فن ومشاهير

سجاد الأحساء.. إرث الأجداد يكافح الاندثار بأيادٍ نسائية

احتفلت جمعية الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية بتخريج الدفعة الأولى من برنامج “نسيج حجر” لصناعة سجاد الأحساء.
شهد سوق الحرفيين في الأحساء افتتاح أول متجر خاص لإحدى خريجات ​​البرنامج، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من التمكين الاقتصادي للمرأة والحفاظ على الحرف التقليدية.
وأعرب رئيس مجلس إدارة الجمعية سعود القصيبي عن سعادته بهذا الإنجاز، مؤكداً أن البرنامج يهدف إلى تدريب وتمكين 30 متدرباً في صناعة سجاد الأحساء، مع تطلعات لتوسيع نطاق البرنامج ليشمل 25 متدرباً آخرين في المستقبل القريب.
وأكد أن الجمعية تسعى إلى تقديم الدعم المالي والتسويقي اللازم للمتدربين لبدء مشاريعهم الخاصة، بما يضمن استدامة هذه الحرفة العريقة.
وأشار إلى أن الهدف ليس التدريب فقط بل هدفنا التمكين والاستدامة، فنحن على تواصل مع المتدربين لدراسة احتياجاتهم وأيضا لوضع برنامج تمويل لبدء مشاريعهم، ولدينا برنامج خاص لمساعدتهم في حال طلبوا بيع هذه السجاد.

توزيع المنتج في الخارج

وقال القصيبي: نتمنى أن نرى منتجات الأحساء هذه تنتشر ليس على مستوى المنطقة فقط، بل على مستوى المملكة والخليج.
وأضاف: «أما صناعة السجاد، فإن تركيزنا المقبل سيكون على صناعة البشت القديمة ونسيجها، ونأمل أن يخرجها هذا البرنامج الذي بدأناه بتوثيقها بشكلها القديم، حيث كانت هناك سجادة تسمى «نسيج النجف» كانت تغزل في الأحساء، وهذا هو تركيزنا على الصناعات المنقرضة بمحاولة إعادتها للحياة، وخاصة هذا التراث العظيم، ودعمه بكل الإمكانات».

من جانبه أوضح نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور سعد الناجم أن اختيار السجاد الهجري محوراً للبرنامج يعود إلى تاريخه العريق الممتد إلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث اشتهرت الأحساء بصناعة المناشف والملابس الهجرية.
وقال إن الجمعية تسعى إلى توظيف الزخارف التراثية الأحساءية في صناعة السجاد، بما يضمن الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة.
وأضافت الناجم أن الخطوة الثانية في العمل على هذا البرنامج هي دعم العاملات سواء خريجات ​​الجمعية أو حتى المتدربات الجدد حتى يمتلكن منتجات سجاد الأحساء.

تجربة المرأة في السجاد

وعبرت الحرفية فاطمة الجمعة، إحدى خريجات ​​البرنامج وصاحبة متجر جديد، عن فخرها بهذا الإنجاز، مشيرة إلى أن التدريب المكثف الذي حصلت عليه مكنها من إتقان صناعة السجاد اليدوي.

وقالت: بدايتي كانت مع جمعية فتيات الأحساء وجمعية الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية، في برنامج نسج الحجر (صناعة السجاد الأحساء)، كنا مجموعة فتيات بدأنا من الصفر، والحمد لله تجاوزنا هذه المرحلة، حيث قمنا بعد التدريب بصناعة عدد من السجاد من خلال الدعم الذي وجدناه من جمعية فتيات الأحساء وجمعية الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية.
وأضافت: “اليوم افتتحت المحل في سوق الحرفيين لأن الحرفة بدأت تنقرض، خاصة أنها كانت مستخدمة كثيراً في الأحساء وكانت تسمى الحياكة، والحمد لله الآن بدأنا في تطويرها وإضافة إليها، فهناك متدربات متميزات”.
وأكدت الجمعة عزمها على تطوير هذه الحرفة وافتتاح مصنع للسجاد مستقبلا، الأمر الذي سيساهم في توفير فرص عمل للنساء وتعزيز الاقتصاد المحلي.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى