تراجع نشاط التصنيع الأوروبي في يونيو: استطلاعات

لندن/طوكيو: أظهرت مسوحات أن نشاط الصناعات التحويلية في أوروبا تعرض لانتكاسة الشهر الماضي، لكن المصانع الآسيوية تمتعت بزخم قوي، مما يمنح صناع السياسات بعض الأمل في أن تتمكن المنطقة من تحمل الضربة الناجمة عن ضعف الطلب الصيني. وكان الانكماش في أوروبا واسع النطاق، وكانت إيطاليا اللاعب الكبير الوحيد الذي لم يشهد انخفاضاً في مؤشر مديري المشتريات (PMI) على الرغم من قيام الشركات المصنعة بتخفيض الأسعار إلى حد كبير.

انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي النهائي لـ HCOB في منطقة اليورو، والذي جمعته S&P Global، إلى 45.8 في يونيو من 47.3 في مايو. لقد كان أقل من علامة 50 التي تفصل بين النمو والانكماش لمدة عامين. “ما يبدو وكأنه براعم الانتعاش الخضراء يبدو أنه يتضاءل. وقال جورج موران، من بنك نومورا: “لا يمكننا أن نعتبر التعافي أمرا مفروغا منه”.

وشهد قطاع التصنيع في ألمانيا، الذي يمثل نحو خمس أكبر اقتصاد في أوروبا، تراجعاً، في حين تعمق الركود في قطاع التصنيع في فرنسا. وحقق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا فوزاً تاريخياً في الانتخابات البرلمانية يوم الأحد، الأمر الذي أثار مخاطر اندلاع أزمة في منطقة اليورو حتى في الوقت الذي سارعت فيه أحزاب سياسية أخرى إلى بناء جبهة موحدة لمنع وصول الحزب إلى السلطة.

وفي بريطانيا، التي تجري انتخابات وطنية يوم الخميس، تراجع نمو قطاع التصنيع في يونيو/حزيران من أعلى مستوى في 22 شهرا المسجل في مايو/أيار، حيث أدى التعطيل المستمر للشحن في البحر الأحمر إلى انخفاض الطلب من العملاء في الخارج. وانخفض مؤشر منطقة اليورو الذي يقيس الإنتاج، والذي يغذي مؤشر مديري المشتريات المركب المقرر صدوره يوم الأربعاء والذي يُنظر إليه على أنه مقياس جيد للصحة الاقتصادية، من 49.3 في مايو إلى أدنى مستوى في ستة أشهر عند 46.1، وإن كان ذلك قبل التقدير الأولي البالغ 46.0.

وانخفض مؤشر الطلبيات الجديدة في الاتحاد النقدي إلى 44.4 من 47.3، على الرغم من قيام المصانع بتخفيض الأسعار للشهر الرابع عشر.

لكن ضغوط التكلفة أثقلت كاهل الشركات المصنعة في دول مثل اليابان، حيث يعمل ضعف الين على تعزيز السعر الذي تدفعه الشركات مقابل واردات الوقود والمواد الخام. وارتفع مؤشر كايكسين/إس آند بي جلوبال لمديري المشتريات في قطاع التصنيع في الصين إلى 51.8 في يونيو/حزيران من 51.7. وسجل المؤشر أسرع وتيرة في أكثر من ثلاث سنوات وتجاوز توقعات السوق التي بلغت 51.2. وجاءت قراءة القطاع الخاص في أعقاب بيانات رسمية لمديري المشتريات صدرت يوم الأحد وأظهرت أن نشاط التصنيع في الصين انخفض للشهر الثاني في يونيو/حزيران وانخفض نشاط الخدمات إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر.

وتظهر المسوحات كيف تعمل الشركات الصينية على زيادة الإنتاج على الرغم من ضعف الطلب المحلي، والذي فشلت بكين في عكسه من خلال حزمة إنقاذ لقطاع العقارات المتعثر.

وفي إشارة إلى استفادة آسيا من الطلب العالمي القوي، أظهر مؤشر مديري المشتريات في كوريا الجنوبية تسارع نمو نشاط المصانع في يونيو حزيران إلى أسرع معدل في 26 شهرا بفضل ارتفاع الطلبات الجديدة. وأظهرت مسوحات أخرى أن نشاط المصانع توسع في يونيو حزيران بوتيرة أسرع من مايو أيار في فيتنام وتايوان. وقال جو هايز كبير الاقتصاديين في ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتليجنس عن نشاط المصانع في كوريا الجنوبية “شهر آخر قوي من البيانات يوفر دليلا إضافيا على أن النشاط الصناعي العالمي والتجارة آخذان في التعافي”.

“يُنظر إليها على أنها رائدة للصادرات بسبب اندماجها في سلاسل التوريد للسلع الوسيطة الرئيسية مثل البطاريات وأشباه الموصلات، وغالبًا ما يوفر إنتاج التصنيع والطلبات في كوريا الجنوبية إشارات رائدة للاتجاهات على نطاق أوسع”.

توسع نشاط المصانع في اليابان في يونيو/حزيران، ولكن بوتيرة أبطأ من مايو/أيار، حيث عانت الشركات من ارتفاع التكاليف بسبب ضعف الين. وبلغ مؤشر مديري المشتريات التصنيعي النهائي لبنك أو جيبون اليابان 50.0، وهو ما يمثل نقطة التعادل، بعد تحسن قصير إلى 50.4 في مايو/أيار.

ارتفع مؤشر مديري المشتريات الذي يقيس توقعات الإنتاج المستقبلية للشركات اليابانية إلى أعلى مستوى في ستة أشهر بفضل توقعات أفضل في الأمد المتوسط ​​لقطاعي السيارات والرقائق. وانتعش النشاط في قطاع التصنيع في الهند الشهر الماضي مع زيادة الإنتاج بفضل الطلب القوي، مما أدى إلى أسرع معدل توظيف في أكثر من 19 عامًا. — رويترز