مصر

رئيس جامعة الأزهر الأسبق: شهر رمضان كان فرصة عظيمة للتدريب على ترك الحرام

ألقيت خطبة الجمعة اليوم في الجامع الأزهر، الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، ودار موضوعها حول قوله تعالى: “”لعلهم يهتدون”” في أول جمعة بعد الجامع الأزهر. نهاية شهر رمضان المبارك.

 

قال د. الهدهد: انقضى شهر رمضان، واستجاب الله لمن استجاب له، وغفر للمستغفرين له، وتقبل صيام وصلاة من أطاعه وأخلص له العبادة. موضحًا أن آيات الصيام جاءت مختومة بثلاثة آمال: "الأول: لعلكم تتقون. الثانية: لعلكم تشكرون. الثالث: لعلهم يهتدون." ؛، رجاء التقوى، تعليم العباد المؤمنين برب العالمين أن لا يعبدوا ربهم بالتعلق بالأسباب وحدها. قد تصوم ولا تحقق التقوى في قلبك لأن تحقيق النتائج مشروط بتعلق قلبك بالله، وليس تعلق النتائج بالأسباب لأنك لست ماديا ولا عابدا للدنيا بل تعبد الله. رب الأسباب وخذ الأسباب.

 

وأوضح أستاذ البلاغة والنقد أن قوله تعالى: “لعلكم تشكرون” جاء في تيسير أحكام الصيام، لأن الأخذ بالتعليمات والتنازلات في الأحكام نعمة عظيمة من الله توجب عليكم شكره ثم يتخللها “لعلهم يهتدون”. آيات الدعاء: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب”. أجيب دعوة الداعي إذا دعاني. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يهتدون». ومعنى البلوغ هو السؤال عنه. رحمك الله لصلاح أمرك في الدنيا والآخرة. وبهذا النضج بالذات ستكون صالحاً بين الناس ومحقاً في دنياك، وذلك ما يحقق لك في الآخرة الجنة والأجر العظيم.

 

وأشار خطيب الجامع الأزهر إلى قول الله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني”، في إشارة إلى يقين سؤال الله وحده، ولا نلجأ إلى أحد سواه، ولا نسأل. أي شخص آخر غيره. وفي قوله تعالى: "عبادي" ولم يقل “قوم أو مؤمنون”، لأن العبودية هي أعلى مراتب التقدم في مراتب الإيمان بالله، فطلب منهم أن يتوجهوا إليه بالدعاء، ووضع الإجابة قبل الإيمان: “فإني قريب” . أجيب دعوة الداع إذا دعاهم، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي،” لأنك إذا كنت على يقين أن الله هو رب عباده، وهو الذي يسلم عليك” . فإذا توجهت إليه بالطاعة كنت مؤمناً حقيقياً، وأصبحت من أهل الهدى في الدنيا. تصلح بك نفسك، ويصلح بك الناس. ولعلهم يهتدون».

 

وأوضح أن المسلم يحتاج إلى برنامج إرشادي. وقال صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها”. ثلاثة أشياء: إما تعجيل دعوته، أو تأخيرها له في الآخرة، أو منعه من مثل ذلك. قالوا: إذا زدنا، قال: الله يزيد. وتابع: ربما تركنا مركز التدريب العالي الذي تدربنا فيه طوال الشهر. والفضيلة هي الامتناع عما هو مباح، أو حتى ضروري، مما تفعله الأجسام وهو ضروري. هل يجب أن نمتنع عن المحرمات بعد رمضان؟ فعبدنا الله حقاً، ودعوناه مخلصين. نحن أمة خصنا الله بصفات كثيرة، منها ثلاث لم يعطه أحد قبله إلا الأنبياء. فهل نحن الأمة التي تستحق ما أوتي الأنبياء من قبلها؟ وهذه الصفات جعلت لتكون أمة النبي صلى الله عليه وسلم على الحق والإخلاص، واتباعاً لما فرضه ربنا علينا في شهر رمضان من نعمة التوفيق في طاعته وطاعته. والامتناع عن المباح، وذلك لتدريب أنفسنا على الامتناع عن المحرمات في أشياء أخرى.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا...
كيف يمكنا مساعدتك؟