وارتفاع أسعار النفط، مع احتواء التضخم.

ومن المرجح أن يتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في عام 2023 إلى 0.1%، مما يضع وصفة لتحسين أوضاع المالية العامة، مع الإشارة إلى أنه على الرغم من التحفيز المالي الداعم للتعافي في دولة الكويت، إلا أن هناك حاجة لتعديل أوضاع المالية العامة في أسرع وقت ممكن. ومعالجة الضرائب والنفقات وقانون الديون..

وفي أغسطس 2023، قال خبراء الصندوق إن التعافي الاقتصادي لا يزال مستمرا في دولة الكويت مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط، مشيرين إلى أن الاحتياطيات المالية والخارجية العازلة للدولة كبيرة وأنها تستطيع إجراء الإصلاحات اللازمة من موقع من القوة، ولكن الركود السياسي يفرض ضغوطا على تأخير الإصلاحات. .

وفي إطار مراجعاته الدورية، غيّر صندوق النقد الدولي توقعاته في أكتوبر الماضي للناتج المحلي الإجمالي للكويت في 2023 إلى انكماش بنسبة 0.6%، من تقديرات أبريل السابق بنمو 0.09%، ورفع توقعاته للنمو الاقتصادي في عام 2023. 2024 إلى 3.6% مقارنة بالتقديرات. وكان النمو السابق 2.7%.

البنك الدولي يخفض توقعاته لعام 2023

وفي يناير 2023، توقع البنك الدولي أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للكويت بنسبة 2.5% خلال العام الحالي، مقارنة بمعدلات نمو اقتصادي بلغت 8.5% العام الماضي..

وأعقب ذلك قيام البنك بتخفيض توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للكويت خلال عام 2023 إلى 0.8%، مقارنة بتقديراته السابقة بنمو 1.3%.%وأبقى على توقعاته للنمو الاقتصادي عام 2024 عند 2.6%، مشيراً إلى أن الاقتصاد الكويتي سجل نمواً بنسبة 7.9% في عام 2022..

وفيما يتعلق بميزان المالية العامة للناتج المحلي الإجمالي للدولة الخليجية، توقع «الدولي» انكماشه بنحو 8% عام 2023، وهو الأعلى خليجياً، وأن يتسارع الانكماش إلى 10.7% عام 2024، مشيراً إلى أن وسجلت نموا إيجابيا العام الماضي ليصل إلى 2.2% من الاقتصاد..

وفيما يتعلق بمعدلات التضخم، أشار البنك الدولي إلى أنها تسارعت في الكويت خلال العام الماضي عند 4.3%، ومن المرجح أن يتباطأ نموها في 2023 إلى 3.3%، وأن يستمر في التباطؤ في 2024 عند 2.4.%.

التحديات الاقتصادية

وقد اتفقت أغلب المؤسسات، بما في ذلك فيتش، على أن النفقات الجارية تشكل أكثر من 70% من إجمالي الدين الحكومي. بما في ذلك الرواتب، يشكل تحديا لحكومة الكويت، بالإضافة إلى عدم قدرة الدولة الخليجية على إصدار قانون للدين العام المتوقف منذ عام 2017، فضلا عن حساسية الموازنة العامة لتغيرات أسعار النفط .

كما قالت الوكالة إن أهم العوامل التي يمكن أن تؤثر سلبا، منفردة أو جماعية، على التصنيف الائتماني هي ظهور بوادر ضغوط متزايدة على سيولة صندوق الاحتياطي العام أو تدهور كبير في الأوضاع المالية والخارجية. بسبب استمرار انخفاض أسعار النفط أو عدم القدرة على معالجة الاستنزاف الهيكلي للمالية العامة.

وفي سياق متصل، ترى بعثة صندوق النقد الدولي أن التأخير في تنفيذ الإصلاحات المالية والهيكلية اللازمة يمكن أن يؤدي إلى سياسة مالية عامة مسايرة للدورة الاقتصادية وتقويض ثقة المستثمرين، مع منع التقدم نحو تنويع النشاط الاقتصادي وتعزيز قدرته التنافسية.

 

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر مصدر المعلومات والصور : mubasher

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا...
كيف يمكنا مساعدتك؟