وردة الجزائرية.. مسيرة طرب عابرة للأجيال
تعتبر الفنانة الجزائرية وردة من الفنانين القلائل الذين كانت لهم تجربة ومسيرة غنائية تتخطى الأجيال.
ولدت الفنانة وردة في فرنسا في 22 يوليو 1932 لأب جزائري من قسنطينة هو محمد فتوحي، ووالدتها نفيسة يموت وهي لبنانية من عائلة بيروتية، مارست الغناء في فرنسا، وكانت تقدم أغاني لفنانين مشهورين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ.
أخبار ذات صلة
عادت وردة مع والدتها إلى لبنان، حيث قدمت مجموعة من أغانيها الخاصة، بعد أن أشرف على تعليمها الفنان التونسي الراحل صادق ثريا في نادي والدها في فرنسا، ثم بعد فترة، قدمت فقرة في نادي والدها، قدمت فيها أغانيها الخاصة من تلحين الفنان صادق ثريا.
الإقامة في مصر
وصلت إلى مصر عام 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة، الذي قدمها في أول أدوارها السينمائية في فيلم “ألمظ وعبده الحامولي”، الذي كان بداية إقامتها المؤقتة في القاهرة، وأضيف لها جزء في أوبريت “وطني”.
واعتزلت الغناء لسنوات بعد زواجها من جمال قصري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري، إلى أن طلب منها الرئيس الجزائري هواري بومدين الغناء في الذكرى العاشرة لاستقلال بلادها عام 1972. وبعد ذلك عادت للغناء، لكن زوجها انفصل عنها بعد عشر سنوات من الزواج، توقفت خلالها عن الغناء تماما وتفرغت لعائلتها، وأنجبت منه ولدين هما رياض ووداد.
ولادتها الفنية
وبعد طلاق وردة سافرت إلى القاهرة لتبدأ مشوارها الفني، وتلقت العديد من العروض من كبار الملحنين، ومنهم بليغ حمدي الذي تزوجها، وتم عقد الزواج عام 1972 بعد قصة حب، وقدم لها أجمل الأغاني التي غنتها، وهي القصة الحقيقية للفنانة الكبيرة وردة.
كانت بدايتها الفنية الحقيقية في أغنية “أوقاتي بتيلو” التي قدمتها عام 1979 في حفل حي من لحن سيد مكاوي، وكانت أم كلثوم تنوي تقديم الأغنية عام 1975 لكنها توفيت، وظلت الأغنية مع سيد مكاوي لسنوات حتى غنتها وردة.
فرضت نفسها بقوة في مجال الغناء على المستوى العربي، وتميزت بقدرتها على منافسة أكثر من جيل، سواء من سبقوها مثل أم كلثوم وليلى مراد ونور الهدى وسعاد محمد، أو معاصريها شادية وصباح ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وعلياء التونسية وفيروز، أو خلفائها: عفاف راضي وسميرة سعيد وعزيزة جلال، أو خلفائها ذكرى وأنغام وأصالة وشيرين عبد الوهاب.
أشهر أغانيها
“لعبة الأيام” (1960) من ألحان رياض السنباطي، واستمر بثها طيلة فترة غيابها حتى عادت مرة أخرى عام 1972، وأغنية “اسأل دموعي” من ألحان محمد عبد الوهاب.
“عيون سوداء” (1972) من ألحان بليغ حمدي، “معندش فكرة” (1975) من ألحان حلمي بكر، “أوقاتي بثلو” (1976) من ألحان سيد مكاوي، “في يوم وليلة” (1978) من ألحان محمد عبد الوهاب، “أكدب عليك” (1983) من ألحان محمد الموجي، “قبل النهاردة” (1987) من ألحان عمار الشريعي، “بتونس بيك” (1992) من ألحان صلاح الشرنوبي، “بحر الحب” (1993) من ألحان أمير عبد المجيد، واختتمت بمجموعة “اللي ضاع من عمري” (2011) من ألحان خالد عز. أما آخر أغنيتين سجلتهما فكانتا واحدة بالتعاون مع عبادي الجوهر “زمان ما هو زماني”، والثانية “ما زال الواقف” وهي أغنية وطنية جزائرية. و”يا أهل الهوى”، و”اسمعوني”، و”معندش فكرة”، و”لولا الملامح”، و”وحشتوني”، و”مال واشتكت”، و”في يوم وليلة”، و”الوداع”، و”قلبي سعيد” وغيرها الكثير من الروائع التي قدمتها طوال مسيرتها الفنية التي امتدت 50 عاماً.
أعمالها السينمائية
ألماظ وعبدو الحامولي (1962)، أميرة العرب (1963)، صوت الحب (1973)، حكايتي مع الزمن (1973)، يا ليل يا زمن (1977)، قصة حب لم تكتمل (1980)، لماذا يا دنيا (1994).
كما قدمت في أعمالها المسرحية: الوادي الكبير (1975)، وأوراق الورد (1979)، وحان الوقت (2006)، وفي الأعمال المسرحية: التمر والحناء (1974).
الوردة في الفن السعودي
وفي الليلة الرابعة والأخيرة من مهرجان أوربت الرابع للأغنية العربية في البحرين عام 1999، قدمت وردة الجزائرية أوبريتاً وطنياً بعنوان «سيرة البطل» ضمن مشاركتها في احتفالات السعودية بالذكرى المئوية لتأسيس المملكة، بمشاركة الفنان محمد عبده والفنان هاني شاكر وأصالة نصري.
غنت الفنانة وردة أغنية «موكب الصبر» من كلمات الشاعر الأمير بندر بن فيصل وألحان سامي إحسان عام 1985، وحققت نجاحاً كبيراً عند طرحها.
كما غنت وردة أغنية (مقادير) في برنامج أنتجه الفنان طلال مداح والذي استضاف الشاعر إبراهيم خفاجي، والملحن سراج عمر، والفنانة وردة، والفنانة صباح.
وكان من المقرر أن تتعاون الفنانة الجزائرية وردة والملحن السعودي طلال باقر في أغنية من كلماته وألحانه، لكن ذلك لم يحدث.
في السبعينيات، جمع التلفزيون السعودي وردة الجزائرية وبليغ حمدي وطلال مداح وسراج عمر ودنيا بكر يونس في «سهرة مع فنان» في الأردن، وغنت وردة أغنية «مقادير» لمحمد العبد الله الفيصل وسراج عمر وطلال مداح، بعد أن خُيِّرت بين أغنيتي «أغرب» و«مقادير».
وفي بداية التسعينيات، كانت لها أيضاً تجربة الأغنية السعودية مع الفنان الكبير أبو بكر سالم بلفقيه في ألبوم كامل بعنوان «سيبوه»، ثم عملت مع الشاعر عبدالعزيز أبو مجرّد النجيمي في أغنية من لحن أحمد السنباطي بعنوان «مش هتغير».
ومن بين آخر أغنيتين قمت بتسجيلهما، واحدة كانت دويتو مع عبادي الجوهر بعنوان “زمان ما هو زماني”.
توفيت الفنانة وردة في 17 مايو 2012 بالقاهرة، بعد تاريخ حافل ومسيرة بارزة في الغناء العربي.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر