من أين لك هذا؟.. تركيا تلاحق مصادر الدخل غير المعلنة للأفراد بلوائح ضريبية جديدة

تستعد وزارة المالية التركية لإحداث تغيير جذري في المشهد الضريبي من خلال مطالبة الأفراد الذين يعيشون في رفاهية واضحة بتقديم تفسير مفصل إذا كان الفرق بين دخلهم ونفقاتهم المعلنة يتجاوز 20 بالمائة.

ويأتي هذا الإجراء ضمن حزمة إصلاحات ضريبية شاملة تهدف إلى مكافحة التهرب الضريبي من قبل الأفراد.

وبموجب المسودة التي تعمل عليها الحكومة، ستقوم الوزارة بتحليل بيانات دافعي الضرائب بعناية، واستدعاء من يظهرون نمط حياة مترفاً لا يتناسب مع دخلهم المعلن لتقديم «إقرار النفقات الخاصة» إذا تجاوزت نفقاتهم دخلهم بنسبة أكثر من 20 بالمئة.

حيث سيتعين على هؤلاء الأفراد توضيح مصادر تمويل نفقاتهم الباهظة، مثل السفر والإقامة في الفنادق الفاخرة، وشراء العقارات والسيارات الفاخرة، وتغطية الرسوم الدراسية الباهظة لأبنائهم.

إذا لم يتم تقديم تفسير مقنع وموثق، فسيتم اعتبار الفرق بين الدخل والمصروفات دخلاً خاضعًا للضريبة.

قانون بأثر رجعي

ومن المتوقع أن يعتمد تطبيق هذه اللائحة الجديدة على “بطاقة حساب دافع الضريبة” التي ستوفر للوزارة رؤية شاملة ومتكاملة عن نفقات ودخل دافعي الضرائب، مما سيسهم في تعزيز الرقابة المالية والكشف عن حالات الضريبة. التهرب بشكل فعال

ومن المقرر أن يدخل هذا الإجراء حيز التنفيذ مع بداية العام المقبل 2025، وسيطبق على مكاسب عام 2024. وحينها ستقوم السلطات المالية بمراقبة دافعي الضرائب الذين يدخلون في نطاق هذه التعديلات .

وستشمل المراقبة شراء العقارات والمركبات الفاخرة، ودفع الإيجارات والرسوم المرتفعة، والنفقات الباهظة على تعليم الأطفال. سيتم طرح أسئلة على دافعي الضرائب حول كيفية تغطية هذه النفقات من دخلهم.

ويأتي هذا التوجه الحكومي بعد إلغاء قانون “من أين لك هذا” عام 2003، والذي كان يهدف إلى مكافحة الإثراء غير المشروع. وإذا تمت الموافقة على إعلان الإنفاق الخاص فسوف يمثل أداة قوية لمكافحة التهرب الضريبي واسترداد الأموال العامة المفقودة.