الصين تقترب من إنهاء أكبر أزمة عقارات بعد استمرارها لسنوات

كشفت السلطات الصينية عن أهم خطواتها حتى الآن لمعالجة الأزمة التي ضربت القطاع العقاري في البلاد خلال السنوات الأخيرة، مما يبشر بانفراجة في الأزمة العقارية المستعصية التي أنهكت الاقتصاد الصيني منذ عدة سنوات، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) البريطانية.

تدابير تحفيزية جديدة

وتشمل الإجراءات الجديدة تقليل المبلغ الذي يحتاج مشتري المنازل إلى إيداعه وتشجيع السلطات المحلية على شراء العقارات غير المباعة.
تؤثر المشكلات في سوق العقارات في الصين بشكل كبير على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث كانت الصناعة محركًا رئيسيًا للنمو حتى وقت قريب.

بنك الشعب الصيني ودعم الشركات

وقال بنك الشعب الصيني (PBOC) إنه سينشئ تسهيلات بقيمة 300 مليار يوان (41.5 مليار دولار أو 32.8 مليار جنيه استرليني) لدعم الإسكان الميسر.
وفي هذا الصدد، قال تاو لينغ، نائب محافظ البنك المركزي الصيني: “ستهدف الأموال إلى دعم الشركات المحلية المملوكة للدولة لشراء المنازل غير المباعة”.
وفي وقت سابق، قال نائب رئيس مجلس الدولة هي ليفينج للمسؤولين إن الحكومات المحلية يمكنها شراء العقارات “بأسعار معقولة” وبيعها كمساكن بأسعار معقولة، وفقًا لوكالة أنباء شينخوا الصينية.

القضاء على الحد الأدنى لمعدل الرهن العقاري

كما أزال البنك المركزي الصيني الحد الأدنى لسعر الرهن العقاري وخفض الحد الأدنى للدفعة الأولى لمشتري المنزل الأول من 20% إلى 15%.
كما تم تخفيض الحد الأدنى للإيداع للمنازل الثانية إلى 25% من 30%.
كما سيتم تخفيض أسعار الفائدة على قروض صندوق الادخار الشخصي للإسكان بنسبة 0.25%.

أسعار المنازل تنخفض في الصين

وأظهرت الأرقام الصادرة في وقت سابق أن أسعار المنازل الجديدة انخفضت للشهر العاشر على التوالي في أبريل.
اقرأ أيضًا: الاقتصاد العالمي يتجه سريعًا إلى حافة الانهيار.. ما السبب؟
وكان الانخفاض بنسبة 0.6٪ على أساس شهري هو أكبر انخفاض منذ نوفمبر 2014.

تأثير تدهور سوق العقارات الصينية

بشكل منفصل، عقدت شركة التطوير الصينية المتعثرة Country Garden جلسة استماع في محكمة في هونج كونج بشأن تصفيتها المحتملة، والتي تم تأجيلها إلى 11 يونيو.
ويواجه مطورو العقارات في الصين ضغوطا مالية كبيرة منذ عام 2021 بعد أن اتخذت السلطات إجراءات للحد من المبلغ الذي يمكن لشركات العقارات الكبرى أن تقترضه.
ومنذ ذلك الحين، تخلف العديد من كبار المطورين العقاريين عن سداد ديونهم، مما أثر على أسواق أخرى بشكل مباشر وغير مباشر في أسواق عقارية أخرى أو أسواق مرتبطة بعمليات الصناعة في سوق العقارات.
وفي يناير/كانون الثاني، قضت محكمة في هونج كونج بتصفية شركة إيفرجراند، شركة التطوير العقاري الأكثر مديونية في العالم.

ماذا يقول الخبراء؟

وفي هذا الصدد، قال الخبراء إنه من المتوقع أن يصبح سوق العقارات في الصين أكثر استقرارا.
وقال الخبراء إن التعافي يمكن أن يبدأ في النصف الثاني من عام 2024، منهياً فترة تعديل مدتها ثلاث سنوات، ولكن فقط إذا تم تنفيذ الجولات الأخيرة من تدابير السياسة الداعمة بشكل جيد لتعزيز ثقة مشتري المنازل وتخفيف ضغوط السيولة بين المطورين.
إقرأ أيضاً:
ويتوقع الخبراء أيضًا التخلص التدريجي من القيود المفروضة على شراء المنازل والقروض، بينما قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من التدابير السياسية لتعزيز توقعات السوق وتسريع انتعاش القطاع.
وفي هذا السياق، قال وانغ تشينغ، كبير محللي الاقتصاد الكلي في شركة Golden Credit Rating International: “مع التركيز على خفض معدلات الرهن العقاري، وتخفيف القيود على شراء المنازل، وتشجيع مشتريات الحكومة المحلية من المنازل غير المباعة لتحويلها إلى مساكن بأسعار معقولة، فإن أحدث ستوفر جولات التدابير السياسية دعمًا قويًا لكل من جانبي العرض والطلب في القطاع العقاري.