مصر

مفتي الجمهورية: الرسول احتفى بـ مصر في مواضع كثيرة وبشر بأنها محفوظة من الله

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لمجالس الإفتاء وهيئات الإفتاء في العالم، إن القرآن احتفل بمصر وكأن القدر تحدث عن مصر منذ القدم، وأن هذه البلاد هي الوطن الأساس، حتى لو كان مصاباً ببعض الأمراض، إلا أن هذا المرض لا يؤدي إلى الوفاة.

 

 

جاء ذلك في كلمة ألقاها في الندوة التثقيفية التي أقامتها جامعة المنصورة الجديدة تحت عنوان: “القرآن في رمضان فهم وتدبر”. وعمل.

 

وأشار إلى أن الإمام السيوطي قال إن هناك أكثر من 35 موضعا ذكرت فيها مصر صراحة وضمنا. وقد احتفل بها النص القرآني كثيرا، مضيفا أن النبي عندما كان يجلس مع أصحابه الكرام ويقول: إذا فتح الله لكم مصر، فخذوا منها جيشا ثقيلا، فإنهم خير أجناد الأرض . وعندما سأله أبو بكر الصديق: لماذا يا رسول الله؟ فقال له لأنهم وأهلهم في عبودية إلى يوم القيامة كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله للجندي المصري أنه ليس موضع فتنة وأنه أفضل جندي على وجه الأرض.

 

وأكد مفتي الجمهورية أن الرجل المصري يجب أن يكون على وعي كامل في ظل التحديات الشديدة المحيطة بنا، وأن علينا أن ندقق في الأخبار والمعلومات التي نقرأها، ويجب أن نسأل المختصين. ووجه أسئلة لطلبة الجامعة الشباب الحاضرين: “كم مرة قمتم بالتحقق من المعلومات التي قرأتموها على مواقع التواصل الاجتماعي؟” ؟ كم مرة وصلتك معلومة قد تدمر اقتصاد البلاد إذا انتشرت وهي غير صحيحة؟ كم مرة لجأت إلى خبراء اقتصاديين للتحقيق والتدقيق؟ وأيضاً في مجال الطب؟! وقال المفتي: إن التحدي الكبير الذي يواجهك كشاب في مواجهة هذا الفيضان الهائل من المعلومات الذي يأتي إليك، هو أن تكون يقظًا وواعيًا. حتى التحديات الخارجية تحتاج منك أن تكون على دراية بها حتى لا يهمس لك أحد بغير الحقيقة.

 

 

وأشار إلى أن القرآن الكريم منهج حياة جاء لسعادة الإنسان، ويعتبر منهج حياة شاملا يهدف إلى توجيه الإنسان نحو السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة. وأضاف “علام”: العلاقة بين القرآن الكريم وشهر رمضان وثيقة ومتينة. لقد نزل القرآن الكريم في شهر رمضان في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، يدل على أن المسلم العاقل هو الذي يستعد لليلة القدر ليس في العشر الأواخر فقط، بل من بداية شهر رمضان. وينبغي له أن يهتم بقراءة القرآن لفهمه وتدبره والعمل بأحكامه. وأشار المفتي إلى أن القرآن الكريم نزل في الليل، وكأن مسألة الليل هي محور طاعة المسلم. فإذا جاء الليل فرح الأبرار ووقفوا بين يدي ربهم عز وجل فإن الليل مأوى الأبرار. وأوضح أن الصيام والقرآن يشفعان للمسلم يوم القيامة. فيقول: يا رب، منعته الأكل والشرب بالنهار، فاشفع لي فيه، فيشفع له فيه. فيقول القرآن: منعته النوم بالليل، فاشفعني فيه، فيشفع له فيه. وأوضح مفتي الجمهورية أن أول ما نزل من القرآن قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، والقراءة تشتمل على نوعين من العلم، علم الغيب. الأكوان والعلم المكتوب، ولما نزلت هذه الآيات على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ارتعد، وذهب مسرعاً إلى زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها. وقال: “هناك إشارة مهمة في هذه الحالة، وهي أن الزوج والزوجة هما مكان الطمأنينة والراحة وحل المشاكل بينهما. ولذلك فإن أول الوحي الذي نزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، توجه مباشرة إلى زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، لأنها محل الإقامة والمودة. وهي بدورها طمأنته بقوة وعددت الصفات الحميدة فيه ليطمئن قلبه، وقالت له: والله لا يخزيك الله أبداً؛ ستصل إلى الأهل، وتتكلم بالصدق، وتتحمل كل شيء، وترزق الناقص، وتكرم الضيف، وتعين على مصائب الدهر. وأضاف أن هذا مؤشر على أهمية الحفاظ على الروابط الأسرية، خاصة في شهر رمضان، بأي وسيلة، ليكون الذين يقاطعون روابطنا الأسرية، أول من يقيم السلام والتواصل. وتابع: “نحن بحاجة إلى هذه اللمسة النبوية، أن تكون الزوجة في الواقع الملجأ الحقيقي للزوج، وأن يكون الزوج هو الملجأ الحقيقي للزوجة، فلا غنى لبعضهما البعض”. وأكد مفتي الجمهورية أن الآية {اقرأ باسم ربك الذي خلق} هي دعوة حقيقية إلى العلم عموماً بكافة فروعه، وليس العلم الشرعي فحسب، بل العلوم كافة. ولا يمكن لأمة أن تسود أو تتحضر إلا إذا كان معها سلاح العلم، فهو الأساس، وبالتالي فإن العلم الشرعي يساويه. الأمور الدنيوية والتطبيقية في الأجر والثواب. وكل علم يؤدي إلى الحضارة والتطور ونفع الإنسانية فهو علم نافع. ووجه المفتي كلمته لطلبة الجامعة قائلا: “اعلموا أن العلم الذي تتعلمونه هو من نطاق الشرع الكريم والأمر الإلهي في جميع استخدامات العلم. يقول الله تعالى: {قل سيروا في الأرض فانظروا} ولا يتم ذلك إلا بتعلم العلوم وتدبرها. مختلف. وأشار مفتي الجمهورية إلى أن العلماء القدماء الأوائل كانوا أساتذة في كل فن، فجمعوا بين العلوم الدينية والدنيوية. وضرب مثلا بأحد علماء المغرب والأندلس وهو ابن رشد الذي كانت عائلته كلها أسرة علمية. وكان الجد والابن والحفيد علماء، وابن رشد الحفيد جمع بين العلوم المختلفة. الشريعة وأمور الدنيا. وله كتب في الفقه والطب والقضاء. وقال المفتي: «في إطار فهمنا للشريعة السمحة، ندرك أن جميع العلوم التي تؤدي إلى رفعة الذات، وتنمية العلاقة بين الإنسان وربه، وتحقيق مصالح الوطن والأمة». العباد في إطار الشريعة الإسلامية”. وأوضح المفتي أن كل الابتكارات والاختراعات الحديثة سلاح ذو حدين، ويجب أن تكون الأخلاق هي السقف الذي ينظم علاقتنا بها، لأننا إذا فقدنا البوصلة الأخلاقية فقدنا كل شيء. ومع التقدم الطبي والعلمي، يجب ضبطه في إطار الأخلاق، فهو سلاح ذو حدين إذا لم يتم استخدامه بشكل صحيح. والصحيح أنه لا يؤدي إلى أي فائدة. وضرب مثالا بمواقع التواصل الاجتماعي التي يمكن استخدامها لتلبية احتياجات الناس، لكنها قد تؤدي أيضا إلى تزييف الوعي. أغلب المشاكل الزوجية التي تصلنا في دار الإفتاء وحالات الطلاق كانت نتيجة سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وقد رصدنا ذلك من… من خلال الفتاوى التي تصلنا. وأشار المفتي إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي شجعت على القراءة، قائلا: “نحن بحاجة إلى أن نصحو من جديد، خاصة بين الشباب، ونحن كأبناء مصر لدينا قدرة كبيرة لا تقاس على التفوق والارتقاء وتحقيق الطريق”. نحن نسير. العقل المصري ذكي لكنه يحتاج إلى عزيمة وتعبئة». وللأسف فإن الإنسان العربي لا يقرأ بما فيه الكفاية مقارنة بغيره من الدول، مع أن أول آية نزلت هي “اقرأ”. واختتم المفتي محاضرته بالدعاء لله عز وجل أن يديم على مصر أمنها وسلامتها وسلامها وتقدمها ورخاءها، وهو ما يتطلب أيضا مراعاة الأسباب والاجتهاد في ذلك. كما توجه بالدعاء إلى الله عز وجل لأهل فلسطين وغزة أن يلهمهم الصبر والطمأنينة والنصر والثبات.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى