مصر

العلم طريق الرقي والتقدم للأفراد والمجتمعات

ألقيت خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، فضيلة الأستاذ الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على النشاط الديني والعلمي بالجامع الأزهر، وكان موضوعها “آداب طلب العلم”.

 

< p>وقال فضيلة الدكتور عبد المنعم فؤاد إن الإسلام فوق منزلة العلم والعلماء، ويتجلى ذلك من خلال المكانة الرفيعة التي منحهم الله تعالى إياها في قوله تعالى: “”شهد الله أن لا إله إلا هو”” الملائكة وأولوا العلم قائمين بالقسط». ﴾، وقد كان للعلماء شرف ذكرهم حتى بجوار الملائكة، مما يدل على عظم قيمتهم ومكانتهم. وذكر العلماء إلى جانب الملائكة دليل عظيم على قيمة العلماء ومكانتهم. وفي الآية الكريمة يشهد الله تعالى بوحدانيته، وهي شهادة يقين بأن لا إله إلا هو. ثم تأتي شهادة الملائكة بالوحدانية. والأهم من ذلك هو شهادة النفس للذات. والثانية شهادة الملائكة وهي شهادة المشهد. ثم يأتي دور أصحاب العلم ليصطفوا في صفوف الملائكة بشهادة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.

 

وأضاف المشرف على أروقة الأزهر: إن مكانة العلماء في الإسلام استثنائية وفريدة، فقد نالوا تقديراً عظيماً من الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ففي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة آيات وأحاديث متوالية تمدح بفضل العلم والعلماء، وتؤكد على دورهم المحوري في بناء المجتمع وتوجيهه نحو الخير والهداية، وفي الإسلام لم يتوقف الأمر عند التكريمات اللفظية، بل أعطى الإسلام للمعرفة مكانة عملية ملموسة، فجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم، وجعل العلم مفتاحاً لقيادة المسلمين وتولي أمرهم، وهو ما اتخذته الحضارة الإسلامية منطلقاً لتقدمها ونهضتها، وقد وردت في القرآن الكريم مشاهد قرآنية عظيمة، ومنها ما ورد في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر، حيث انطلق موسى عليه السلام في رحلة طويلة في طلب العلم بعد أن أخبره ربه أن هناك من هو أعلم منه. فذهب موسى عليه السلام إلى مجمع البحرين وقابل الخضر عليه السلام ودار بينهما حوار يوضح آداب طالب العلم وما ينبغي أن يتأدب به في حضرة أستاذه ويدل على عبادة طلبة العلم ما جاء في كتاب الله واقتداء برسل الله تبارك وتعالى في ذلك؛ قال له موسى في حواره: (قَالَ لَهُ مُوسَى أَلاَ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشِيدًا) والمتكلم هنا هو موسى عليه السلام كلمة الله الذي ضرب بعصاه البحر فانشق نصفين يقول أنه يريد أن يجد جلسة تعلم مع معلم وأستاذ آتاه الله علمًا من عنده قال موسى: (أَلَاَ أَتَّبَعُكَ) السؤال هنا فيه اللطف والجمال والحياء والحياء، لأنه يعلم أنه طالب في هذه الحالة بمكانة أستاذه وهو الخضر عليه السلام، فقوله (فإني اتبعتك) يدل على أن طالب العلم إذا أراد أن يأخذ العلم من أستاذه فلابد أن يتخلى أولا عن إرادته وشخصيته، فكان عزمه وكل ما يتعلق به أن يقف متعلما أمام أستاذه، وهنا وقف الأستاذ الذي عرف مكانته ناطقا بالحق، وأن يكون ثابتا على الحق منذ البداية، وأن يكون قاسياً من أجل الحق، ولا يكون قاسياً من أجل الباطل، ولا يخفف من العلم والدين، وقال له: أتريد أن تتبعني، فأنا أعلم أنك معلم ونبي وكذا وكذا، فقال: لن تستطيع معي صبراً أبدا، فإذا عرف المعلم مكانته فقد أدى الأمانة التي عليه، وإذا عرف الطالب مكانته فقد تعلم واستفاد من أستاذه عندما علمه.

 < /p>

وفي ختام الخطبة أشار مشرف القاعات إلى أن كل طالب علم يأتي من كل أنحاء العالم ليكتسب العلم ويتعلم. فيسير على طريق موسى عليه السلام، ويصل إلى منزلة عظيمة يستغفر له فيها من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان. وفي الماء طلب العلم يحتاج إلى السهر والمشقة والتعب والسفر.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
أهلاً! كيف يمكننا مساعدتك؟