المفوض العام للأونروا: لاجئو فلسطين يشهدون اليوم أكبر مأساة منذ النكبة
المفوض العام للأونروا: لاجئو فلسطين يشهدون اليوم أكبر مأساة منذ النكبة
وأمام اجتماع اللجنة الاستشارية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) الذي عُقد بمقر الأمم المتحدة في جنيف، قال المفوض العام فيليب لازاريني إن سكان غزة يعيشون في الجحيم وكابوس لا يستطيعون الاستيقاظ منه.
وقال “شهدنا خلال الأشهر التسعة الماضية فشلا غير مسبوق للإنسانية” في منطقة اتسمت بعقود من العنف. وأضاف أن الفلسطينيين والإسرائيليين عانوا بشدة وتكبدوا خسائر فادحة وأن غزة قد تم تدميرها.
وإلى جانب ما يحدث في غزة، “تتكشف مأساة أخرى في الضفة الغربية” كما قال لازاريني مشيرا إلى مقتل أكثر من 500 شخص منذ تشرين الأول/أكتوبر. وذكر المسؤول الأممي أن الهجمات اليومية من المستوطنين الإسرائيليين والتوغلات العسكرية وتدمير المنازل والبنية الأساسية الحيوية، كلها جزء من نظام قوي للفصل والقمع.
وتحول المفوض العام لوكالة الأونروا إلى الحديث عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وقال إن الاشتباكات تتصاعد وتهدد بنشوب حرب شاملة. وقال إن الملايين من لاجئي فلسطين في الأرض الفلسطينية المحتلة ولبنان وسوريا والأردن يشعرون بالقلق والخوف.
وأضاف لازاريني: “يعيش معظم اللاجئين في مخيمات على مدى أجيال في ظل الحقوق المحدودة في كثير من الأحيان، والفقر المدقع، بانتظار حل سياسي ينهي محنتهم. اليوم يشهدون أكبر مأساة فلسطينية منذ النكبة. وكما فعلوا على مدى 75 عاما، فإنهم يتطلعون إلى الأونروا للحماية وإعمال حقوق الإنسان الأساسية”.
وتحدث لازاريني عن الدور المهم الذي تقوم به الأونروا وقال إنها كانت دافعا للتنمية البشرية للاجئي فلسطين منذ إنشائها، ووفرت خدمات التعليم والصحة والحماية والمساعدة في ظل غياب وجود دولة كاملة.
الهجوم على الأونروا
وقال إن الوكالة تتعرض اليوم لهجمات متواصلة وإنها دفعت ثمنا باهظا في غزة إذ قُتل 193 من موظفيها ودُمرت أو تضررت أكثر من 180 من منشآتها مما أدى إلى مقتل 500 شخص على الأقل كانوا يسعون للحصول على حماية الأمم المتحدة.
وأضاف أن موظفي الأونروا اُحتجزوا مع غيرهم من سكان غزة، من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، وأفادوا بتعرضهم لإساءة المعاملة والتعذيب. وذكر أن منشآت الوكالة اُستخدمت لأغراض عسكرية من إسرائيل وحماس وجماعات فلسطينية أخرى. كما تعرضت قوافلها للهجوم على الرغم من تنسيق تحركها مع السلطات الإسرائيلية كما قال المفوض العام.
وفي الضفة الغربية، تتقلص مساحة عمل الأونروا، وفق لازاريني. وقال إن قوات الأمن الإسرائيلية انتشرت داخل بعض مؤسسات الأونروا أثناء عمليات عسكرية في مخيمات اللاجئين، كما فُرضت تدابير تعسفية من إسرائيل تحد بشدة وجود وتحرك موظفي الوكالة.
وقال: “بشكل متزايد وصلت الاحتجاجات العنيفة خارج مقرنا في القدس الشرقية مؤخرا إلى هجمات بإشعال النيران“.
وتحدث عن “جهود متضافرة” لتفكيك الأونروا بهدف تغيير المعايير السياسية القائمة للسلام في الأرض الفلسطينية المحتلة. وقال إن الوكالة تُستهدف بسبب دورها في الحفاظ على حقوق لاجئي فلسطين ولأنها تجسد الالتزام الدولي بالحل السياسي.
وحث أعضاء اللجنة الاستشارية على الحفاظ على دور الأونروا الحيوي، وشدد على ضرورة توسيع نطاق وتعزيز تقديم الخدمات للاجئي فلسطين. وطلب دعم الأعضاء في تنفيذ توصيات تقرير مجموعة المراجعة المستقلة لوكالة الأونروا برئاسة كاترين كولونا.
وقال لازاريني إن الضغوط التي تتعرض لها الأونروا اليوم أكبر من أي وقت مضى، وإنها ستنهار إذا استمر الوضع الحالي ليدفع ملايين الأطفال والنساء والرجال الضعفاء ثمنا باهظا.
اللجنة الاستشارية
أنشئت اللجنة عام 1949 لتقديم النصح ومساعدة المفوض العام للأونروا في تنفيذ مهام ولاية الوكالة. وعند تأسيسها، كانت اللجنة مؤلفة من خمسة أعضاء، وهي اليوم تضم في عضويتها 25 عضوا وثلاثة أعضاء مراقبين. وتجتمع اللجنة الاستشارية مرتين سنويا لمناقشة القضايا التي تهم الأونروا.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un