حلقةُ عمل إقليمية حول ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي في منطقتي آسيا والشرق الأوسط

انطلقت اليوم في مسقط أعمال الورشة الإقليمية الأولى لميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي في آسيا والشرق الأوسط، والتي تنظمها جامعة التقنية والعلوم التطبيقية ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وتستمر لمدة يومين.

وتأتي الدورة في ظل الاهتمام العالمي المتزايد بمجال الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات استخدامه، وهو الالتزام الذي يعكسه الخطط التنفيذية والبرامج والمبادرات الاستراتيجية. ومن أبرز المبادرات التي تقودها الإيسيسكو إعداد ميثاق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي، تنفيذاً لقرار المجلس التنفيذي للإيسيسكو في دورته الثالثة والأربعين، المنعقدة في ديسمبر 2022 بالمملكة المغربية، حيث أسندت الدول الأعضاء بالإجماع مهمة صياغة ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي إلى الإدارة العامة للمنظمة.

رعى افتتاح الورشة معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040.

وقال معالي الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية إن هذه الدورة الإقليمية تمثل تقدماً كبيراً في عملية التشاور الجارية للميثاق، وبعد جلسة معايرة أولية في مقر “إيسيسكو” لاعتماد ثقافة التعاون وتبادل الخبرات ووجهات النظر المتنوعة بين المشاركين في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأضاف معاليه في كلمته أن الدورة التي تستمر يومين ستستعرض عدداً من التجارب الناجحة لصقل منهجها والمساهمة في إرساء إطار قوي لأخلاقيات وحوكمة الذكاء الاصطناعي في منطقتي آسيا والشرق الأوسط، من خلال توجيه الحوار نحو أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون الإقليمي وتطوير المبادئ التوجيهية الأخلاقية.

وأشار معاليه إلى أن هذا الميثاق سيمثل أهم مخرجات كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي الذي أنشئ هذا العام وتستضيفه جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية، لدعم الجهود المبذولة لمعالجة القضايا الأخلاقية التي تنشأ جنباً إلى جنب مع ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية، الأمر الذي من شأنه دعم البحث العلمي والابتكار في هذا المجال وتوطين ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي في كافة القطاعات، وخاصة القطاعين الصناعي والإنتاجي، مما يسهم في تعزيز مخرجات البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي، والبرنامج التنفيذي للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المتقدمة، ومخرجات الجامعة في برنامج علوم البيانات والذكاء الاصطناعي.

من جانبه أكد الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) على أهمية هذه الجلسة التي تناقش أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتبادل الرؤى والأفكار بين الخبراء في المجال في العالم بشأن أهم المحاور التي ينبغي أن يتضمنها الميثاق الذي تعمل الإيسيسكو على صياغته بمشاركة خبراء من العالم الإسلامي وخارجه.

وفي كلمته، أوضح أن الجلسة هي أول نشاط لكرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية، مشيرا إلى أن المنظمة تولي أهمية كبيرة، في ضوء رؤيتها وتوجهاتها الاستراتيجية، للجوانب الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، وضرورة وجود إطار تنظيمي للقيم الإنسانية يحكم بحوث الذكاء الاصطناعي ويحفظ حقوق الأفراد وسرية بياناتهم الشخصية.

وتضمنت جلسة اليوم جلسات نقاشية حول “الرؤى الإقليمية: وجهات النظر حول الذكاء الاصطناعي في منطقتي آسيا والشرق الأوسط”، فيما ستعقد ورش عمل تطبيقية بين المجموعات غداً الأربعاء لتقديم مقترحات حول الأخلاقيات والحوكمة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ومن ثم العمل على صياغة وثيقة ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي.

ويشارك في الجلسة ممثلو المنظمات والخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والمهتمين في مجال التكنولوجيا الجديدة والمجتمع المدني وطلبة الدكتوراه من الدول الأعضاء في الإيسيسكو في المنطقة وممثلي الشركات المساهمة في تطوير الذكاء الاصطناعي.