عاجل.. (صور) زغاريد وزفاف وسط الحرب.. قلب غزة ينبض بالفرح
2024/02/17 7:31:16 مساءً
4 دقائق
وسط مخيم للنازحين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ترتفع أصوات عشرات الفلسطينيين مع كلمات الأغاني الشعبية، مرددين على إيقاع الطبول والموسيقى التي تمتزج بالضجيج ويعيش سكان السوق القريب من المخيم، الذي نزح سكانه من مناطق مختلفة في القطاع، نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر الماضي.< /p>
كان هؤلاء الفلسطينيون يحتفلون بزفاف العروسين محمود وشيماء خزايق اللذين قررا إتمام زواجهما وبث روح الفرح بين جيرانهما وأقاربهما النازحين، رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها بسبب… الحرب المدمرة على غزة مستمرة.
ويعيش العروسان مع ذويهما في معسكر “ملعب الشهيد محمد الدرة”. في مدينة دير البلح منذ أكثر من شهرين بعد تهجيرهم من مدينة غزة.
ومن بين عشرات الخيم البسيطة المصنوعة من القماش وقطع النايلون الأبيض، كان العريس محمود يتجول برفقة أقاربه وأصدقائه. وجيرانه في موكب يؤدي فيه الشباب رقصات الأعراس الشعبية ويلقون كلمات الأغاني والأشعار التي اعتادوا غنائها في مثل هذه المناسبات، والتي لم تنجح الحرب في القضاء عليها.
وظهرت نظرة الفرح على وجه العريس محمود، أثناء احتفاله بزفافه بعد تأجيله لأكثر من 4 أشهر، حيث كان مقررا منتصف أكتوبر الماضي، لكن اندلاع حرب الحكومة الإسرائيلية في غزة منعته من إكماله في ذلك الوقت.
ويقول محمود للأناضول: “هذا حفل زفافي، لكن الفرحة لم تكتمل، حيث كنت أتمنى أن تكون الأجواء هادئة وأن أحتفل في قاعة كبيرة للمناسبات”.
ويضيف: “تركنا منزلنا في مدينة غزة تحت القصف ونيران الجيش الإسرائيلي وتهجرنا”. بالنسبة لمدينة دير البلح، فتأجل العرس”.
"لا يمكن أن يظل حفل زفافنا معلقًا لفترة أطول، لذلك قررنا إقامة حفل بسيط. نحن ندخل الفرحة إلى قلوبنا المنهكة وقلوب جيراننا وأصدقائنا النازحين هنا”.
العريس الفلسطيني ينوي الذهاب في رحلة عمرة مع زوجته. وبعد انتهاء الحرب، لتعويضها عن إقامة حفل زفاف كبير كما كان مقرراً، لولا اندلاع الحرب وظروف التهجير التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.
وبكل نغمة التحدي يقول العريس محمود: «إن شاء الله نبني بيتنا ونفرح رغم الحرب». سأتزوج وأنجب أطفالاً رغم الدمار والقصف”.
وبينما كان موكب العريس محمود يتجول في المخيم لتلقي التهنئة من سكانه النازحين، قام عدد من الشباب بإعداد وجبة الغداء، أو كما يطلق عليها في غزة “وليمة الفرح”. لكن هذه المرة لن تشمل أي نوع من اللحوم كما اعتاد أهل غزة، وستقتصر على الأرز.
أحد الشباب المشرفين على تحضير الطعام يقول لمراسل الأناضول: “غداء العرس هذا، لا يوجد لحم هنا، فاكتفينا بالأرز الذي حصلنا عليه أيضاً بصعوبة”.
ويضيف الشاب محمد خازق: «كل هذا لا يهم. ما يهمنا هو الاحتفال رغم الحرب ورغم القصف، وفرحتنا هي الهزيمة للاحتلال”.
وفي خيمة العروس، كانت والدتها وأخواتها وأصدقاؤها يساعدونها في ارتداء ملابسها. فستان الزفاف الأبيض، فيما كانت مجموعة من النساء يزغردن ويرددن كلمات الأغاني الشعبية البسيطة تعبيراً عن فرحتهن بهذه المناسبة.
وتقول العروس شيماء: “فرحتنا ناقصة. وكنا نتمنى أن يتم حفل زفافنا في ظروف طبيعية”.
وتتابع: “الحرب دمرت منزلنا وتجهيزات الزفاف”. وملابسنا وكل شيء، لكن ذلك لم يمنعنا من استئناف فرحتنا وإكمال مراسم الزفاف”.
وقبل أن تنطق بترديد بصوت هادئ قالت والدة العروس الفلسطينية أم محمد خزايق: “بنتي كنت مخطوبة لابن أخي منذ 8 أشهر وقررنا أن يتزوجا في المنتصف”. في تشرين الأول الماضي، ولكن جاءت الحرب وتهجرنا من منزلنا وتدمر أثاث العروس وملابسها.
< p>وتضيف المرأة الفلسطينية: “صبرنا وقلنا عندما تنتهي الحرب سنحتفل، لكن الأمر استغرق وقتاً طويلاً فقررنا أن نحتفل بالزفاف”.
وترددت أم محمد أمام مجموعة من الصحفيين الذين سارعوا لتغطية هذا الحدث: "ورغم كل شيء ورغم عداء اليهود فإننا (نريد) أن نفرح مع كل شباب فلسطين ونريد أن ننجح ونزيد أعدادنا."
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل للبنية التحتية، أدى إلى ظهور من تل أبيب. أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.