الموت في الضباب: البحث الكئيب عن مروحية رئيسي

طهران: غطت طبقة كثيفة من الضباب الجبال الغربية النائية في إيران خلال حادث تحطم المروحية الذي أودى بحياة الرئيس إبراهيم رئيسي، وظلت المذبحة المميتة مخفية لأكثر من 15 ساعة.

وفُقد الاتصال اللاسلكي بالطائرة بعد ظهر يوم الأحد، لكن الأمر استغرق جهدًا طوال الليل شارك فيه مئات من أفراد طاقم البحث والإنقاذ قبل العثور على الحطام المشوه بعد وقت قصير من شروق الشمس يوم الاثنين.

وعندما وصلت الفرق الأولى أخيرًا إلى موقع التحطم على منحدر شديد الانحدار ومغطى بغابات جبلية متناثرة، سرعان ما تبددت حالة عدم اليقين بشأن رئيسي حتى لو لم يختفي الضباب الكثيف والأمطار الغزيرة. وعثروا على حطام مروحية من طراز Bell 212 باللونين الأزرق والأبيض، محاطًا بحطام مغطى بالسخام متناثر عبر الشجيرات المنخفضة لسلسلة الجبال في مقاطعة أذربيجان الشرقية.

ولم يكن هناك ناجون من بين الأشخاص التسعة الذين كانوا على متن الطائرة في موقع الحادث، على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات شمال شرق قرية تافيل الصغيرة. وقال مسؤولون إن الضحايا هم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وحاكم إقليمي وإمام وطاقم الطائرة المكون من ثلاثة أفراد وحارسين شخصيين. وقال مسؤول لوكالة تسنيم للأنباء إن العديد من الرفات كانت متفحمة لكن يمكن التعرف عليها دون اختبارات الحمض النووي. وبعد ليلة شهدت صلاة جماعية في المساجد في جميع أنحاء الدولة ذات الأغلبية الشيعية، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الطائرة “اصطدمت بالجبل وتحطمت” عند الاصطدام، ولم تترك “أي علامات على الحياة”.

ووقع الحادث بينما كان رئيسي والوفد المرافق له في طريق عودتهم من مقاطعة أذربيجان الشرقية بعد افتتاح مشروع السد مع الرئيس الأذربيجاني. وتم إرسال فرق الإنقاذ على الفور في جهد جبار شارك فيه أفراد من الخدمة الطبية للهلال الأحمر والجيش والشرطة وفيلق الحرس الثوري الإسلامي. أرسلت دول من بينها تركيا وروسيا طائرات بدون طيار ورجال إنقاذ للمساعدة في عمليات البحث، وقام الاتحاد الأوروبي بتفعيل “خدمة خرائط الاستجابة السريعة” للمساعدة في البحث.

وقد استحوذ البحث على الإيرانيين، وتمت مشاركة صور من الحادث على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك صورة تظهر ضحية ترتدي قميصًا أبيض ملقى وسط الحطام وأوراق الشجر الكثيفة. ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية في وقت لاحق صورا لعمال الإنقاذ وهم يحملون الجثث على نقالات مؤقتة وفي بطانيات عبر التضاريس الوعرة، إلى صفوف طويلة من سيارات الإسعاف المتوقفة على طريق قريب. – وكالة فرانس برس