أخبار الخليج

“الصحة” تستهدف إجراء 100 عملية لزراعة القرنية خلال العام الجاري

تمكنت وزارة الصحة ممثلة بالبرنامج الوطني لزراعة الأعضاء ومستشفى النهضة من إجراء 55 عملية زراعة قرنية خلال 9 أشهر، وذلك بعد إعادة تشغيل برنامج زراعة القرنية في أغسطس 2023.

ويتوقع مستشفى النهضة إجراء 100 عملية زراعة قرنية بنجاح هذا العام، وقد أدت هذه العمليات إلى تقليص قوائم الانتظار بنسبة 70%. ويهدف البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء إلى توسيع خدمات زراعة القرنية في سلطنة عمان من خلال دعم تواجد هذه الخدمة في كل من مستشفى إبراء ومستشفى نزوى، كما يدرس إنشاء بنك لتحضير وحفظ القرنيات في سلطنة عمان لضمان وتقليل الاعتماد على البنوك الأجنبية.

قال الدكتور هيثم بن هلال المحروقي، استشاري أول القرنية والمياه البيضاء وتصحيح البصر بمستشفى النهضة: “القرنية هي الجزء الأمامي الشفاف من العين، وتمثل الضوء الذي يمر عبرها إلى العين، وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى عتامة القرنية، ومنها القرنية المخروطية عند الشباب، والتهاب القرنية بسبب العدسات اللاصقة أو غيرها من الحالات، وكذلك العتامة بسبب الرمد الحبيبي”.

وأشار إلى أن اختيار عملية زراعة القرنية المناسبة للمريض تعتمد على زراعة القرنية الكاملة أو الجزئية، إلا أن التوجه العالمي اليوم يعتمد على زراعة القرنية الكاملة إذا كانت قرنية المريض مصابة بالعتامة في جميع أجزائها، أما إذا كانت العتامة في جزء واحد من القرنية فإن التدخل الجراحي هنا يعتمد على زراعة جزئية لاستبدال الجزء المصاب بالعتامة فقط.

مشيراً إلى أن الحصول على القرنية يأتي من أشخاص يتبرعون بأعضائهم بعد الوفاة، حيث يتم جلب القرنية من إحدى الدول الأجنبية، على أمل أن نحصل مستقبلاً، وفي ظل جهود البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء، على متبرع بالأعضاء بعد الوفاة من سلطنة عمان، ويتم متابعة المريض بعد إتمام عملية زراعة القرنية لمدة سنة أو أكثر قليلاً.

تقليل قائمة الانتظار

وقال المحروقي: نحتاج ما بين 80 إلى 100 عملية زراعة قرنية سنوياً، وتم إجراء 55 عملية في مستشفى النهضة خلال 9 أشهر، ونتوقع أن نصل إلى 100 عملية زراعة قرنية خلال العام الجاري.

وأكد أن هذه العمليات قلصت قوائم الانتظار بنسبة 70%، ففي السابق كان المريض يضطر للسفر إلى الخارج، وفي مثل هذه العمليات لا نستطيع التحكم بجودة العلاج أو جودة القرنية المزروعة، وتأتي حالات تعاني من مضاعفات نتيجة زراعة القرنية في الخارج.

وأضاف: «تعزيز صحة العين يكمن في الحفاظ عليها وترطيبها، خاصة في فصل الصيف، وتقليل استخدام الهواتف لفترات طويلة، بالإضافة إلى المحافظة على نظافة العدسات اللاصقة وتغييرها بشكل دوري، مع تفضيل استخدامها ليوم واحد فقط واستبدالها بأخرى جديدة. أما الأشخاص الذين أجروا عملية زراعة قرنية، فينصح عند شعورهم باحمرار أو انخفاض في الرؤية بالتوجه إلى أقرب مرفق صحي».

تنشيط عملية زراعة القرنية

وقال الدكتور قاسم بن محمد الجهضمي رئيس قسم التبرع بالأعضاء بالبرنامج الوطني لزراعة الأعضاء بوزارة الصحة: ​​إن زراعة القرنية هي إجراء جراحي يهدف إلى استبدال قرنية مصابة أو تالفة بقرنية سليمة من متبرع متوفى، ويعد هذا الإجراء من أهم الإنجازات الطبية في مجال طب العيون لأنه يعيد البصر لهؤلاء المرضى ويحسن نوعية حياتهم، وعليه كان من أهم أهداف قسم البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء بوزارة الصحة منذ إنشائه في يناير 2022 إعادة تفعيل زراعة القرنية في المستشفيات الحكومية وتقديم هذه الخدمة للمرضى المحتاجين، وهو ما تحقق بفضل الله وبفضل جهود جهات مختلفة في سبتمبر 2023.

وأشار الجهضمي إلى أن مصدر هذه القرنيات هو المتبرعون بالأعضاء والأنسجة بعد الوفاة، ونتيجة لعزوف الكثيرين في مجتمعنا عن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، وكذلك عدم وجود بنك قرنيات في سلطنة عمان لتجهيز القرنيات وحفظها، جاء دور البرنامج الوطني في التعاقد مع بنوك قرنيات عالمية واستيراد هذه القرنيات في الوقت المناسب وتوفيرها للمرضى المحتاجين، كما تم التعاقد مع شركة متخصصة في التخليص الجمركي لتوصيل هذه القرنيات بأفضل حال إلى مستشفى النهضة، مشيراً إلى أن نجاح مستشفى النهضة في عمليات زراعة القرنية ما هو إلا البداية، حيث يهدف البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء إلى توسيع خدمات زراعة القرنية، وقد تم بالفعل إجراء زيارات إلى مستشفيات إبراء ونزوى وتحديد الاحتياجات لإجراء هذا النوع من العمليات. وسيعمل البرنامج الوطني على توفير البنية التحتية اللازمة لإجراء عمليات زراعة القرنية، مثل تجهيز المستشفيات بالمعدات والأدوات اللازمة، وتوفير الدعم اللوجستي لنقل القرنيات بالجودة والسرعة اللازمتين.

وأوضح الجهضمي أن تدريب العاملين الصحيين على أحدث التقنيات في زراعة القرنية يعد أحد عوامل زيادة نسب نجاح هذا النوع من العمليات، حيث بدأ البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء في إرسال عدد من العاملين الصحيين للتدريب في مراكز زراعة القرنية بالخارج، كما يدرس البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء إنشاء بنك لتحضير وحفظ القرنيات في سلطنة عمان خلال السنوات القادمة، وذلك لضمان توفر القرنيات عالية الجودة وتقليل الاعتماد على البنوك الخارجية، وذلك بالتنسيق مع المختصين من كافة الجهات في سلطنة عمان والتواصل مع الخبراء والمؤسسات العالمية بهدف تنفيذ هذا المشروع الوطني وفق أعلى المواصفات العالمية.

وأكد الجهضمي أن توعية المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية بعد الوفاة أمر بالغ الأهمية لنجاح برنامج زراعة القرنية في سلطنة عمان، حيث لا يمكن إجراء عمليات زراعة الأعضاء مثل القلب والرئتين وزراعة الأنسجة مثل القرنية إلا بالتبرع بها بعد الوفاة.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى