فيوضات الله للحجيج أكثر من أن تحصى ومنها أن الحاج يعود ولا ذنب عليه
ألقيت خطبة الجمعة اليوم في الجامع الأزهر الدكتور عبد الفتاح العوري العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وكان موضوعها “الحج حكمة”. والأسرار.”
قال الدكتور. وقال العواري إن عبادة الحج تمثل الركن الخامس من أركان الإسلام. شرعها الله تبارك وتعالى، حتى يأتي الناس إلى بيته الحرام ويزورون ربهم في بيته الحرام، فيتلقون من كثرة عطايا الله للحجاج التي لا تعد ولا تحصى. ويكفي من هذه الوفرة أن يقوم الحاج بمقتضيات الحج، فلا رفث ولا فجور ولا تشاجر في الحج. ويكفيه نعم الله وبركاته حتى يعود بلا خطيئة.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر أن من نعم الله على الحجاج أيضًا أن يعود الحاج بصفحة بيضاء نظيفة يستأنف بها عهدًا جديدًا مع خالقه، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قرر صلى الله عليه وسلم عندما قال: (من حج غير فاحش ولا فاسق ولا جاهل رجع من حجه كيوم ولدته أمه) وأضاف: إنها هدية الله لعباده الذين فذهبوا إليه في بيته يرجون مغفرة الله، ويدعو الله أن يكفر عنهم ذنوبهم، ويمحو ذنوبهم، ويتقبلها. في عباده الصالحين.
وأوضح أن في الحج أسرار وحكم قد يظهر لنا بعضها ويخفي عنا الكثير، لكن من دخل هذه العبادة بسر خالص، ونفس طاهره، وإخلاص في حجه. العهد فتبين له تلك الأسرار ويظهر له بعض تلك الأحكام. عندما ينظر المسلم بعينيه، سواء كان واقفاً في عرفات أو يراقب من بعيد، تلك الحشود الهادرة التي تتفتح حناجرهم عندما يقولون: "في خدمتك يا الله، في أمرك. في خدمتك، ليس لك شريك. تحت أمرك. إن لك الحمد والبركات، لا شريك لك. ها أنتم، حقاً، حقاً، بكل إخلاص ولطف، يلقي بسر عظيم وحكمة عظيمة.
وتابع: وهذا السر وهذه الحكمة يتمثل في أن موقف عرفات يمثل صورة مصغرة ليوم القيامة العظيم. حيث ترى هذه الجماهير على اختلاف ألوانها ولغاتها ولهجاتها وأجناسها وأعراقها، يجمعها نشيد واحد، وتلبية واحدة، وتكبيرة واحدة، وهتاف واحد، وشارة واحدة. لا يوجد شيء يفرق بين القائد والمرؤوس، ولا بين الغني والفقير. بل الكل عباده، يأتون من كل مكان، ويباهي الله بهم ملائكته. حيث يقول الله تعالى: “يا ملائكتي انظروا إلى عبادي. لقد جاءوني شعثًا مغبرًا، يضحكون، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي. يا ملائكتي أشهد أني قد غفرت لهم.
وأشار خطيب الجامع الأزهر إلى أن هذا الموقف يلقن أمة الإسلام درسا ويعطيها سرا من أسرار الحج. إنه سر المساواة حيث اختفت الفروق، ومحيت المعالم، واختفت المراتب. والمناصب، الجميع عبد ورب الجميع إلهه. وهذه المساواة حققها الله في هذه العبادات وغيرها من عبادات الإسلام، لأن الجميع متساوون تحت راية الشريعة. ولا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأبيض على أحمر، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى. وميزان التفرقة عند ربك هو: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.
وأوضح د. وقال العواري أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع مبدأ المساواة في خطبة حجة الوداع. فنادى الناس وهو على ناقته القصواء: «يا أيها الناس.. إنه لم يميز فئة على أخرى، ولا لونًا على لون، ولا عرقًا على آخر. واحد إلا أن كلكم لآدم وآدم من تراب). (والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد صلى الله عليه وسلم يدها). وقال صلى الله عليه وسلم: (كل الناس سواء) ليس لعربي فضل على أعجمي إن أكرمكم عند الله أتقاكم) من الذكر والأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. نعرف بعضنا البعض. إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن الله عليم خبير.
وأشار قائلاً: كم تحتاج أمة الإسلام إلى معرفة هذا السر والتأمل في هذه الحكمة. ومتى سيتحقق مبدأ المساواة بينهم أفراداً وجماعات بين الجميع؟ بشر محميون في ظل شريعة الإسلام. وعاش الناس في أمان واطمئنان، وتحققت لهم المحبة والوئام والأخوة والسلام. ومبدأ المساواة الذي فرضته فريضة الحج هو أحد أسرارها. ويقتضي أن ما أعطى الله للذين آتاهم الله وسواهم، أن تؤدى الحقوق والواجبات.
ومضى يقول: دماء المسلمين سواء، وأقلهم براءة من ذمتهم. ويجب أن تحقق الحريات، حتى لا تسلب الفرد حريته، ولا يسلب المجتمع حريته، ولا تسلب الشعوب حريتها. حرية الشعوب هبة من الله. وهذا ليس خطأ أحد. فإذا رأينا شعباً يريد أن يسلب حرية شعب، فيجب على الإنسانية أن تتخذ موقفاً موحداً لإعادة الحرية المسلوبة إلى أصحابها. أين الضمير العالمي؟ أين المنظمات الحقوقية، من شعب غفير يملك الأرض والمقدسات، سلبت حريته، وقمع، وقتل أطفاله وشيوخه ونسائه، وانتهكت حرماته، والعالم الحر يرفع راية الحريات؟ ويرفع راية حقوق الإنسان؟ أين حقوق الإنسان في زمن ضاعت فيه الحقوق وسلبت فيه الحريات؟ المساواة التي تعترف بها الأمم المتحدة ومنظومة حقوق الإنسان؛ وقد دعا إليها نبي الإسلام قبل 14 قرنا.
وشدد على أنه ينبغي أن نرى ذلك مطبقا على جميع البشر، لا فرق بين عربي وعربي، ولا أهل عقيدة ومعتقد، وأهل لون ولون، وأهل عرق وجنس. وأهل العرق والإثنية حتى تستقر الحياة والناس في هذه الدنيا آمنون ويعيشون في سعادة مطمئنة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر