منوعات

“سيط الغنى” يزعج المغتربين.. الحوالات المالية مصدر دخل لكثيرين في سوريا

اشتكى عدد من المغتربين السوريين في الخارج، من الضغوط المالية التي يعانون منها، نتيجة اضطرارهم لإرسال حوالات مالية لبعض الأقارب والمعارف في سوريا، معتبرين أن “الوسيط الغني” أصبح مصدر إزعاج لهم .

وقال الشاب السوري “فهد” الذي يعيش في إحدى دول الخليج: “لا أريد التواصل مع أي شخص يعيش داخل سوريا. أغلب الحديث سيكون عن القلة والتلميح إلى ضرورة مد يد العون. الجميع يعتقد أنني قادر على مساعدتهم.

وأضاف الشاب المقرب من النظام: “أعيش في إحدى دول الخليج، ومن يعيش هناك يعرف جيداً غلاء الأسعار وموجة ارتفاع الأسعار لكل شيء، ولا داعي لأن يذكرني أحد بواجبي تجاههم في سوريا، لكن ليس في يدي حيلة، وبعض الناس يظن أنني أكذب أو أتظاهر بأنني لا أستطيع مساعدته، وبعد السماع والتلميح، الطلب يصبح مباشرا وإذا لم يتم إرسال التحويل سيعلن أقاربي وأصدقائي مقاطعتهم لي”.

 

أما المغترب “حبيب” فيقول إنه لجأ إلى ألمانيا منذ عام 2015 وخاطر بحياته وحياة عائلته. لديه أصدقاء من سوريا يعيشون بالقرب منه حاليًا، ولديهم صداقات متبادلة مع أشخاص داخل سوريا. وأضاف أنه «تفاجأ بوجود أشخاص يطلبون المساعدة من عدة أشخاص، رغم تلقيهم تحويلات مالية». لكنهم يواصلون طلب ذلك بنفس الطريقة من المغتربين الآخرين.

تعتبر التحويلات المالية أهم مصادر الدخل للكثيرين

وأوضح الخبير الاقتصادي ماهر معروف أن التحويلات المالية أصبحت من أهم مصادر الدخل للكثيرين، وأن غالبية الشباب اليوم مصممون على أن الاغتراب هو الحل لمشاكلهم المالية والضمان لمستقبلهم ومستقبل أسرهم.

وتحدث الخبير عن غياب أرقام رسمية عن حجم الحوالات المالية التي تدخل سوريا، لأنها ترسل بطرق غير رسمية، بسبب الفارق الكبير بين سعر الصرف الرسمي للدولار وسعره في السوق السوداء.

وأشار إلى التقديرات الصادرة خلال شهر رمضان الماضي بأن ستة ملايين دولار تدخل إلى سوريا يوميا، واتفاق عدد من المحللين على أن حجم التحويلات السنوية يقدر بأكثر من ملياري دولار.

لماذا لم تتحسن قيمة الليرة السورية؟

بدوره، أشار الباحث الاجتماعي فؤاد عبد الله، إلى أن الناس (ذكور وإناث) يتواصلون مع المغتربين من الجنس الآخر، بحجة التعرف على بعضهم البعض، وبعد فترة يبدأون بطلب التحويلات المالية، وأصبحت هذه مهنة يمكن أن يسمى التسول الإلكتروني.

وأكد أن “الحرب الطويلة مثلت منعطفاً خطيراً للمجتمع السوري الذي تميز بحيويته ونشاطه وإتقانه لمختلف المهن التي وفرت له دخلاً يكفي احتياجاته، إضافة إلى الفائض الذي وفره في شكل العقارات أو الذهب، لكن اليوم نسبة كبيرة منهم تحت خط الفقر”.

شريان الحياة

ومنذ سنوات، أصبحت المساعدات المالية الفردية المحولة من الخارج بمثابة شريان حياة لآلاف العائلات السورية التي تعيش في الداخل، حيث يرسل أقارب العائلات المغتربون مبالغ مالية للمساعدة في تلبية الاحتياجات الأساسية للمقيمين في سوريا.

لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد السوريين المقيمين في دول اللجوء، والذين حصل الكثير منهم على جنسية الدول التي لجأوا إليها، وعدد العائلات التي يواصلون إعالتها، لكنها أسلوب حياة للعشرات آلاف العائلات التي لم تغادر سوريا لظروف مختلفة، وذلك من خلال حصولهم على المساعدات المالية التي ترسل شهرياً أو أسبوعياً.

 

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا...
كيف يمكنا مساعدتك؟