تقارير

بعد المطالبات بعزله.. الجولاني يخطط للخروج من المأزق

بعد المطالبات بعزله.. الجولاني يخطط للخروج من المأزق

 

ومن الواضح أن المسار الذي اختاره أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، لإنهاء قضية العملاء، عبر تقليصها وإبعاد المتهمين بالعمالة الأبرياء، كان خاطئاً.

وبعد أن قام الجولاني ومن خلفه “حركة بنش وحدود” بإيداع معظم معارضيهم في السجون بتهمة التخابر، تحولت هيئة تحرير الشام من حركات مختلفة متنافسة فيما بينها، إلى لون واحد وحركة واحدة. لكن إخراج الجولاني للجميع من السجن أعاد الجماعة إلى مرحلة صراع أسوأ بكثير من أي وقت مضى. لقد كان، وتداعياته وصلت حتى إلى الجولاني شخصياً.

وكشفت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا، كواليس لقاءات الجولاني مع “العملاء الأبرياء” الذين أطلق سراحهم بعد التعذيب والتشهير، وكيف ارتفعت الأصوات المطالبة بإقالة الجولاني وخرجت إلى العلن. كما كشفوا عن تفاصيل الخطة التي يعدها الجولاني للمرحلة المقبلة للخروج من أكبر مأزق يواجهه الفصيل منذ تأسيسه.

قرار لم يرضِ الطرفين

يوماً بعد يوم، تتكشف المزيد من التفاصيل حول المشاكل الداخلية الكبيرة داخل هيئة تحرير الشام، وبحسب مصادر في موقع تلفزيون سوريا، فإن الجولاني اضطر إلى إقالة العملاء والمتهمين بالعملاء نتيجة لذلك. لضغوط خارجية وداخلية، حيث هدد عدداً من قادة الألوية في الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام بمواجهات مسلحة والضغط بالقوة من أجل إخراج شخصيات في الجناح العسكري كانوا في السجن، وبعد المتهمين وبعد إخراجهم من السجن، هدد عدداً من العاملين داخل حركة بنش بإيقاف عملهم داخل الهيئة، وفعلاً أوقف بعضهم عمله مثل أبو حفص بنش قائد كتيبة طلحة، وعدد من العاملين في الهيئة. مجموعات عندان.

 

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. وبعد خروج عدد كبير من العسكريين والأمنيين من سجون الهيئة، وهم يحملون وثائق براءتهم، أسدل الستار على الفظائع التي تحدث في تلك السجون، والتي تضمنت أشكال وأنواع مختلفة من التعذيب المشابه لسجون نظام الأسد، و وتعرضت له قيادات في الجناح العسكري. التعذيب وخرجوا ساخطين على من عذبهم ومن أدخلهم السجون.

وكان الجولاني على علم بحجم الضغوط التي يتعرض لها. ومنذ إطلاق سراح أوائل الجنود من سجونه حتى الآن وهو يعقد معهم لقاءات متتالية، يقوم بزيارات يعتذر فيها للمفرج عنهم من التعذيب الذي تعرضوا له داخل السجون، ويوزع مبالغ مالية على القادة العسكريين والمقاتلين. وزارت كل معتقل خرج من السجن. السجن مرتين أو أكثر.

كل ذلك لم يحل المشكلة، وارتفعت الأصوات داخل الهيئة لمحاسبة من قام بسجن وتعذيب الجنود واتهمهم بالتواطؤ والإساءة إلى سمعتهم وشرفهم وعائلاتهم. وحصر الجولاني المشكلة في بعض المحققين والسجانين، مثل “أبو عبيدة منازت، وأبو الجماجم التح، وأبو أسامة 38، وأبو خديجة الصوراني، وغيرهم”. لكن هذه الادعاءات لم تخدع الجنود الذين كانوا حاقدين على من عذبهم. سجنهم لم يحل المشكلة، لأنه من غير المنطقي أن يتمكن عدد من المحققين والسجانين من اعتقال وتعذيب شخصيات بارزة في الهيئة، واتهامهم بالتعاون دون أوامر عليا. ولذلك كانت المطالب بالكشف عن من يقف خلفهم. ما وراء المحققين ولماذا وجهت إليهم التهم.

وقالت مصادر لموقع تلفزيون سوريا إن أصوات العسكريين ارتفعت للمطالبة بإقالة وسجن أبو أحمد حدود، الشخصية الثانية في اللجنة بعد الجولاني المشرف على قضية العملاء، والعنصر الأمني ​​الذي حملها. خارج الاعتقالات.

وبحسب المصادر فإن الجولاني رفض إقالة حدود وإيداعه السجن لأنه الأقرب إليه ويحافظ على أسراره، كما أن التنازل عن حدود قد يسهل الإطاحة بالجولاني نفسه. وبعد رفض الجولاني إخراج حدود، واصل جولاته المكوكية على المفرج عنهم من السجون، وواصل تقديم الهدايا المالية لهم لكسب ودهم وكسب محبتهم. وقمع أصواتهم، لكن ذلك لم يفلح أيضاً، فكانت المطالب بمثابة إقالة علنية لأبي محمد الجولاني من قيادة هيئة تحرير الشام.

وبقيت المطالب الصاخبة حبيسة الجلسات الخاصة مع الجولاني، حتى خرجت إلى النور من خلال علي صابر، عضو مكتب العلاقات العامة في الهيئة، الذي قدم استقالته وكتب تدوينة على حساباته في فيسبوك وتليغرام، قال فيها: وقال: “بناء على التطورات والأحداث التي حصلت، نطالب قائد هيئة تحرير الشام باتخاذ قرار جريء بتسليم دفة القيادة إلى مجلس حقيقي جديد لقيادة التحرير، لأن أحمد لقد فقد الشرع أهليته، وإذا كان ما فعله قبل ذلك ظلماً وعدواناً، فيكفينا ما ذقناه منه، وإذا كان ما فعله من خير لا نعلمه، فجزاه الله عنه. أما نحن أهل الشام – فلا يحق لي أن أتكلم عنهم فأنا الأقل مكانة وعلماً – فقدنا الثقة به ونزعه من قلوبنا، ونحن نسأله خلال ثلاثة أيام. للاستخارة والتشاور، وهذا المشروع يجب أن يمضي فيه كوادر كافة أبناء الثورة”.

وعمل علي صابر (محمد العلي) الناطق الإعلامي لجبهة النصرة وجبهة فتح الشام وهيئة تحرير الشام وعمل تحت اسم “عماد الدين مجاهد” لسنوات.

ولم يتوقف الأمر عند عضو مكتب العلاقات المستقيل. بل إن المطالبات بإقالة الجولاني وتسليمه قيادة المفوضية لا تزال مستمرة حتى الوقت الحاضر، مع تهديدات من العسكر بالمواجهة وتحويل المفوضية إلى ساحة صراع داخلي، وقد برزت هذه المطالب وتداعياتها ظهرت في الأماكن العامة. وقال الشيخ أيمن الحروش أحد المقربين من الهيئة: “عندما عزل عمر بن الخطاب خالد بن الوليد، وأنا أقول هذا علنا، أخطأ عمر في عزله، ولكن في حدود صلاحياته فعل خالد فلا يترك موقفه، رغم أنه وجد في نفسه أن عمر قد فعل شيئاً لأنه استقر في ذهنه أن مصلحة الأمة والجماعة مقدمة على مصالحه الخاصة». وهذا يدل على أن الحروش يحاول ثني المطالبين داخل الهيئة عن مطالبتهم بإقالة الجولاني.

وأضاف الحروش: “والثابت في الفقه، وهو محل إجماع، أن الحاكم إذا ظلم فرداً من الأمة، لم يكن له أن يقطع عصا الجماعة بظلمه (حتى لو ظلم أحداً من الأمة) فجلد الظهر وأخذ أموالكم) فإن فساد الفوضى وضياع القوة أعظم بكثير من ظلم الخاص. ويجب أن نعلم أن الإصلاح مطلوب، والتغيير إلى الأفضل مطلوب، والنصيحة مطلوبة، والسكوت عن الخطأ خداع للراعي وخداع، ولكن البيوت تهدم من أبوابها، وهناك شر كبير فرق بين النصيحة والإهانة، وبين الإصلاح والهدم، وبين النقد والخيانة.

وقال القيادي المنشق عن هيئة تحرير الشام أبو مالك التلي في رسالة وجهها إلى قيادة هيئة تحرير الشام: “إذا كانت قيادة الهيئة جادة في إنهاء الفتنة، و فإذا كانت صادقة في زعمها أننا لم نأت إلا لنصرة أهل الشام، فعليها أن تفعل ما يلي:

أولاً: إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي دون استثناء، وإطلاق سراح السجناء القضائيين الذين لم تثبت عليهم إدانة قضائية، وهم كثر.

ثانياً: السماح لأهل الحل والعقد بإعادة تشكيل مجلس شورى حقيقي، بدءاً بإعطاء العلماء المعروفين وبعض الأكاديميين في المحرر السلطة الكاملة لتنظيم ملف الشورى من جديد.

ثالثاً: تنازل أبو محمد الجولاني عن قيادة هيئة تحرير الشام وتعيين شخص مؤقت موثوق مكانه من داخل الهيئة لحين تشكيل لجنة من أهل الحل والعقد ومن ثم العمل على تنظيم كامل الهيئة. شؤون المنطقة المحررة بالتنسيق بين الفصائل وتلك اللجنة التي يتم اختيارها مع ضرورة الحفاظ على المكتسبات.

وأضاف التلي: لا مجال لاستمرار الجولاني في قيادة هيئة تحرير الشام، فالواقع يقول إننا مقبلون على فتنة كبيرة، وهناك بركان يغلي على وشك الخروج إلى سوريا عام.

وضرب التلي مثلا بحادثة القياس حيث تنازل الحسن عن الحكم لمعاوية رضي الله عنهما حفاظا للأمة من الدخول في فتنة وصراع كبير.

وتوقع المنظر الجهادي أبو بصير الطرطوسي خطة الجولاني للخروج من المأزق بتعيين قائد شكلي، فقطع عليه الطريق وقدم رؤيته للمرحلة المقبلة: “لا يجوز للجولاني أن تسليم قيادة التنظيم لشخص آخر، ثم يكون في الظل القائد الفعلي، كما فعل ذلك من قبل.. بل يجب عليه، بعد تسليم قيادة التنظيم لآخرين منهم كلمة المجاهدين ويتفق الثوار على أن يختفوا من ساحة الثورة تماما.. ونود أن يكون ذلك بإرادته.. وإن لم يكن بإرادته فبإرادة الثوار والمجاهدين المخلصين”.

رد الجولاني على هذه المطالب

وبحسب مصادر موقع تلفزيون سوريا، فإن الجولاني كان متعرجاً ومتنوعاً في ردوده على المطالب. وأحيانا كان يؤجل الأمر حتى تنتهي القضية العمالية وتعاد الحقوق للجنود، وأحيانا كان يبدي مرونة ويقول إنه يوافق على ما يراه مجلس شورى الهيئة ولا يعارض الجماعة، وأحيانا يقول ذلك لقد كان مسؤولاً عما حدث ولن يستسلم. من القيادة قبل تصحيح الأخطاء التي حدثت، وتارة أخرى يريد شخصاً كفؤاً يحمي المنظمة من التشرذم والانقسام، وإذا وجد هذا الشخص فلا مانع من تسليمه القيادة.

وخسر الجولاني حركة القحطاني مما أدخله السجن، وخسر مرة أخرى حركة بنش بعد إطلاق سراح حركة القحطاني التي لم تكن تريد عودة منافسيها، وهكذا وقع الجولاني في مأزق كبير. ورطة.

وبحسب المصادر فإن الجولاني ومن معه وضعوا خطة قيد الدراسة حالياً تكرر فيها قيادة هيئة تحرير الشام ما فعلته عام 2017 عندما استقال الجولاني وتعيين هاشم شيخ أبو جابر القائد السابق لهيئة تحرير الشام. أحرار الشام كزعيم صوري لهيئة تحرير الشام، ويبقى الجولاني هو المسيطر الفعلي وصانع القرار الوحيد فيها.

ويجري حالياً تداول عدة أسماء لتسليمها رسمياً إلى قيادة السلطة كخيار جيد لتجنب التجزئة والحرب الداخلية. ومن بين تلك الأسماء إبراهيم شاشو وزير العدل السابق في حكومة الإنقاذ، ومصطفى موسى رئيس مجلس الشورى الحالي، وآخرون.

ويجمع من تحدثوا لموقع تلفزيون سوريا، من مصادر عسكرية وأمنية داخل هيئة تحرير الشام، ومراقبين من خارج الهيئة، على أن الأزمة التي يعيشها الجولاني حالياً هي الأكبر. وأن محاولته وضع شخصية أخرى كواجهة في قيادة هيئة تحرير الشام وبقائه مسيطراً على النفوذ لن يحل المشكلة، فالخلاف الداخلي الذي تشهده هيئة تحرير الشام تشهد الشام أن هيئة تحرير الشام هي الأكبر منذ تأسيسها، وستكون الهيئة مسرحاً لمواجهات داخلية، إما من خلال اشتباك مسلح ظاهري، أو من خلال تنفيذ اغتيالات متبادلة، وتشكيل خلايا غير تابعة لها. وتحرير الشام، مثل “كتائب درع الثورة” لتنفيذ أجندات الأطراف المتصارعة.

ويمكن القول إن هيئة تحرير الشام وصلت إلى نقطة اللاعودة، ولن يكون هناك مربع أول تعود إليه.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
أهلاً! كيف يمكننا مساعدتك؟