أخبار الخليج

مظاهر العيد.. قيم وأصالة تعبّر عن خصوصية المجتمع العُماني

وتتنوع مظاهر الاحتفال بالعيد بالولايات والمحافظات، وتتجسد الفرحة في وجوه الجميع وهم يمارسون العادات والتقاليد التي ورثوها من الأب إلى الجد، وتبرز ملامح التكافل والتعاون بين الأسرة و أعضاء المجتمع.

ولكي نتعرف عن كثب على أحد هذه المظاهر، تسلط “عمان” الضوء على إحدى العادات والتقاليد الفريدة في أصالتها والتي تناقلتها الأجيال في ولاية بهلاء. التقت «عمان» بعدد من أهالي ولاية بهلاء للتعرف على جوانب العيد وما يمثله العيد من فرح وسعادة، إذ قال العميد متقاعد: ناصر بن مسعود بن صالح الجديدي وراشد حي الحوية بالولاية “يعد حي الحوية نموذجا رائعا للحياة المجتمعية الأصيلة في عمان، حيث تتجلى مظاهر العيد بشكل خاص في تعزيز التلاحم الاجتماعي وتبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء والجيران. ويتميز هذا الحي كغيره من الأحياء العمانية القديمة بترابطه». ومن المهم الحفاظ على العادات والتقاليد الموروثة ونقلها إلى الأجيال القادمة. من أهم مظاهر العيد في حي الحوية تبادل الزيارات حيث يحرص أهل الحي على تبادل الزيارات في أول أيام العيد حيث يتناولون وجبة صباحية من اللحم المقلي و حلويات عمانية، ثم يذهبون إلى مصلى العيد لأداء صلاة العيد. العيد”.

وأوضح الجديدي أن مجلس الحي يعتبر مركزا مهما لاحتفالات العيد، حيث يجتمع الناس لتناول وجبة إفطار جماعية، والتي تتكون عادة من اللحوم المقلية والحلويات العمانية، ومن ثم يتوجهون إلى مصلى العيد لأداء صلاة العيد. . ويعتبر احتفال التنور من أهم مظاهر العيد في حي الحوية. وفي اليوم التالي للعيد، يتم تحضير “التنور” وهو عبارة عن حفرة كبيرة يتم فيها رمي اللحم المجهز خصيصاً في أوعية من سعف النخيل بطريقة شعبية اعتاد عليها أجدادنا منذ القدم. ويتضمن هذا الاحتفال أغاني شعبية ورقصات شعبية تعكس فرحة العيد. وتستمر احتفالات العيد حتى اليوم الثالث، حيث تسعد الحضور بعروض الفرق الشعبية التي تقدم الأغاني والرقصات التراثية، كما تنتشر في ساحة الحارة أكشاك الحلويات والألعاب المعدة خصيصاً لهذه المناسبة، مما يضفي على العيد أجواء من البهجة. ومتعة للأطفال. كما يوجد في حي الحوية مركز مهم للتجمعات خلال العيد، وهو مجلس الحي، حيث يجتمع السكان لتبادل التهاني والتبريكات، ومناقشة الأحاديث الاجتماعية، والاستمتاع بالأجواء الاحتفالية. أطفال حي الهوية يمارسون الألعاب الشعبية ويستمتعون بتناول الحلويات والألعاب من الأكشاك المقامة في ساحة الحي.

وأضاف ناصر الجديدي: حي الحوية كغيره من أحياء الدولة يشارك في تظاهرة اجتماعية شعبية تقام خلال أيام العيد، وتتنافس الفرق الشعبية في تقديم أهم عروضها، مما يضفي على العيد أجواء من الحماس والإثارة. حي الحوية نموذج رائع في الحفاظ على العادات والتقاليد العمانية الأصيلة. وخاصة في المناسبات الدينية، فإن احتفالات العيد في الحي تجسد التلاحم المجتمعي والترابط بين أفراده، وتعكس القيم النبيلة التي يتميز بها المجتمع العماني.

بين اليوم والأمس

وقالت المهندسة أزهار بنت جمعة بن حمدان الهنائي: عادات التحضير تختلف وتتنوع بين محافظات سلطنة عمان، إلا أنها تتسق في عبارات الفرح باستقباله بأجمل الملابس. تتمتع محافظة الداخلية بمظهر مميز وطابع تراثي جميل. ونجد فيه ميزة الحفاظ على عادات أجدادنا المتجذرة منذ القدم والحرص على إبرازها بشكل ملفت أمام الناس. الأجيال: بالإضافة إلى الفرحة بقدوم العيد، فهو يشكل عامل جذب سياحي واقتصادي بحت، ومن أجمل العادات التي يحافظ عليها الناس هي التجمعات التي تسبق العيد، والتي تظهر فيها حركة اجتماعية وتجارية وتنافس العديد من شرائح المجتمع على عرض الأضاحي والمنتجات المتعلقة بمراسم عيد الأضحى المبارك. ولا يخفى علينا. ويفرح الأهالي بتحضير عادة المشويات العمانية التي لها مذاق أصيل. وقد تقام بعض الحفلات الفنية التقليدية مع عادة دفن الشواية، وقد يختلف الأمر من حي إلى آخر ومن دولة إلى أخرى. ما يشار إليه بالاهتمام بنقل مثل هذه العادات الجميلة إلى الأجيال وترك المجال لهم لمشاركتها مع الكبار وتشجيعهم على تمثيل الإنسان العماني بأصالته وعراقة ماضيه بما يحفظ تراثه الحضاري، و ومن زاوية نسعى إلى الاهتمام والتضامن بين أفراد الأسرة الواحدة وانعكاس ذلك في تربية الأبناء والحفاظ على عاداتهم وتاريخ عمان العريق، حيث نجد كل أسرة تحاول الظهور بأجمل الاستعدادات داخل المنزل وخارجه لتعم فرحة العيد على من حولهم بما يعكس “المزيد من التواصل والترابط”.

وأضاف أزهر الهنائية أن يوم العيد هو يوم تمتزج فيه الأفراح بين ذكريات الأعياد في الطفولة والمسؤوليات المتعددة في وقتنا الحاضر، إذ تتمتع كل مرحلة بمساحة للاستمتاع بأنشطة العيد وتنوعها مع الأبناء والأهل والجيران والأسرة. أصحاب القرية، ويبقى يوم العيد هو الوقت الذي يجتمع فيه الجميع ويفرح بالصغير قبل الكبير. بارك الله لنا ولكم، وتقبله منا ومنكم، وأعاده الله علينا جميعا بالخير والبركات.

المزيد من الصور والذكريات

أما المصور عبدالله بن خميس العبري فقال: العيد بالنسبة لي، بالإضافة إلى أنه فرحة وسرور ولقاء مع الإخوة والأصدقاء والأصدقاء، هو أيضا أكثر التقاطا للصور، حيث أصور عددا كبيرا لصور المصلين في مصلى العيد وفي الأعياد، وكذلك في مناسبات أخرى مثل الدفن ونبش الشواء. لقاء أهل الحي، وعرض الخيل الذي يقام بمناسبة العيد، لحظات لا تنسى. فإذا كانت الكاميرا حاضرة في ذلك الحدث، فإنها توثقه وتجعله متداولا لسنوات طويلة.

وعن مظاهر العيد يقول: أعتقد أن مظاهر العيد في بهلاء تتشابه كما في حارة الخطوة حيث يذهب الناس إلى مصلى العيد وعند العودة من المصلى يتوجه أفراد كل أسرة التجمع في “البيت الكبير”، ويتم السلام بين الأفراد، وكذلك توزيع هدية العيد على الأبناء، ومن ثم الزيارات. بين الجيران والناس معًا، وبعد ذلك تذبح الأضحية ثم يوزع اللحم لمدة ثلاثة أيام للقلي والشكاك والشواء. ويدفن الأخير في ثاني أيام العيد بعد صلاة العصر ويخرج في ثالث أيام العيد في الساعة الحادية عشرة صباحا وأثناء إشعال الفرن تصدر بعض الصيحات سواء عند دفنه أو عند إخراجها، وسيكون هناك المزيد من الفرح والتجمع عند إخراجها. وفي ذلك المكان تلتقي بالعديد من الزملاء الذين لم تقابلهم خلال فترة العطلة.

وعن العادات والتقاليد قال: إن هذه التقاليد تنتقل مباشرة بين الأجيال لأنها حاضرة وتشارك في كافة تفاصيلها، وتدرك أهميتها وأهمية الحفاظ عليها رغم تسارع الزمن وتغير الأحداث. وهذه الأنشطة لا يمكن القيام بها بشكل فردي، فهي جماعية، وبالتالي يكون التعاون في قلب الجميع، ويكون الإنجاز أسرع. وستكون الفرحة عظيمة. العيد فرحة للصغار والكبار، وهو هدية الله للمسلمين. ويتم الاستعداد لها في وقت مبكر من خلال تجهيز الملابس، وشراء الأضاحي، وكذلك توفير “العيدية”. وتبقى فرحة العيد حاضرة في الصور التي يلتقطها الناس، سواء على هواتفهم أو كاميراتهم، ويقلبونها بين الحين والآخر، وهم يشعرون بلحظاتهم السعيدة. ويقارنون بين أطفالهم من خلال الصور، وكيف يرتدون، ومدى سعادتهم، وكيف تمر الأيام بين صورة وأخرى، وبين عيد وآخر.

الاستعدادات المسبقة للعيد

يقول ربيع بن مبارك الخليلي: رغم ما يشهده العالم من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية إلا أننا في ولاية بهلاء حارة الغاف نستعد لعيد الأضحى المبارك بتجهيز أنفسنا وأهلنا وأبنائنا الأطفال، سائلين الله عز وجل أن يغير حالنا من حال إلى حال أفضل، ونشتري الأضحية لنذبحها قرباناً. لله حيث يسعد الفقير بنصيبه منها، ويأكل منها الأهل والجيران، ونحتفظ بالباقي للأهل، وهذه عادة تعودنا عليها.

وعن مظاهر العيد قال الخليلي: في أول أيام العيد بعد صلاة الفجر نجتمع في سبلة حارة الغاف نتبادل التهاني ونأكل مما رزقنا الرزاق ثم نستعد لصلاة العيد ، حتى ينشغل الجيران في بيوتهم بتقطيع اللحم بعد ذبحه. أما اليوم الثاني فيبدأ برنامج الزيارات ومن ثم تبدأ الاحتفالات. تنور حارة الغاف حيث تعزف الأغاني الشعبية. ويعتبر تنور حارة الغاف من أكبر التنانير، ويعتبر هذا اليوم يوم لقاء وتهنئة بين شباب الحي. يقول أحد الشهود: مهما غابوا عن عيني ثاني يوم العيد يجمعنا. بسمة الطفولة ترسم الفرحة على وجوهنا من جديد، وأبنائي يصورون المشاهد. شباب عفوي يغنون أمجاد الغاف السعيدة، ليحل علينا ثالث أيام العيد ونحن نستعد لفتح الفرن.

الممارسات الجيدة

أما سالم بن خميس بن سالمين الجديدي فقال: تبدأ احتفالات العيد بعد الانتهاء من صلاة الفجر، من خلال تبادل التهاني بين الجيران، وبعد ذلك يجتمعون في صحن المسجد لتناول وجبة شعبية من أرز مع دجاج أو لحم أو مهروس، والعرس، ثم يذهبون بعد ذلك إلى صلاة العيد ويستمعون إلى الخطبة أثناء… وتتضمن رسائل تربوية ووعظية، ثم المشاركة في الأعياد وما يصاحبها من أنشطة الفنون الشعبية وغير ذلك، وبعد ذلك السلام على الأهل والأصدقاء، وبعد الذبح ومختلف ممارساته. واليوم الثاني هو يوم المشاكيك ودفن الشواء، وذلك من خلال تجمع عائلي، واليوم الثالث هو يوم فتح الشواء.

وشدد الجديدي على أنه يجب على المجتمع أن يحث أبنائه على الحفاظ على عادات وتقاليد المجتمع في أيام العيد لما فيه من قيم وأصالة وأخلاق وخصوصية المجتمع العماني من خلال مشاركة الشباب في هذه الممارسات الجيدة في أعيادنا وغرس فيهم هذه القيم والأصالة. ونحث المجتمع على التعاون والتعاضد مع بعضه البعض حتى يتمكن الجميع من المشاركة. وفي فرحة العيد تكون الاحتفالات عامة، وتتحقق مقاصد الشرع ومقاصده. وما الجهد الذي يبذله فريق بهلاء الخيري في هذا الجانب إلا خير دليل على هذا التآزر والتعاون المحمود الذي يأتي من تبرعات ومساهمات أهل الولاية. وأضاف: العيد يمثل لنا فرصة لتجديد العزم وتسريع العمل. أعمال الخير والخروج من روتين الحياة الطبيعي إلى أيام جميلة ومتناغمة ومتناغمة تحمل في داخلها السعادة والبهجة وتجسد معاني الخير، وتبث في نفوسنا طاقة تجدد الحياة. ونأمل أن تعمل لجنة تنمية الدولة والجهات الرسمية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني بشكل عام على تطوير مكان قضاء عطلات الدولة بما يتناسب مع العائلات والأفراد. وسيتم تجهيزها بأساليب حديثة ومبتكرة، ولدينا في الدولة مواهب شبابية يمكنها تحقيق ذلك.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى