إيران تسحب قادة الحرس الثوري من سوريا قبل الهجمات الأميركية بأيام

كشفت صحيفة فايننشال تايمز أن إيران قامت بسحب كبار قادة الحرس الثوري من سوريا قبل خمسة أيام فقط من تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق، “لمنع قوات النخبة الإيرانية من تكبد المزيد من الخسائر”.

ذكرت الصحيفة الأمريكية عن ثلاثة مصادر، بينهم مسؤول إيراني، قولهم إن طهران اتخذت قرار سحب القادة بعد أن حمل الرئيس الأمريكي جو بايدن إيران مسؤولية الهجوم بطائرات مسيرة على قاعدة “برج 22” في الأردن، والذي أسفر عن مقتل لثلاثة جنود أمريكيين. وأصيب العشرات، وتعهد بالرد.

أفادت المصادر أن “ضباط الحرس الثوري كانوا قد غادروا سوريا بحلول الوقت الذي شنت فيه واشنطن غاراتها الجوية بعد خمسة أيام”، مضيفة أن “هذا كان مؤشرا على عدم رغبة طهران في الانجرار إلى صراع مباشر مع الولايات المتحدة”.

وفيما يتعلق بحزب الله، قال أحد المصادر إن الحزب «سحب بعض كبار قادته من العراق، وأصبح أكثر حذراً بشأن تحركات مقاتليه في جنوب لبنان».

“تغيير في التكتيكات”

وقال المسؤول الإيراني، إن “قرار سحب القادة يعكس تغييرا في التكتيكات، إذ سبق أن قُتل تسعة ضباط من الحرس الثوري الإيراني في غارات إسرائيلية منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي”، لافتا إلى أنه “تم سحب قادة الحرس الثوري لمنع التصعيد”. مع الولايات المتحدة.”

وأشار أحد المصادر إلى أن إيران “تشعر بالقلق إزاء الضرورة المحتملة للانتقام إذا قُتل المزيد من القادة”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة “أبلغت أيضاً عبر قنوات غير مباشرة أنها لا تسعى إلى صراع مع إيران، وهو مصدر قلق مشترك مع إيران”. إيران”.

وأكد المسؤول الإيراني أنه “بمجرد أن يسود الهدوء النسبي، ستعود هذه القوات إلى سوريا”، لافتا إلى أن طهران “حريصة على تهدئة التوترات فيما تستعد لإجراء انتخابات برلمانية مهمة مطلع آذار/مارس المقبل”.

رد الولايات المتحدة على الهجمات ضد قواتها

وشنت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات انتقامية ردا على الهجمات التي تعرضت لها قواتها وقواعدها في سوريا والعراق، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف قاعدة “برج 22” في الأردن.

وقال الجيش الأمريكي إنه ضرب 85 هدفا في 7 منشآت في سوريا والعراق رتبها الحرس الثوري الإيراني، دون تقديم تفاصيل محددة عن الخسائر البشرية، فيما أعلن العراق والنظام السوري مقتل العشرات في الضربات.

وحتى نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، ارتفع عدد الهجمات ضد القوات والقواعد الأمريكية في سوريا والعراق إلى 165 هجوماً منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 98 منها في سوريا، و66 في العراق، وهجوم واحد في الأردن، وأسفرت عن وأصيب نحو 80 جندياً أميركياً بجروح طفيفة، باستثناء الهجوم على قاعدة “برج 22” في الأردن، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة العشرات.

وتضمنت الهجمات ضد القوات والقواعد الأمريكية مزيجًا من الطائرات الهجومية بدون طيار والصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ الباليستية قريبة المدى.