آخر ملاذ للنازحين.. تحذيرات عربية ودولية من كارثة إنسانية بعد إعلان إسرائيل استعدادها لاجتياح رفح
وجهت دول عربية وغربية ومنظمات دولية، اليوم السبت، تحذيرًا من وقوع “كارثة إنسانية” غير مسبوقة في رفح، مع استعداد الجيش الإسرائيلي لاجتياح الملجأ الأخير لأكثر من نصف سكان قطاع غزة المتاخم للحدود المصرية. .
استشهد اليوم، عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية التابعة لوزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس، في تفجير استهدف سيارتهم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن العملية العسكرية في رفح ستبدأ بعد الانتهاء من “عملية إجلاء واسعة النطاق” للمدنيين من المدينة وضواحيها.
ورفح، الملجأ الأخير للنازحين في القطاع المنكوب، تضم أكثر من 1.400.000 فلسطيني، بينهم 1.300.000 نازح من المحافظات الأخرى، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
“كارثة ومذبحة عالمية” رسمتها واشنطن
حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، من “كارثة ومجزرة عالمية” قد تخلف عشرات الآلاف من الضحايا في حال اجتياح إسرائيل لمحافظة رفح.
وحمل المكتب الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الكارثة والمذبحة العالمية التي يهدد الاحتلال بارتكابها، بحسب بيان رسمي نشره على منصة “تلغرام”.
بدورها، دعت الرئاسة الفلسطينية واشنطن إلى “التحرك الجاد لوقف الجنون الإسرائيلي”، مع استعداد تل أبيب لاجتياح محافظة رفح.
وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، إن “الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح ومحاولة تهجير المواطنين الفلسطينيين لا يعفي الإدارة الأمريكية من المسؤولية”.
ودعا أبو ردينة العالم إلى “الوقوف صفا واحدا لوقف هذا العدوان الإسرائيلي وشلال الدم الفلسطيني ووقف التهجير”.
تحذيرات عربية
دعت السعودية وقطر إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمنع إسرائيل من اجتياح مدينة رفح وارتكاب “إبادة جماعية” هناك، مع تأكيدهما رفضهما القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين قسراً.
وجددت الخارجية السعودية، في بيان رسمي، “مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار”.
بدورها، حذرت القاهرة من تطورات الأوضاع في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، المتاخمة للحدود المصرية، معتبرة أنها “تنذر بتدهور في القطاع، مع تداعيات وخيمة”.
حذر الأردن من خطورة قيام إسرائيل بعملية عسكرية في مدينة رفح جنوب البلاد، ودعا المجتمع الدولي إلى منع إسرائيل من مواصلة حربها “المستعرة” في قطاع غزة.
وجددت المملكة الهاشمية “رفضها المطلق لتهجير الفلسطينيين داخل أراضيهم أو خارجها”، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأردنية.
بدورها، أعربت الكويت عن قلقها إزاء مخططات إسرائيل لمهاجمة رفح، وطالبت بتفعيل آليات المساءلة الدولية لوضع حد لـ«انتهاكاتها».
وجدد بيان لوزارة الخارجية الكويتية موقف الكويت “الرافض للممارسات العدوانية ومخططات التهجير ضد الشعب الفلسطيني الشقيق”.
تحذيرات أوروبية
حذرت ألمانيا، اليوم السبت، من وقوع “كارثة إنسانية” إذا شنت إسرائيل هجوما على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك: “إن المحنة في رفح لا تصدق بالفعل. هناك 1.3 مليون شخص يبحثون عن الحماية من القتال في منطقة صغيرة جدًا، وأي هجوم يشنه الجيش الإسرائيلي على رفح سيشكل كارثة إنسانية في طور التكوين”. “
وأضافت في منشور عبر حسابها على منصة “X”: “شعب غزة لا يمكن أن يختفي في الهواء”.
الأونروا: لا توجد كلمات لوصف الوضع في رفح
قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم السبت إن “الهجوم العسكري الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وسط هؤلاء السكان الضعفاء والمعرضين تماما، هو وصفة لكارثة”.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن “العديد من سكان رفح البالغ عددهم 1.4 مليون نسمة يعيشون في ملاجئ بلاستيكية مؤقتة في الشوارع”.
وأضاف أن “الهجوم العسكري (الإسرائيلي) المحتمل على رفح، وسط هؤلاء المستضعفين المكشوفين بالكامل، هو وصفة لكارثة”.
واختتم لازاريني حديثه بالقول: “لم أعد أجد الكلمات لوصف الوضع”.
من جانبه، قال منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية، مارتن غريفيث، إن معاناة سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لا يمكن تصورها.
وأضاف غريفيث، في رسالة نشرها مساء الجمعة عبر حسابه على منصة “إكس”، أن “أكثر من مليون من سكان مدينة رفح ليس لديهم مكان يذهبون إليه”.
وأكد أن “معاناة سكان رفح لا يمكن تصورها”.
منذ بدء العملية البرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، طلبت من السكان التوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب، بدعوى أنها “مناطق آمنة”، لكنها لم تفعل ذلك. نجا من قصف المنازل والسيارات والمستشفيات.
على إثر الفظائع التي ارتكبتها في قطاع غزة، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب “إبادة جماعية” أمام محكمة العدل الدولية، وذلك لأول مرة في تاريخها، الأمر الذي قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب بينما واجه ذلك معارضة أمريكية.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر