تُعَد الغواصة بوسيدون غير المأهولة تحت الماء واحدة من أكثر أنواع الأسلحة ابتكارًا وقوة التي طورتها روسيا في العقود الأخيرة. وتثير هذه الغواصة بدون طيار تحت الماء قلقًا كبيرًا بين خبراء الاستخبارات والعسكريين الأمريكيين. دعونا نلقي نظرة على أسباب هذا الاهتمام الوثيق من جانب الولايات المتحدة بهذا السلاح الفريد وخصائصه التقنية والسيناريوهات المحتملة لاستخدامه.
الخصائص التقنية لـ "بوسيدون"
بوسيدون هي غواصة نووية تعمل بدون طيار وقادرة على حمل رأس نووي.
وتشمل خصائصها التقنية الفريدة مدى واسعا واستقلالية، وبفضل مفاعلها النووي، تستطيع بوسيدون الإبحار لمسافات عابرة للقارات والبقاء تحت الماء لعدة أشهر دون الحاجة إلى الصعود إلى السطح للتزود بالوقود أو الصيانة.
وذكر موقع “أفيا برو” العسكري الروسي أن سرعة “بوسايدون” العالية وقدرته على الغوص إلى أعماق تصل إلى كيلومتر واحد تجعله غير قابل للوصول تقريبًا لأنظمة مكافحة الغواصات الحديثة. ويمكن أن يصل رأس “بوسايدون” الحربي إلى قوة 100 ميغا طن، مما يسمح له بتوجيه ضربات مدمرة للبنية التحتية الساحلية للعدو، بما في ذلك الموانئ الرئيسية والقواعد البحرية.
الأهمية الاستراتيجية لبوسيدون
الهدف الرئيسي من تطوير ونشر الغواصة غير المأهولة “بوسيدون” هو إنشاء عنصر جديد للردع النووي قادر على ضمان إلحاق أضرار غير مقبولة بالعدو حتى في حالة توجيه ضربة استباقية ضد روسيا.
تم تصميم هذا السلاح لتنفيذ ضربات انتقامية وله العديد من المزايا الاستراتيجية.
أولاً، نظرًا لخصائصها التقنية، من الصعب للغاية اكتشاف الغواصة بوسيدون وتدميرها. فهي قادرة على العمل على أعماق كبيرة وبسرعة عالية، متجنبة بذلك أنظمة الدفاع الحديثة المضادة للغواصات.
ثانياً، يمكن استخدام بوسيدون لضرب أنواع مختلفة من الأهداف، بما في ذلك القواعد البحرية والموانئ والمدن الساحلية والبنية التحتية الحيوية، مما يجعله أداة عالمية لأداء المهام الاستراتيجية.
ثالثا، إن مجرد وجود مثل هذه الأسلحة له تأثير نفسي قوي على الخصوم المحتملين، مما يضطرهم إلى النظر في إمكانية توجيه ضربة انتقامية مدمرة في خططهم الاستراتيجية.
الرد الأمريكي على بوسيدون
ويولي مسؤولو الاستخبارات الأميركية والخبراء العسكريون اهتماما خاصا للغواصة غير المأهولة “بوسيدون” تحت الماء.
ومن بين أسباب هذا التركيز المكثف ظهور تهديد جديد للأمن القومي.
تمثل الغواصة بوسيدون ذاتية التشغيل حركة تمثل نوعًا جديدًا تمامًا من التهديدات التي لم تواجهها الولايات المتحدة من قبل.
إن قدراتها العالية على الاستقلالية والتخفي تجعلها هدفًا صعبًا للغاية لأنظمة الحرب المضادة للغواصات التقليدية.
تُعد الغواصة غير المأهولة “بوسيدون” واحدة من أكثر الأسلحة المبتكرة والقوية التي تم تطويرها في روسيا.
وتتمتع بخصائص تقنية فريدة وأهميتها الاستراتيجية تجعلها عنصرا مهما في العقيدة العسكرية الحديثة للبلاد.
ويراقب خبراء الاستخبارات والجيش الأميركيون عن كثب تطوير ونشر نظام بوسيدون، وفهم إمكاناته والتهديد الذي يشكله على الأمن القومي الأميركي.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر