الفيضانات تجتاح أجزاء من بنجلاديش وتقطع السبل بأكثر من مليوني شخص

قال مسؤولون، اليوم الجمعة، إن الأمطار الموسمية ومياه الأنهار القادمة من الهند تسببت في فيضانات واسعة النطاق في شمال شرق بنجلاديش، مما أدى إلى تقطع السبل بأكثر من مليوني شخص، وإن الوضع قد يتفاقم.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لليونيسف إن السكان المحاصرين في المنطقة، بما في ذلك أكثر من 772 ألف طفل، في حاجة ماسة إلى المساعدة.

وقال شيلدون يت، ممثل اليونيسف في بنغلاديش: “الأطفال هم الأكثر ضعفاً، ويواجهون مخاطر متزايدة للغرق وسوء التغذية والأمراض القاتلة المنقولة بالمياه، وصدمة النزوح، واحتمال إساءة المعاملة في الملاجئ المكتظة بالسكان”.

وتوقعت إدارة الأرصاد الجوية في بنجلاديش هطول المزيد من الأمطار الغزيرة في الأيام القليلة المقبلة، مما قد يؤدي إلى تفاقم الفيضانات والتسبب في انهيارات أرضية في المناطق الجبلية.

لقي ما لا يقل عن 10 أشخاص، بينهم ثمانية من مجتمع الروهينجا، حتفهم يوم الأربعاء بعد أن تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة في حدوث انهيارات أرضية في مخيمات اللاجئين في جنوب بنجلاديش.

وقد تضررت المنطقة الشمالية الشرقية بشكل خاص، حيث تسببت الأمطار الغزيرة والمياه القادمة من الهند في حدوث فيضانات واسعة النطاق. ولا تزال بنجلاديش تتعافى من إعصار ضرب حزامها الساحلي في الجنوب أواخر الشهر الماضي.

وقال شميم شودري، أحد سكان سيلهيت، “أخشى أن تكون مدمرة مثل فيضانات 2022″، في إشارة إلى الفيضانات التي كانت الأسوأ في المنطقة منذ 122 عاما.

وأظهرت لقطات تلفزيونية فيضانات واسعة النطاق في الحقول والقرى حيث يخوض الناس في المياه التي وصلت إلى الركبة في مدينة سيلهيت، حيث أدى هطول الأمطار إلى ارتفاع مستويات المياه بشكل خطير على طول أربعة أنهار في المنطقة.

وقال مسؤولون بوزارة الزراعة إن مساحات شاسعة من الأراضي غمرتها المياه، مما يشكل تهديدا كبيرا للمحاصيل إذا استمرت مياه الفيضانات لفترة طويلة.

وقالت اليونيسف إن الفيضانات تسببت أيضًا في أضرار جسيمة للبنية التحتية حيث غمرت المياه أكثر من 810 مدرسة حكومية في منطقة سيلهيت وتم استخدام ما يقرب من 500 مدرسة كملاجئ للفيضانات.

كما غمرت المياه ما يقرب من 140 عيادة مجتمعية، مما أدى إلى تعطيل خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

وتشير تقديرات تحليل أجراه معهد البنك الدولي في عام 2015 إلى أن ما يقرب من 3.5 مليون شخص في بنجلاديش، وهي واحدة من أكثر دول العالم عرضة للمناخ، معرضون لخطر فيضانات الأنهار السنوية.

ويعزو العلماء تفاقم مثل هذه الأحداث الكارثية إلى تغير المناخ.