أخبار العالم

الحسم في انتخابات إيران… بين «الهيبة» و«الأمل»

في ختام الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة الماضي، بدت إيران بين خيارين متعارضين، حيث تصدر المرشحان الإصلاحيان مسعود بازاشكيان والمحافظ المتشدد سعيد جليلي النتائج، بحصولهما على 42 و38 في المئة من الأصوات، ما أدى إلى تنظيم جولة ثانية الجمعة المقبل، لأن أيا منهما لم يتمكن من الحصول على أكثر من نصف الأصوات المطلوبة للفوز في الجولة الأولى.

ولم تعرف “الجمهورية الإسلامية” هذا السيناريو إلا مرة واحدة منذ تأسيسها قبل 45 عاماً، وتحديداً في عام 2005 عندما واجه الرئيسان السابقان علي أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمود أحمدي نجاد في الانتخابات التي شهدت فوز الأخير.

ولعل أبرز ما في التصويت، الذي تم تمديده عدة مرات مساء الجمعة، هو انخفاض نسبة المشاركة التي لم تتجاوز 40 بالمئة، وهي الأدنى منذ عام 1979. ودعي نحو 61 مليون ناخب للمشاركة في الانتخابات التي جرت على عجل. نُظمت بعد مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في 19 مايو/أيار. ومع ذلك، أدلى 24.54 مليون ناخب فقط بأصواتهم، على الرغم من دعوة المرشد الأعلى علي خامنئي للمشاركة، مؤكدا أن “الإقبال الكبير هو ضرورة مطلقة”.

ويذكر أن موافقة مجلس صيانة الدستور على ترشيح بازشكيان كممثل وحيد للتيار المعتدل والإصلاحي، كانت تهدف في المقام الأول إلى زيادة نسبة المشاركة، حيث أن الانتخابات البرلمانية وانتخابات الخبراء الأخيرة التي أجريت في مارس/آذار الماضي لم تسجل سوى 41 بالمئة من الأصوات، بسبب استبعاد الإصلاحيين والإصلاحيين. المرشحين المعتدلين.

لكن يبدو أن ما حدث قد حدث عكس ذلك، لأن النسبة انخفضت ولم ترتفع، وهو ما يطرح تساؤلات كبرى، ويجعل نسبة المشاركة في الجولة الثانية محط الاهتمام الأساسي، بغض النظر عن هوية الفائز.

وستكون المواجهة بين مرشحين مختلفين تماما في التوجهات والبرامج.

وحتى قبل إعلان النتائج، لخصت الصحف الإيرانية المشهد. ونشرت صحيفة “سازاندكي” الإصلاحية على صفحتها الأولى صورة لبازاشكيان بعنوان “يحيا الأمل”، فيما دعت صحيفة “إيران” الحكومية إلى “التصويت لهيبة إيران”، في إشارة إلى دعم جليلي.

في حين يدعو بازيشكيان إلى سياسة اجتماعية أكثر تسامحا وانفتاحا أكبر على الغرب، يدعو سعيد جليلي إلى اتباع نهج متشدد تجاه الغرب.

5 مفارقات

1- يتقدم بازشكيان وجليلي بفارق كبير على رئيس المجلس المحافظ محمد باقر قاليباف الذي حصل على 3.38 مليون صوت، فيما حصل مصطفى بور محمدي، رجل الدين الوحيد بين المرشحين، على 206397 صوتا فقط.

2- كانت نسبة المشاركة هي الأدنى منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية.

3- اختار التيار الأصولي (المحافظة) دعم جليلي بدلاً من قاليباف، وهو ما يعكس الثقة التي يتمتع بها لدى المرشد الأعلى ودوائر الحرس الثوري.

4- إن وصول جليلي إلى الرئاسة قد يقلل من فرص تحسين العلاقات مع الغرب، في حين من المرجح أن يؤدي وصول بازيشكيان إلى الرئاسة إلى تقارب أكبر مع الغرب.

5- فقد بازشكيان زوجته وأحد أبنائه في حادث مروري عام 1994. وعمل على تربية ولديه وابنته الباقين على قيد الحياة بمفرده وفضل عدم الزواج مرة أخرى، بينما فقد جليلي ساقه اليمنى في قتال الثمانينات أثناء الحرب. الحرب العراقية الإيرانية.

 

 للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
أهلاً! كيف يمكننا مساعدتك؟