ملخص الأخبار

شاهين يستعرض محطات مهمة في “إدوارد سعيد.. الاستشراق سيرة ومسير…

القاهرة: «خليجيون 24» 

تصدر خبر، شاهين يستعرض محطات مهمة في “إدوارد سعيد.. الاستشراق سيرة ومسير…،  عناوين وسائل الإعلام اليوم. إليكم أهم ما ورد في الخبر:

عمان- صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب بعنوان “إدوارد سعيد.. الاستشراق سيرة ومسيرة”، للدكتور محمد شاهين.
يتناول شاهين في هذا الكتاب مجموعة من المحطات المهمة في حياة إدوارد سعيد؛ حيث يرى أن إدوارد يطل على غسان كنفاني في رجال في الشمس، كما يتحدث عن محنة الحاضر المعيش خارج المكان، هو سيرة ذاتية لإدوارد، ويشير شاهين إلى كتاب الاستشراق في سياق الترجمة العربية، حيث إن هذا الكتاب ترجم أكثر من مرة.
وفي كلمة على غلاف الكتاب، يقول شاهين إن إدوارد سعيد لم يكن فقط مجرد أستاذ أكاديمي، فقد تنقل في مسيرته العلمية الطويلة بين أعرق الجامعات الأميركية، بداية من جامعة برنستون التي حصل منها على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي، مروراً بجامعة هارفرد التي حصل منها على زمالة أكاديمية، استقر بعدها في جامعة كولومبيا، وتدرج في مراتبها الأكاديمية إلى أن وصل أعلى تلك المراتب. ومنها انطلق إلى سائر بقاع العالم يحمل رسالة كونية في الفكر والسياسة؛ إذ أصبح وجوده في كولومبيا مركز إشعاع ثقافي يحمل جاذبية خاصة يؤمها مفكرو العصر من مختلف أجزاء المعمورة. شهد له القاصي والداني بفكره الفكتوري في مختلف فروع المعرفة التي استطاع أن ينفذ إلى أعماقها ويخرجها وقد تقاطعت على يديه برؤية جعلتنا نصل إلى مغازيها التي كانت خفية علينا.
بداية، كان كتاب الاستشراق الذي ظهر بالإنجليزية العام 1978، نقطة انطلاقة ما تزال تحمل تداعيات مهمة في العلاقة بين الغرب والشرق؛ إذ استطاعت أن تلم شمل هذه العلاقة الشائكة والتي ما تزال كذلك. وكأن تلك العلاقة كانت قبل الكشف عنها في الاستشراق مغيبة عن أصحاب الشرق لكثرة ما بذل الغرب من جهده على إخفاء مكانتها في المنظومة الاستعمارية؛ بمعنى أن الشرق نفسه كان مغيبا عن معرفة نفسه واستشراقه من قبل الغرب.
ويرى شاهين أن الشرق العربي قبل الاستشراق كان حكراً في صورته، على أقلام المستشرقين الذين أقصوه عن حقيقة وجوده ليس فقط بالنسبة لأهله، بل بالنسبة للعالم الذي تعامل الغرب معه، علاوة على أن الكثير من أبناء العروبة الذين تعاملوا مع الاستشراق كانوا أصلا، طلابا مطيعين لاستشراق أساتذتهم، وعلى رأسهم المستشرق المعروف بيرنارد لويس، الذي خلفت هيمنة استشراقه أثرا بالغا في العديد من طلابه؛ إذ نهجوا نهجا موازيا. وظلت الحال هكذا إلى أن جاء إدوارد سعيد وقلب موازين المعادلة رأساً على عقب، من خلال الاستشراق الذي أضحى نقطة تحول مهمة في سيرة ومسيرة شأن الاستشراق الكبير، والعلاقة بين الشرق العربي والغرب إلى يومنا هذا؛ أي أن الاستشراق اكتسب حقائق برزت من جديد، كان لا بد أن تظهر مع ظهور استشراق إدوارد سعيد.
يشير شاهين إلى أن ترجمات الاستشراق إلى اللغة العربية تمهد السبيل إلى اجتهادات نقدية مشتقة من تلك الترجمات، والنتيجة هي المزيد من سوء الاستيعاب للأصل المترجم. وهذا ما يجعل الكتاب بحاجة ملحة إلى ترجمة يمكن أن تنقل الأصل بشكل يكبح جماح قراءة لا تخلو من تشويه الأصل أو تخفف، نوعا ما، من سوء فهمه باللغتين: الإنجليزية التي كتب بها، والعربية التي ترجم إليها.
ويلفت إلى أن النسخة العربية من الاستشراق التي صدرت عن دار نشر وقدم لها المترجم محمد عناني؛ إذ قام لطيف القصاب بكتابة مقالة ظهرت في مجلة “دراسات استشراقية”، اعتمدت اعتمادا رئيسيا على قراءة مغلوطة لمقدمة إدوارد سعيد التي ترجمها كمال أبو ديب.
يقول شاهين حول كتاب الاستشراق، إن إدوارد سعيد أقبل على هذا الكتاب بعد أن تسلح بشتى أنواع المعرفة المتمثلة في أساطين الخطاب المعرفي من “فوكو إلى دريدا مرورا بنيتشه وهيجل”، وبعد أن أعد نفسه في منظومتي النقد والنظرية الحديثة، وبعد أن أنجز عملا ثقافيا ضخما هو بدايات الذي أثرى الاستشراق لاحقا بأسلوب ومقاصده، وبعد سيطرة مسبقة على عملية الكتابة ومن ثم القراءة التي يشير إليها إدوارد بنفسه بعبارة “الاستعباد وإعادة الاستيعاب”.
ويشير شاهين إلى موقف إدوارد من اللغة: “إن اللغة تفرض نفسها علينا، بالمثل يمكن القول إن الرد على استشراق المستشرقين فرض نفسه على إدوارد”.
ويتحدث شاهين في دراسة حول “إدوارد سعيد: يطل على غسان كنفاني في رجال في الشمس، محنة الحاضر المعايش خارج المكان”؛ حيث يبين شاهين أن غسان كنفاني ظاهرة غير مسبوق في المشهد الأدبي الفلسطيني، بشكل خاص، وربما في المشهد العربي بشكل عام، وذلك لأنه استطاع أن يبدع تقاطعا عميقا في أبعاده الشمولية والإنسانية بين العام والخاص، بين واقع الحياة التي عانى منحة قضيتها من جهة وجماليات العمل الفني التي كانت تلح عليه أن تكون بوصلة الإبداع أثناء تمثل الواقع المعيش وتمثيله ومن ثم تشكيله من خلال ذاته الفنية من جهة أخرى.
ويرى شاهين أن خصوصية هذا التقاطع تتجلى في الالتزام المتكافئ لكل طرف على حدة “طرف الواقع الذي يعشه فعلا ويعاني من محنة آلامه وطرف الإبداع الذي يحتاج بادئ ذي بدء إلى السيطرة على حدة الألم، والتي غالبا ما نميل إلى الإبقاء على حدة معاناتها في صمت دون أن نستطيع التعبير عنها أي دون أن يتحول الصمت إلى صوت، يمتلك غسان قدرة كافية من اجل السيطرة على حدة الألم في الطرف الأول ليس ليمحوه من وعيه أو ذاكرته بل ليحيده مؤقتا إلى حين انطلاقه من عقال الصمت إلى الصوت في الطرف الآخر”.
بمعنى أن غسان ليس بحاجة لأن ينقل واقعا يكون الصمت فيه ساكنا أو مألوفا أو مجرد واقع معيش تستمر فيه الحياة بالتكتم على الوضع الراهن، بل إنه ينقل واقعا متوترا يسهل عليه بسبب توتره أن يجد مظلة التوتر الفني التي تؤول به إلى الانتقال مقاربة بيسر من واقع متوتر الواقعية الفنية إلى عملية التقاطع بين الذات الصامتة والذات الفنية الفعالة.
ويشير شاهين إلى أن جميع شخصيات كنفاني تصل إليه وهي تحمل في داخلها عصيانا ولد من رحم النكبة بطريقة أو بأخرى أو لنقل أنها أشبه بتنوعات موسيقية تصور مشاعر الاقتلاع من الأرض والإقصاء القسري عنها مما يجعلها تهيم خارج المكان، محرومة من الاستقرار دون أن تفقد الأمل المنشود في العودة إلى الفردوس المفقود طال الزمن.
ويرى شاهين أن إدوارد يعنى بثنائية التقاطع بين العام والخاص؛ إذ يرى فيها إثراء للعملية الإبداعية وتنويرا في حياتنا المعيشية من خلال هذا التقاطع، مبينا أن إدوارد صرح في أكثر من مناسبة توجهه نحو هذه الثنائية تأكيدا على الوحدة العضوية بين الذات الفردية ومكوناتها الجمعية في المجتمع. وهنالك إشارة مهمة، على سبيل المثال لا الحصر، في مقدمة الاستشراق الذي صدر في العام 1978، يوضح إدوارد هذا الأمر، وأنه لمن المؤسف ألا تحظى هذه الملاحظات بالانتباه المستحق من قبل البعض من المهتمين بدراسة الكتاب، وخصوصا المترجمين منهم.

.

تم نشر الخبر اعلاه علي : https://alghad.com/Section-150/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D9%85%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AF-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-1728248 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
أهلاً! كيف يمكننا مساعدتك؟