يبلغون فيه “ذروة الأداء”.. في أي عمر يتألق الأبطال الأولمبيون؟
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على سعي الرياضي الأولمبي للفوز بالميدالية الذهبية، وأبرزها التدريب المستمر وسنوات من الانضباط الذاتي. لكن عمر الرياضي هو أيضًا أحد أهم العوامل، وفقًا لفريق بحثي من جامعة واترلو في كندا، والذي استخدم الإحصائيات لمعرفة متى يصل أداء الرياضيين الأولمبيين في سباقات المضمار والميدان إلى ذروته.
وبحسب نتائج الدراسة المنشورة في مجلة Significance، فإن معظم الرياضيين يتدربون عادة على مدى عدة سنوات للوصول إلى أفضل أداء ممكن، أو ما يعرف بـ “الأداء الأقصى”، في سن معينة، قبل أن ينخفض مستوى الأداء تدريجيا.
وقال ديفيد أووسوجا، طالب الماجستير في علوم البيانات بجامعة واترلو والباحث الرئيسي في الدراسة: “على عكس الرياضات الأولمبية الأخرى مثل كرة القدم والتنس، والتي لها مسابقاتها الخاصة رفيعة المستوى خارج الألعاب الأولمبية، فإن الألعاب الأولمبية هي أكبر مسرح للتنافس بين رياضيي المضمار والميدان”.
وقال في بيان نشر على موقع الجامعة على الإنترنت يوم الأربعاء: “نظرًا لأن الألعاب الأولمبية تقام مرة واحدة كل أربع سنوات، فيجب على لاعبي المضمار والميدان التفكير بعناية في متى وكيف يجب أن يتدربوا لتعظيم فرصهم في التأهل للألعاب الأولمبية وهم في ذروة عطائهم”. تشمل ألعاب المضمار والميدان مجموعة متنوعة من الرياضات التي تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي.
قام باحثو الدراسة بتجميع مجموعة بيانات سنوية للأداء الرياضي الاحترافي لكل رياضي في ألعاب القوى والذين شاركوا في أحداث فردية في الألعاب الأولمبية منذ دورة الألعاب الأولمبية عام 1996 في أتلانتا بالولايات المتحدة الأمريكية.
قام الباحثون بتحليل البيانات التي أخذت في الاعتبار خمسة عوامل: “الجنس، والجنسية، ونوع المنافسة الرياضية، ومدة التدريب الرياضي على مستوى النخبة، وما إذا كان هذا هو العام الذي أقيمت فيه المسابقات الأولمبية أم لا”.
ووجد الباحثون أن متوسط عمر المشاركة في ألعاب القوى الأولمبية لكل من الرجال والنساء ظل ثابتًا بشكل ملحوظ على مدى العقود الثلاثة الماضية: أقل بقليل من 27 عامًا.
وعلق أووسوجا قائلاً: “من المثير للاهتمام أن تحليلنا أظهر أن متوسط عمر الأداء الأقصى لهؤلاء الرياضيين كان أيضًا 27 عامًا”.
وبحسب النتائج، بعد سن 27 عاما، هناك فرصة بنسبة 44% فقط أن يظل لدى المتنافس فرصة للوصول إلى الأداء الرياضي الأقصى، ولكن هذا الرقم ينخفض عادة مع كل عام لاحق بعد هذا العمر المحدد.
وقال ماثيو تشاو، الباحث في الاقتصاد في الجامعة وأحد مؤلفي الدراسة: “العمر ليس العامل الوحيد في الأداء الرياضي الأقصى. والأمر المثير حقًا هو أننا وجدنا أن وعي الرياضي بتوقيت البطولة يساعد في التنبؤ بأدائه الرياضي، وكذلك مستوى استعداده”. وفي حين يؤكد الباحثون أن تحليلهم نظري في المقام الأول، فإنهم يأملون أن تكون النتائج مفيدة لكل من الرياضيين والمشجعين.
وبحسب أوسوجا، فإن أهم النقاط التي يمكننا استخلاصها من هذه الدراسة هي أن “هناك قائمة من المتغيرات التي تساعد في التنبؤ بموعد حدوث الأداء الأقصى لدى الرياضيين الأولمبيين”.
وأضاف “لا يمكنك تغيير عام الألعاب الأولمبية، أو جيناتك، أو جنسيتك، ولكن يمكنك تعديل أنظمة التدريب الخاصة بك لتناسب هذه المسابقات الرياضية بشكل أفضل”.
قال تشاو: “يُظهر لنا هذا النوع من الأبحاث مدى صعوبة الوصول إلى الألعاب الأولمبية في المقام الأول. عندما نشاهد الرياضيين يتنافسون في ألعاب القوى، نرى إحصائيًا كيف يكون الشخص في ذروة أدائه البدني، بينما يستفيد أيضًا من توقيت المنافسة ويكون محظوظًا للغاية”.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر