فن ومشاهير

الفن يواجه الفتن.. بناء الوعي في مواجهة الإرهاب

لا يمكن لأي دولة أن تواجه الإرهاب بمفردها دون مشاركة الجمهور في حرب المواجهة، وهنا يأتي دور الفن الذي أصبح لا يمكن إنكاره في تأثير هذه المعركة، بل إن تأثيره فاق الخيال، وقد رأينا ذلك على مدى السنوات الماضية من خلال أولئك الذين يتسمون بالصدق في الأعمال التي يقدمونها، والتي ساهمت في دعم القضايا في مواجهة الإرهاب.

 

ومن واجب رواد الفن في مصر تجاه مجتمعهم أن يدخلوا هذه الساحة ويلعبوا دورا كبيرا في بناء الوعي لدى المتلقي وكشف العديد من الزوايا التي يتجاهلها ويغفل عنها أغلب المتابعين، فمن واجبهم أن يشاركوا في معركة مواجهة الإرهاب المواطن العادي في الشارع، من خلال اختيار المحتوى الإيجابي للمساهمة في مواجهة خطاب المتطرفين، والارتقاء بفكرهم، واستغلال اهتمام الجمهور بمشاهدة المسلسلات والأفلام، وقراءة الروايات، والاطلاع عليها عبر هذه البوابة لتقريب الحقيقة، فمن منا لا يدرك قوة تأثير الفنون في صورتها الإيجابية المؤثرة.

تلعب الفنون بكافة أشكالها دورًا مهمًا في تشكيل الوعي المجتمعي لدى الجمهور، سواء كان الدور سلبيًا أم إيجابيًا. إن الفنون سلاح ذو حدين، وهنا نركز على الحافة الإيجابية ويمكننا القول أن هذا يضع مسؤولية العاملين في تلك الصناعة على عاتقهم. في اختيار ما يتلقاه الجمهور من سينما أو تلفزيون أو غيرهما.

فن وعي يطمح إليه المتلقي، ظهر بوضوح في الجزء الثاني من مسلسل الاختيار، الذي ركز على حوادث عاشها الجمهور مع المتطرفين، فجسدها المسلسل بإتقان تام، وجسد الواقع ونقله إلى الجمهور وبصراحة كان النجاح حقيقيا، وهنا يرى الناقد الفني طارق الشناوي أن مسلسل “الاختيار” وجدان خاطب الجمهور بطريقة صحيحة، خاصة في جزئه الثاني، لافتا إلى أنه على الرغم من أن "خيار" وهو ليس أول عمل فني يتحدث عن الإرهاب، وسبقته أعمال كثيرة، لكن الفارق أن فريق «الاختيار» عمل عليه. لقد اجتهد وكان هناك توازن بين الشريط الذي رأيناه بأعيننا والخيال الذي قدمه ومزجهما معًا، مضيفًا: “صدقه الجمهور وهذا نوع من البناء الفني الذي تم صنعه بشكل جيد وبالتالي وصلت إلى الجمهور واستقبلت عاطفيا للغاية.

أكد الفنان عبد العزيز مخيون أن دور الفنان هذه الأيام هو محاولة توعية الجمهور والناس قدر الإمكان لمواجهة أساليب التضليل والتعتيم، مشيراً إلى أن هناك أساليب توعية كثيرة في الأعمال الفنية، مشدداً على ضرورة أن يعمل الفنان على توعية الناس بكل عزم، مضيفاً: “هذه رسالتنا.. وإذا كانت لدينا رؤية يجب أن نوصلها للناس”.

وأشار مخيون إلى أن الفنان والممثل بشكل خاص يحتاج إلى معلومات ومعرفة غزيرة والقراءة في مختلف فروع المعرفة حتى يعرف كيفية التعامل مع الشخصيات التي يقدمها، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الممثل الذي يفتقر إلى هذه المعرفة وسيتعامل مع شخصياته بشكل سطحي، مضيفًا: “لكن هناك بعض الممثلين في الجيل الذي سبقنا لم يكن لديهم هذا القدر من الثقافة والمعرفة، ولكن كانت لديهم موهبة غير عادية مكنتهم من الدخول إلى أعماق الشخصية. “

أما الصحافي سليمان جودة فقال إن الفن الحقيقي هو الذي يرسخ الأخلاق الحميدة ويدعم القيم لدى الأجيال الجديدة، مؤكداً أن الوعي لن يزرع لدى الناس إلا من خلال رسائل صادقة ينقلها الفن ليقول للجمهور ما حدث وما يجب عليك فعله.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
أهلاً! كيف يمكننا مساعدتك؟