البحرين : «الوطن» ترصد في الجولة الميدانية استقرار الأجواء بمحيط موقع الخزان

«الوطن» ترصد في الجولة الميدانية استقرار الأجواء بمحيط موقع الخزان
محمد الرشيدات
مكان التسرب آمن وتحت السيطرة ولا خوف من الاقتراب منه
العوضي: الكوادر الطبية على أتم الاستعداد لأي طارئ
لمى المحروس: التسرب ليس خطيرا.. وكثافة الغازات منخفضة
بدا الموقع المحيط بموقع تسرب غاز النافثا من أحد الخزانات التابعة لشركة بابكو طبيعيا، بعد اطمئنان الجهات المعنية على أن الوضع آمن وتحت السيطرة. وأكدت مديرة إدارة الرقابة وحماية البيئة بالمجلس الأعلى للبيئة لمى المحروس، أن المجلس بدأ بشكل مباشر في تركيب أجهزة التقييم والرصد. جودة الهواء والتركيب في الموقع.
رصدت عدسة الوطن، خلال جولة، الوضع الحالي والظروف الصحية المحيطة بحادثة التسرب التي نجمت عن الظروف الجوية الأخيرة التي شهدتها المملكة، من أمطار غزيرة ورياح قوية، وحضور كثيف للجهات المعنية، مما أعطى أروع الأمثلة على التعاون والتضامن من أجل احتواء الوضع سريعا. منع انتشار الروائح الكريهة والغازات غير الضارة بالصحة.
مدير إدارة الرقابة وحماية البيئة في المجلس الأعلى للبيئة أكد لـ«الوطن» أنه منذ اللحظات الأولى لحادثة التسرب بدأنا نشعر برائحة غريبة في الهواء، وعليه بدأت الشكاوى تتوالى على الخط الساخن للمجلس، وتم استقبالها ومتابعة محتواها سواء من خلال الجهات المختلفة، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ويتعامل المجلس كعادته بمنتهى الجدية والسرعة القصوى، ويعطي التعليمات لمختصيه. وتوجه فريق العمل إلى المناطق التي يحتمل أن تنتج مثل هذه الروائح، لتحديد الموقع الذي ثبت تسرب الغاز منه، في أحد خزانات النفط التابعة لشركة بابكو بمنطقة سترة. وبعد ذلك، سيتم تركيب أجهزة تقييم ومراقبة جودة الهواء على الفور في الموقع.
وأشار المحروس إلى أنه تم تركيب 7 أجهزة حاليا لمراقبة جودة الهواء المنتشرة في جميع محافظات البحرين، تتركز في مناطق سترة وقلالي وقلعة البحرين والجسرة ومدينة زايد وعوالي ومنطقة رأس حيان.
وأشارت إلى أن هذه الأجهزة من البرامج التي يعتمد عليها المجلس والتي بدأ تشغيلها عام 1986 لإصدار بيانات مستمرة ذات قيمة معرفية عن كل موقع في المملكة يتواجد فيه، للتأكد من سلامة ونقاء أجوائه، خالي من أي غازات ضارة بالبيئة والإنسان، بالإضافة إلى… دوره في قياس جودة الهواء ومكوناته الـ 12 المتعارف عليها عالمياً. ومن بين هذه المواد جسيمات معلقة تعرف باسم “بي إم” ذات حجمين مختلفين، بالإضافة إلى مكونات أخرى مثل الأوزون وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت والبنزين والهيدروكربونات.
وأوضحت أنه عقب الحادث بدأ تركيب محطات إضافية في المنطقة، وأصبح لدى المجلس رؤية شاملة ومعلومات وفيرة حول أسباب التسرب ومكانه ونوعية الغاز وحتى كميته. ولجأ المجلس من خلال فرقه إلى استخدام الأجهزة المحمولة الحديثة لمراقبة تركيبة الهواء في موقع التسرب، للتأكد من أن مستويات جودة الهواء آمنة وضمن حدود السلامة البيئية.
وحول المبدأ الذي تعتمد عليه الأجهزة المتطورة لمراقبة جودة الهواء والتي اعتمد عليها المجلس في الظروف الحالية، أشار المحروس إلى أن هذه الأجهزة المحمولة التي تتميز بصغر حجمها تتشابه في وظيفتها مع الأجهزة الثابتة وهي قادرة على قياس مكونات الهواء وكفاءته بسرعة وبدرجة عالية من الدقة. وما يميزه هو سهولة نقله من مكان إلى آخر عند تلقي الشكاوى عبر الوسائل المختلفة سواء المباشرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وعن سؤال «الوطن» المتعلق بالمدى الفعلي لانتشار الغازات الضارة في الهواء، أجاب المحروس أن هناك مستويات آمنة محددة صدرت بقرار وزاري تشبه تلك الموجودة والمتبعة على مستوى الخليج دول مجلس التعاون، والتي تحدد ما إذا كانت سلامة الهواء ضمن حالته الطبيعية. أو كان مصحوبًا بالتلوث الذي أزعج سلامه.
وأوضحت أنه نتيجة التخوف الذي يسببه التسرب بين السكان في المناطق القريبة من انبعاثاته فإن ذلك لا يشكل خطورة كبيرة، موضحة أنه في حالة ارتفاع أي ملوث أو أي مكون عن كميته الطبيعية، فمن المنطقي جداً أن ينخفض. تسبب أضرارًا تتراوح بين الضعيفة والمتوسطة والكبيرة. مطمئنًا أنه على الرغم من وجود الغازات في الغلاف الجوي، إلا أنه لا داعي للخوف، نظرًا لكثافة هذه الغازات الضارة التي تتناقص تدريجيًا يومًا بعد يوم.
في حين أوضح مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة الدكتور محمد العوضي لـ«الوطن» من داخل أحد المراكز الصحية القريبة من موقع التسرب، أنه فور تلقيه الخبر من المجلس الأعلى للبيئة أن هناك روائح وانبعاثات غازية في تقرير أعده والذي تضمن خطة العمل والحقيقة. شروط وأشكال التعاون التي يجب أن تكون بين المجلس وبقية الجهات ذات العلاقة في هذا الشأن مثل الدفاع المدني ووزارة الصحة، لتتمكن الوزارة سريعاً من الإعلان عن الدور الذي ستلعبه في مواجهة هذه الظاهرة أي عواقب صحية قد تنجم عن مشكلة التسرب وتقليل خطورتها على من يسكنون الأماكن القريبة منها، حيث يجب أن تكون الطواقم الطبية العاملة في المستشفيات والمراكز الصحية على أتم الاستعداد والاستعداد للتعامل مع أي طارئ واستقبال مختلف الحالات إذا حدثت لا سمح الله. وأشار العوضي إلى أن وزارة الصحة تتبع في مثل هذه الحالات البروتوكولات الصحية الاستباقية التي تتبناها والمطبقة عالمياً لتجاوز قدراتها البشرية والطبية واللوجستية في مواجهة مختلف الظروف، بالتنسيق والمتابعة المستمرة. وعقد اجتماعات دائمة مع المجلس الأعلى للبيئة والذي بدوره يزود الوزارة بمجموعة من التقارير الدورية عن كافة التطورات التي تحدث ويجري على الوضع القائم منذ اليوم الأول للحادثة حتى اللحظة، مشيداً النظام الصحي المتكامل، وكفاءة الكوادر البحرينية العاملة في القطاع الصحي في التعامل مع المشاكل الصحية المختلفة التي قد تعترضهم.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : alwatannews