محكمة كمبودية تسجن ناشطين بتهمة التآمر ضد الحكومة

أصدرت محكمة كمبودية أحكاما بالسجن تصل إلى ثماني سنوات على 10 ناشطين في جماعة “الأم الطبيعة” البيئية بتهمة التآمر ضد الحكومة وإهانة الملك، حسبما قال مؤسس الجماعة ومحاميه يوم الثلاثاء.

ويأتي الحكم وسط مخاوف متزايدة بشأن حرية التعبير في كمبوديا في عهد رئيس الوزراء هون مانيت، الذي تولى السلطة العام الماضي بعد حكم والده هون سين الذي استمر عقودا من الزمان.

تم اعتقال خمسة متهمين ينتمون إلى المجموعة التي وصفت القضية بأنها ذات دوافع سياسية خارج المحكمة في بنوم بنه فور صدور الحكم، بينما كان أنصارهم يرتدون اللون الأبيض ويحملون لافتات كتب عليها “العدالة ماتت”.

وأكد محامي المجموعة سام تشومريون الأحكام الصادرة بحق النشطاء العشرة.

وقال مؤسس المجموعة أليخاندرو جونزاليس ديفيدسون تعليقا على قرار المحكمة: “هذا النظام ليس منفصلا عن الواقع فحسب، بل أظهر لنا أيضا مدى اللاإنسانية والقسوة التي يمكن أن يمارسها تجاه أولئك الذين يجرؤون على الدفاع عن ما هو صحيح”.

“ولكن هذا لن يذهب سدى، فاليوم تم خلق جيل جديد من الناشطين”.

وقال جونزاليس ديفيدسون، وهو مواطن إسباني، لرويترز إنه كان أحد ثلاثة ناشطين أدينوا بانتهاك قانون الإساءة إلى الذات الملكية في كمبوديا وحكم عليهم بالسجن ثماني سنوات.

وأضاف جونزاليس ديفيدسون، الذي صدر الحكم عليه غيابيا بعد ترحيله من كمبوديا قبل نحو عقد من الزمان، أن سبعة أشخاص تلقوا أحكاما بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة التآمر ضد الحكومة.

ولم يتسن على الفور الوصول إلى المتحدث باسم المحكمة والحكومة للتعليق.

ونفت الحكومة في وقت سابق أن تكون المحاكمة ذات دوافع سياسية، قائلة إنها لم تحاكم المنتقدين، بل فقط أولئك الذين يرتكبون الجرائم.

تكافح الطبيعة الأم منذ فترة طويلة ضد تدمير البيئة في كمبوديا، وتسلط الضوء على إزالة الغابات واستخراج الرمال بشكل غير قانوني والفساد في مشاريع التنمية.

وقال جونزاليس ديفيدسون إن اتهامات التآمر ضد الدولة لم يتم توضيحها في المحكمة، لكن تم القبض على ثلاثة أعضاء بعد توثيق تسرب مشتبه به للتلوث إلى نهر تونلي ساب في بنوم بنه، العاصمة، في عام 2021.

وتتعلق تهم الإساءة إلى الذات الملكية باجتماع داخلي عبر تطبيق زووم حول الرسوم الكاريكاتورية السياسية التي تم تسريبها.

وفي بيان قبل صدور القرار، حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك من أن هون مانيت، مثل والده، يبدو عازماً على إسكات الانتقادات للحكومة.

وفي عهد هون سين، تم تفكيك المعارضة بالكامل تقريبا، وتم إغلاق وسائل الإعلام المستقلة وسجن العشرات من الناشطين.