مطورون يُحمّلون المشتري فاتورة «التسويق» لمشروعاتهم
أفاد مطورون عقاريون أن بعض المطورين العقاريين يحمّلون مصاريف “تسويق” مشاريعهم على المشتري النهائي، وذلك ضمن سياسة التسعير للمنتج العقاري.
وأشاروا في تصريحات لـ«الإمارات اليوم» إلى أن الغالبية العظمى من المطورين لا يفعلون ذلك، لافتين إلى أن معظم الميزانية التسويقية لعدد من المطورين تذهب لصالح مؤثري ونجوم «السوشيال ميديا».
وأشاروا إلى أن المطور الجيد لا يتحمل تكلفة الإعلان عن مشروعه، ولا يتحملها على المنتج العقاري، بل يخصمها من أرباحه.
تكاليف التسويق
وتفصيلاً، قال زاهي قشوع، الرئيس التنفيذي لشركة إليو العقارية، إن «بعض المطورين العقاريين يقومون بتمرير نفقات التسويق لمشاريعهم إلى المستهلك النهائي، ومعظم الميزانية تذهب إلى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي».
وأضاف قشوع، أن “التسويق عنصر أساسي لبيع أي منتج، خاصة العقارات التي تتنوع فئاتها بين السكنية العادية والمتوسطة والفاخرة”، لافتاً إلى أن المطور الجيد هو الذي يحاول تقليل نفقات التسويق، لينعكس ذلك على قيمة الوحدة السكنية.
صرح الرئيس التنفيذي لشركة الأندلس كورت يارد للتطوير العقاري، صالح طباخ، بأن استخدام مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لعرض العقارات يعتبر ترويجاً للمنتج، وهذا يختلف عن التسويق العقاري التقليدي.
وأضاف طباخ أن هناك فرقاً بين التسويق العقاري الذي له أساسياته وقواعده، وبين الترويج الذي له أساسياته أيضاً، ولكن كل منهما مصحوب بتكاليف تتحملها الشركة عن الأسعار النهائية للمشروع.
وأوضح أنه يجب على الشركات انتهاج سياسات مالية حكيمة، وتوجيه هذه الأموال حيث يجب أن تكون، ومحاولة تحقيق عوائد تسويقية جيدة بتكلفة منخفضة، بحيث تكون القيمة التي يتحملها العميل منخفضة للغاية، عندما يتم توزيع القيمة الإجمالية على الجميع. الوحدات في المشروع.
قيمة المشروع
من جانبها، قالت أسماء موافي، مديرة العلاقات العامة للمبيعات في شركة بيس هوم للتطوير العقاري، إن ارتفاع قيمة المشروع العقاري قد ينعكس على ارتفاع قيمة تكاليف التسويق.
وذكر موفقي أن التسويق من أساسيات الترويج للعقارات سواء من قبل المالك أو المسوق من خلال عرض إعلاني موجه للفئات الراغبة في شراء أو استئجار عقار، موضحا أن المصداقية في الإعلان من شأنها جذب العملاء بشكل مباشر.
وأشارت إلى أن دراسة الجدوى التي تعدها الشركات العقارية، قبل إطلاق المشاريع، تشمل تكاليف الإعلان والفئات المستهدفة لاستقطابها، لافتة إلى أن الشركة تهدف من خلال هذا الإعلان إلى بناء الثقة والسمعة داخل السوق، والتي يعززها دورها. الالتزام بالمخرجات والجودة المعلنة والمتفق عليها وقت التعاقد.
مطور عقارات
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة شركة الوليد للاستثمار محمد المطوع، إن «تكلفة التسويق تقع على المطور العقاري وليس المستهلك، لأن الأمر هو العرض والطلب»، مشيراً إلى أن يتابع المطور أسعار السوق ويرى كيف يعرض المنتج لديه.
وأضاف المطوع أن بعض المطورين يحتاجون إلى إعلانات قوية، بينما لا تحتاج منتجات البعض الآخر إلى أي إعلانات. وفي النهاية الأمر يخضع لسياسة العرض والطلب، ولكل منطقة سعرها التقريبي.
وأكد أنه إذا لم يكن هناك طلب فلا فائدة من التسويق، موضحا أن التسويق القوي يكون للمشاريع القوية ذات الأسعار المرتفعة.
من جانبه، قال مدير عام شركة عوض قرقاش العقارية رعد رمضان: «المشتري ليس له علاقة بالتسويق، فالتسويق هو مسؤولية المطورين، والمطور يعتمد أسلوب التسويق الذي يتم من خلال الإعلانات في الصحف أو الشوارع أو وسائل التواصل الاجتماعي. وسائل التواصل الاجتماعي، أو الإعلانات التليفزيونية، وهذا كله يعتمد على المطور، وكم التكلفة التي يضعها من حيث التسويق.
وأضاف رمضان أن المستهلك النهائي لا علاقة له بالتسويق، فهو يشتري العقار من خلال معرفته بالإعلان، موضحا أن السوق العقاري يتمتع بزخم كبير، ومستقبل العقار واعد، وأي مشروع يتم طرحه هو بيعت بسرعة قياسية.
من جهته، قال مؤسس ومدير شركة «الليوان الملكي» العقارية محمد أبو حارب: «هناك فئتان تقومان بتسويق العقارات، هما فئة المطورين العقاريين، وهم العقار أصحابها، ولديهم فريق تسويق متخصص وميزانية في التسويق العقاري، بكل ما تحمله كلمة تسويق من معاني، سواء من خلال التسويق الرقمي، أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو غيرها من طرق التسويق.
وأضاف أبو حارب أن الفئة الأخرى التي تقوم بتسويق العقارات هي فئة الوسطاء العقاريين، كما أن هناك مسوقين عقاريين يقومون بتسويق العقار.
وأوضح أن هناك طرق أخرى للتسويق من خلال المؤثرين الاجتماعيين، حيث يتم التسويق من خلال المقابل المالي المتفق عليه بين الطرفين.
وأشار إلى أن التكلفة مشتركة بين المطور، وهناك تكاليف يتحملها المستهلك النهائي أيضا، ولكنها تضاف إلى سعر العقار، وأحيانا نرى أسعار العقارات ترتفع، لأنه تم إضافة أسعار التسويق لهم.
قال الخبير العقاري ورئيس مجلس إدارة شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية وليد الزرعوني، إن «أحد أسباب ارتفاع أسعار العقارات هو تكلفة الحملات الإعلانية التي يقوم بها المطورون للعقارات». المشاريع”، موضحاً أن “هذه التكلفة يضعها المطور على سعر العقار، ويدفعها المستثمر أو المشتري”. وأوضح أنه يجب على المطور القيام بحملات إعلانية، ولكن بشكل معقول، بحيث ألا يرتفع سعر العقار، ولا ينبغي أن تكون الحملة الإعلانية موجهة للمستثمر العقاري.
وأضاف الزرعوني أنه يجب على المطور العقاري تقديم أسعار تنافسية للعقار، حتى يستفيد المستثمر ويحقق أرباحاً لضمان استمرارية عمل المستثمر معه وعدم خسارته.
من جانبه، قال خبير التسويق العقاري علاء مسعود، إن “الاستشاري يقدم دراسة للمشروع عن التكلفة، ويجب أن يكون هناك 2 إلى 3% لعملية التسويق، وبعض المطورين يرفعونها إلى 5% من التكلفة”. القيمة الإجمالية للمشروع.”
وأضاف مسعود أنه تجدر الإشارة إلى أن الوسطاء العقاريين يتحملون مسؤولية عملية التسويق، لأن المطور أصبح يدفع عمولات عالية في الآونة الأخيرة، لأن الوسيط العقاري يضخ إعلانات ومساحات إعلانية للترويج للمشروع نفسه.
قال الرئيس التنفيذي لشركة ستراتوم لإدارة العقارات، سعيد عبدالله الفهيم، إن العديد من المطورين يضعون 3% من قيمة العقار في التسويق، موضحاً أنه إذا لم تتحقق مبيعات العقار، فإنهم يضعون 5% أو أكثر، وعادة ما تتراوح بين 2 و3% في التسويق.
مشروع عقاري
وقال العضو المنتدب لشركة هاربور العقارية مهند الودية، «كلما زادت الحملة التسويقية ارتفعت تكلفة المشروع، وهو جزء لا يتجزأ من أي مشروع عقاري»، مشيراً إلى أن المطور يضطر لرفع السعر حتى لا يتحمل فارق التكلفة والحملات التسويقية. وهو جزء من التكلفة الإجمالية للمشروع.
وأوضح الوديعة أن المشتري النهائي هو من يدفع هذه التكلفة، لكن هناك الكثير من المطورين يعملون على جبهتين، حيث الواجهة الأولى هي تطوير إسمهم التجاري وسمعتهم، أي بناء الاسم التجاري وثقة الناس به. أما الجزء الثاني فهو الترويج للمشروع المقترح وتسويقه من خلال الحملات الإعلامية والترويجية.
وأكد العضو المنتدب لشركة المرفأ العقارية أن التسويق المفرط يحدث أحياناً، حيث يتم استغلال بعض المطورين والقيام بحملات إعلانية وترويجية مبالغ فيها، دون استهداف الفئة الصحيحة، وبالتالي فإن المستثمر والمشتري النهائي هم من يتحمل التكلفة .
واختتم الوديعة حديثه قائلاً، “الحل الأمثل هو العودة إلى وضع الاستراتيجيات المبنية على دراسات السوق والتقييم الصحيح للفئات المستهدفة لكل مشروع، ويتم دراسة وضع استراتيجية تسويقية دقيقة ومقننة وصحيحة ، وبالتالي فهو أكثر فعالية وبتكلفة أقل، ويستفيد منه الجميع. يحصل المطور على نتيجة أفضل، ولن يدفع المشتري النهائي تكاليف تسويق متزايدة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر