ملخص الأخبار

التقوى في السفر.. وصايا نبوية وتوجيهات تربوية

القاهرة: «خليجيون 24» 

تصدر خبر، التقوى في السفر.. وصايا نبوية وتوجيهات تربوية،  عناوين وسائل الإعلام اليوم. إليكم أهم ما ورد في الخبر:

لا يكاد يُذكر الصيف إلا وتتوالى على الأذهان أفكار الرحلات السياحية وحجوزات الطيران وأجواء السفر، ففصل الصيف يجذب الجميع، من كبار وصغار، ليخططوا لرحلاتهم، ومع انتشار هذه العادة، يجب أن نلتزم بالضوابط الشرعية والاجتماعية والمادية لضمان تحقيق الراحة والاستفادة المثلى من فرص السفر. فماذا يقول المتخصصون؟

السفر باعتدال

يقول الداعية سلمان: إن السفر يُعتبر فرصة لجمع شمل الأسرة، مما يتيح لرب الأسرة توجيه وتربية أبنائه بشكل غير مباشر من خلال المواقف التي يمرون بها خلال الرحلة، هذا التفاعل يزيد من الألفة والمعرفة بين أفراد الأسرة.

وبين مندني أن المواطن المسافر يمثل بلده ودينه قبل كل شيء، فهو محط أنظار الناس في الخارج، مما يتطلب منه أن يقدم صورة إيجابية من خلال سلوكه وأخلاقه وتعاملاته.

وأضاف مندني: يُعتبر المسافر سفيرًا غير رسمي يعكس مدى انتمائه لدينه ووطنه، ومن جهة أخرى، يوفر السفر فرصة طيبة لإشباع حاجات النفس بالترويح والأنس والسعادة ضمن إطار الإيمان والروحانية، حيث يمكن للمسافر أن يتمتع بإيمانه مع أفراد أسرته ويُدخل السرور عليهم.

وحول التدابير المادية، يقول مندني: إن رب الأسرة هو الأعلم بإمكاناته المادية، فيجب أن ينفق في السفر باعتدال، فلا تقتير ولا تبذير، يُنصح باختيار السفر الذي يكون أقل تكلفة ويتناسب مع الإمكانات، لأن الغرض هو الترويح والاستمتاع وليس الإنفاق بما لا يُطاق.

ودعا مندني المسلم إلى اختيار رحلات قصيرة ومفيدة تجدد النشاط وتزيد من الهمة والقدرة على العمل والإنجاز، مشددًا على ضرورة شكر الله على نعمة المال والرزق بعدم استغلالها في المعاصي.

وأكد أن على المسلم أن يذكر دائماً أن هناك من يعاني من ضيق ذات اليد وانشغال الوقت بأعمال وطلب الرزق، وبالتالي يجب أن يشكر الله على نعمه بالالتزام بالسلوك الحسن وتجنب المحرمات.

وأوضح أن السفر يمكن أن يكون وسيلة للتعلم والتزود بالمعرفة والراحة والتقوى، من خلال التأمل في جمال الطبيعة والتفاعل مع مختلف الثقافات والحياة المتنوعة التي يواجهها المسافر.

التخطيط السليم

من جانبه، يؤكد أستاذ علم النفس د. عدنان الشطي أن التخطيط السليم والمسبق للسفر يسهم بشكل كبير في تحقيق غاية الترويح عن النفس.

وقال الشطي: يجب أن يشمل التخطيط اختيار الوجهة المناسبة وتقدير التكلفة المالية وفق الإمكانيات، بهدف تحقيق فرصة مناسبة لجمع شمل الأسرة وإشاعة روح السعادة بين أفرادها.

وأضاف د. الشطي أن وضع هدف للسفر ينعكس إيجابًا على المسافر نفسه، حيث يجعل منه فردًا فعالًا في المجتمع، السفر يتيح الاحتكاك بالثقافات الأخرى والتعرف على عادات جديدة، مما يعزز من نمو الشخصية.

وأشار الشطي إلى أن السفر يمكن أن يكون عبادة عند زيارة الأماكن الطبيعية والتأمل في بديع صنع الله، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم إن دعاء المسافر مستجاب.

وأكد د. الشطي أن مدة السفر يمكن أن تكون قصيرة أو طويلة، والأهم هو مدى الاستفادة من الرحلة، يجب على المسافر أن يتذكر دائمًا أنه سيعود إلى بلده، وأن سلوكه يعكس صورة وطنه ودينه، كما أن السفر يُعد فرصة مناسبة لجمع شمل الأسرة وقضاء وقت ممتع مع الأبناء في ظل انشغالات الحياة اليومية.

واختتم د. الشطي بالتأكيد على ضرورة السفر وفق الإمكانات المتاحة دون تحميل النفس فوق طاقتها، محذرًا من الاستدانة لأجل السفر، لأن ذلك يفقد الرحلة متعتها عندما يعود المسافر ليجد نفسه محاصرًا بالديون، مبيناً أن من أهم فوائد السفر هي الترويح عن النفس والاستمتاع بالوقت.

النفس تحتاج إلى الترويح

قال أستاذ الشريعة د. عيسى الظفيري: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أريد السفر فزودني، فقال: زودك الله التقوى. (رواه الترمذي).

وأوضح د. الظفيري أن النفس تحتاج إلى الترويح والاستجمام ضمن حدود ما أباحه الله من الطيبات، لتنشيط الطاعات وتجديد الحيوية.

وأشار إلى أن السفر المباح هو إحد صور الترويح، ففي الحديث، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم المسافر بالتقوى، وهي جامعة لكل الفضائل، يقول عبدالله بن مسعود: «تقوى الله أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر».

وأكد د. الظفيري أهمية النية الصالحة عند السفر، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى».

وأشار إلى أهمية مصاحبة الرفيق الصالح، قائلاً: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»، وأكد ضرورة المحافظة على الصلاة خلال السفر، مشيراً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة».

وشدد د. الظفيري على أهمية الحرص على المأكل والمشرب الحلال، وعلى احتشام المرأة في اللباس، وعدم سفرها دون محرم.

واختتم بالتأكيد على مراقبة الله في كل زمان ومكان، مستشهداً بقول الله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد: 4).

.

تم نشر الخبر اعلاه علي : https://mugtama.com/01/334978/ 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
أهلاً! كيف يمكننا مساعدتك؟