الكويت تواجه أزمة كهرباء | kuwaittimes

الكويت: لجأت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، اليوم الخميس، إلى الانقطاع المبرمج للتيار الكهربائي لليوم الثاني على التوالي، حيث اتخذت الدوائر الحكومية عددا من الإجراءات الاحترازية لتوفير الطاقة. وقالت الوزارة على حسابها X، إن التخفيضات يوم الخميس اقتصرت على خمس مناطق فقط، معظمها صناعية، مقارنة بأكثر من 40 منطقة سكنية يوم الأربعاء. وفي وقت سابق من اليوم، قالت الوزارة إن ما يصل إلى 63 منطقة قد تخضع للتخفيضات.

كما أعلنت الوزارة، الخميس، أن خللاً في محول الكهرباء الرئيسي بسلوى أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من القطعة 12 بالمنطقة، مشيرة إلى أن الفنيين يعملون على إصلاح الخلل في أسرع وقت ممكن. حثت قوة الإطفاء الكويتية الجمهور على تجنب استخدام المصاعد أثناء انقطاع التيار الكهربائي المبرمج. وحثت الناس على استخدام زر إنذار الطوارئ أو الاتصال بالرقم 112 للحصول على المساعدة إذا علقوا في المصعد أثناء انقطاع التيار الكهربائي.

وواصلت درجات الحرارة ارتفاعها فوق 50 درجة مئوية، وتوقعت إدارة الأرصاد الجوية ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير خلال الأيام القليلة المقبلة، لتتجاوز 50 درجة في معظم المناطق المتأثرة بكتل هوائية شديدة الحرارة ناجمة عن الرياح الموسمية الهندية.

وطلبت وزارة التعليم من معلميها في المرحلة الابتدائية الذهاب في إجازة صيفية مبكرا ابتداء من الخميس، وطلبت من معلميها في المرحلتين المتوسطة والثانوية بدء الإجازة اعتبارا من يوم الاثنين لتوفير أكبر قدر ممكن من الكهرباء حيث سيتم إغلاق المدارس. وطلبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من المساجد إطفاء مكيفات الهواء بعد 10 دقائق من كل صلاة، بينما أمرت وزارة الصحة الموظفين بإطفاء الأضواء بعد ساعات العمل.

وبلغ استهلاك الطاقة يوم الخميس 16241 ميجاوات، متجاوزا حاجز 16000 لليوم الثاني على التوالي. التقارير تقول أنه إذا تجاوز الاستهلاك 16100 يصبح الأمر خطيراً ويجب تطبيق التخفيضات. قالت دراسة جديدة نشرت يوم الخميس إنه من المتوقع أن يستمر نقص الطاقة خلال السنوات الأربع المقبلة ما لم تتخذ الحكومة إجراءات سريعة لبناء محطات كهرباء جديدة.

وكانت وزارة الكهرباء والماء قالت يوم الأربعاء إن التخفيضات المقررة ستتم لمدة تصل إلى ساعتين يوميا، في أول خطوة من نوعها للدولة العضو في أوبك مع ارتفاع درجات الحرارة. وأرجعت التخفيضات إلى “عدم قدرة محطات توليد الكهرباء على تلبية الطلب المتزايد” خلال ساعات الذروة وسط “ارتفاع في درجات الحرارة مقارنة بالفترة نفسها من السنوات السابقة”.

ونشرت الوزارة، الخميس، جدولا بالتخفيضات المتوقعة في عدة مناطق من البلاد، بعد أن حثت السكان على تقنين الاستهلاك لتخفيف العبء على محطات الكهرباء. وتعتبر الكويت، أحد أكبر منتجي النفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إحدى أكثر الدول الصحراوية حرارة في العالم.

وفي السنوات الأخيرة، أدى تغير المناخ إلى جعل ذروة الصيف أكثر حرارة وأطول. وتؤدي الحرارة الشديدة إلى زيادة الاعتماد على مكيفات الهواء التي تستهلك الكثير من الطاقة والمنتشرة في كل مكان في الكويت خلال أشهر الصيف. قال عالم الفلك والعالم الكويتي عادل السعدون إن «ما نعيشه اليوم هو نتيجة تغير المناخ»، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة فوق علامة الـ50 درجة مئوية خلال الأيام المقبلة.

ووقعت الكويت الشهر الماضي عقودا قصيرة الأجل لشراء 500 ميجاوات من الكهرباء، منها 300 ميجاوات من عمان و200 ميجاوات من قطر، خلال أشهر الصيف. وتستمر العقود من 1 يونيو إلى 31 أغسطس.

وقال كامل الحرمي، خبير الطاقة الكويتي، إن الدولة بحاجة إلى تجديد البنية التحتية للطاقة. وقال: “إن الطاقة المتوفرة ليست كافية، وبدلا من الاعتماد على النفط والغاز، يجب أن نتجه نحو الطاقة النووية والشمسية وطاقة الرياح”. وأضاف: “هذه مجرد بداية الأزمة، والانقطاع المبرمج للكهرباء سيستمر في السنوات المقبلة إذا لم نسرع ​​في بناء محطات الكهرباء”.

وقالت أم محمد، وهي امرأة كويتية في الستينيات من عمرها، إنها تركت بدون كهرباء لمدة ساعتين يوم الأربعاء. وقالت: “لم نتأثر بشدة”، مشيرة إلى أن المنزل ظل باردا خلال فترة الانقطاع القصيرة. وأضافت أن “البعض يحولون منازلهم إلى ثلاجات، حتى عندما لا يكونون بداخلها، وهذا يرفع العبء” على محطات توليد الكهرباء.