رصد وتوثيق 80 نوعًا من الثدييات البرية المهددة بالانقراض

– تصوير : حسين المقبالي – وكان برفقته: يوسف الحبسي

يمثل مشروع المسح الوطني للتنوع البيولوجي أحد أهم المشاريع الوطنية التي تقوم بها هيئة البيئة بهدف تحسين وتصنيف مؤشر الأداء البيئي لسلطنة عمان في التنوع البيولوجي وبناء قاعدة بيانات وطنية لأنواع الثدييات البرية وتحديث مناطق تواجدها حضورهم والتغيرات التي طرأت عليهم. تابع فريق صحيفة “عُمان” بالتنسيق مع هيئة البيئة، وضع مصيدة كاميرات في إحدى المناطق الجبلية بولاية الرستاق في إحدى المراحل المهمة لتوثيق الحياة البرية بمحافظة جنوب الباطنة.

ولا ندرك حجم التحديات في تنفيذ مثل هذه المشاريع الوطنية إلا بتجربة المشي في الجبال وعبور السهول وتسلق الصخور. خوفاً من السقوط أو التعثر، ومن أجل الهدف الأسمى لهذا المشروع الوطني، تواصل الفرق الميدانية مهامها الموكلة إليها، بدءاً من محافظة ظفار، ثم محافظات جنوب الشرقية، مسندم، البريمي، الظاهرة. ، وشمال الباطنة، تارة بمركباتهم وتارة أخرى سيرًا على الأقدام، في مواسم مختلفة من العام منذ عام 2022 مع تدشين المشروع ولا يزال المشروع يستكشف أسرار الطبيعة والحياة البرية في جميع أنحاء سلطنة عمان من أجل التوصل إلى قاعدة بيانات وطنية.

على الرغم من أن الساعة الثامنة صباحًا، إلا أن تسلق الجبال ليس بالأمر السهل في فصل الصيف؛ مع الشمس فوقنا والجبال أمامنا والحرارة على وجوهنا نعبر الجبال والسهول صعودا وهبوطا ونعبر مجاري الوادي والشعاب مع أحد الفرق الميدانية في ولاية الرستاق خلال واحد محطاتهم؛ تركيب مصائد كاميرات لمدة ستة أشهر والبحث عن المواقع المناسبة لرصد كافة أنواع الثدييات البرية المتوسطة والكبيرة الحجم وتوثيق التنوع البيولوجي في المحافظة.

وقال هيثم بن سليمان الرواحي أخصائي النظم البيئية ورئيس فرق عمل المشروع الوطني للتنوع البيولوجي : تمكن مشروع المسح من تسجيل نتائج مهمة على المستوى المحلي والدولي من خلال رصد مجموعة من الكائنات النادرة والأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك رصد غزال المسيرة لأول مرة بواسطة مصائد الكاميرا، وتم توثيق تواجد الوشق العربي في محافظة مسندم مرتين على التوالي بعد انقطاع دام 8 سنوات، بالإضافة إلى رصد مجموعة من الحيوانات البرية في محافظة مسندم محافظة ظفار، وتتراوح أعدادها ما بين 5 إلى 8 أنواع، حيث تمثل هذه المحافظة مرتعاً للتنوع البيولوجي في سلطنة عمان. كما رصدنا الطهر العربي في محافظتي البريمي والظاهرة، وننتظر حاليا نتائج محافظتي شمال الباطنة وجنوب الباطنة.

وأشار إلى أن أهم التحديات التي تواجه الفرق الميدانية العاملة في مشروع المسح الوطني للتنوع البيولوجي هي ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي يفرض عواقب سلبية على مهام الفرق الميدانية من خلال فترات الجفاف التي تؤثر على هذه الفرق، بالإضافة إلى تعرضها لضربات الشمس، خاصة خلال فترات الجفاف. موسم الصيف حيث تصل درجات الحرارة إلى أطراف 50 درجة مئوية، بالإضافة إلى صعوبة التضاريس مما يشكل عائقاً أمام فريق المشروع للقيام بأعمال المسح، حيث نحتاج إلى السير لمسافات طويلة في بعض المناطق للوصول إلى ومسح الساحات في سلسلة جبال الحجر وجبال محافظة ظفار، فضلا عن انقطاع شبكات الاتصالات في المناطق النائية. وأوضح أن العمل الميداني في مشروع المسح الوطني للتنوع البيولوجي يشكل 50% من إجمالي المشروع فيما تتوزع الـ50% الأخرى على الجوانب الإدارية والعلمية للمشروع الذي يهدف إلى تحسين مؤشر الأداء البيئي لسلطنة عمان في مجال الموائل والتنوع البيولوجي، وتحقيق الأهداف والبرامج الاستراتيجية لرؤية عمان 2040. بناء قاعدة بيانات شاملة للتنوع البيولوجي، ونشر وتوثيق مفردات التنوع البيولوجي وإبرازه ضمن الموارد الطبيعية المستدامة، بالإضافة إلى تحديث مناطق توزيع الأنواع والتغيرات التي قلصت مواقعها، وبناء خرائط لإمكانيات بقائها على أساس بيولوجي و القراءات الفيزيائية، والحصول على إحصائيات للأعداد التقريبية للأنواع وفق منهج علمي واضح. دقة وتحديد أولويات برامج الحفظ والحماية والمناطق ذات الأولوية القصوى وفقًا لنتائج المسح.

وأكد أن الساحات التي تم مسحها في المشروع بلغت 804 مربعات في 9 محافظات مختلفة بمساحة تقدر بـ 32900 كيلومتر مربع، بمتوسط ​​88 يوم عمل ميداني، ونتيجة لذلك تم تركيب 683 كاميرا مصيدة بمشاركة 181 العاملين في هيئة البيئة، وتم توثيق 80 نوعا خلال فترة العمل هذه. مجال.

وأوضح أن المشروع يستهدف تركيب كاميرات مراقبة بمساحة 2592 مترًا مربعًا في مختلف المحافظات على مستويات المسح الجبلية والسهلية والصحراوية. تقوم كاميرا المصيدة بالتسجيل والمراقبة لمدة 6 أشهر في كل موقع، على أن يتم فحصها شهرياً بشكل دوري. وسيستمر العمل الميداني للمشروع على مدى 3 سنوات، أي حتى نهاية العام. وفي عام 2024م بدأت أعمال المسح باستخدام تقنية مصيدة الكاميرا بالإضافة إلى المسوحات الميدانية لمواقع المشروع من خلال مجموعة من المتخصصين الموزعين ضمن الفريق الرئيسي والفرق الميدانية في كل قطاع.