الخريف يدعو الشركات التشيلية إلى استغلال الفرص النوعية في الصناعة والتعدين بالمملكة

أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف أن الاستراتيجية الصناعية الوطنية تركز على تطوير 12 قطاعاً صناعياً وتوطين الصناعات الواعدة، ومنها الصناعات الدوائية والغذائية، داعياً المستثمرين والشركات التشيلية إلى الاستثمار في الفرص النوعية التي يوفرها القطاع الصناعي والتعديني والاستفادة من الإمكانات والحوافز التي تقدمها المملكة للمستثمرين.
جاء ذلك خلال مشاركته في اجتماع المائدة المستديرة الذي نظمته وزارة الصناعة والثروة المعدنية بالتعاون مع اتحاد الصناعة “SOFOFA” في تشيلي، بمشاركة عدد من رؤساء الشركات التشيلية الكبرى.
حضر اللقاء وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر، والرئيس التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد السعودي سعد الخلب، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية تشيلي خالد بن إبراهيم السلوم.

الاستراتيجية الصناعية الوطنية

وأوضح الخريف أن الاستراتيجية الصناعية الوطنية للمملكة تسعى إلى استكشاف القطاعات الصناعية المختلفة، وتعظيم الاستفادة من المواد الخام، بما في ذلك النفط والغاز والمواد الكيميائية والمعادن، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمملكة في إيصال منتجاتها إلى الأسواق العالمية المتنوعة.

وتحدث عن قطاع التعدين السعودي، مؤكداً قوة قطاع التعدين السعودي، وما تمتلكه المملكة من ثروات معدنية ذات أهمية كبيرة للعالم، مشيراً إلى أن النقلة النوعية في قطاع التعدين يرافقها توازن كبير بين تحقيق الأهداف الاقتصادية والالتزام بالمعايير البيئية والاجتماعية.

زيادة قيمة الموارد المعدنية

وقال الخريف خلال كلمته في الاجتماع: “منذ إطلاق استراتيجيتنا التعدينية، شهدنا زيادة كبيرة في القيمة المقدرة لمواردنا المعدنية، من 1.3 تريليون دولار إلى 2.5 تريليون دولار بحلول يناير من هذا العام، بزيادة قدرها 90٪، وعزى ذلك إلى الاستثمارات الحكومية في المسح الجيولوجي والاستكشاف”.
وأضاف: “بالإضافة إلى مساهمات القطاع الخاص، فإننا حريصون على الاستفادة من تجربة تشيلي في تطوير قطاع التعدين لديها”.
وأشار إلى الفرص الاستثمارية النوعية التي يوفرها قطاع التعدين السعودي حالياً، والتي تعد جاذبة لشركات التعدين في العالم، بما في ذلك الشركات التشيلية.
وأوضح أن لقاءاته مع الوزراء التشيليين ناقشت الإمكانيات والحوافز التي توفرها بيئة الاستثمار التعديني في المملكة للمستثمرين.

تنويع مصادر الدخل

وأشار الخريف إلى أن المملكة تسعى في رؤيتها 2030 إلى تنويع مصادر الدخل في اقتصادها بعيداً عن النفط والغاز، وأحد المصادر الرئيسية في هذه الخطة هو قطاع التعدين الذي تركز على تطويره لاستغلال موارده الطبيعية بشكل فعال.
وأكد أن قطاع التعدين هو بالفعل صناعة مليئة بالتحديات وتتطلب تدخلاً حكومياً كبيراً لضمان تصرف شركات التعدين والمستثمرين بمسؤولية تجاه البيئة والمجتمعات والاقتصاد.
وشهد اللقاء استعراض وزارة الصناعة والثروة المعدنية للاستراتيجية الوطنية للصناعة والاستراتيجية الشاملة للتعدين، بالإضافة إلى فرص الاستثمار في القطاعين.

تطوير التعاون بين البلدين

وبحث وزير الصناعة خلال لقائه وزراء تشيلي، أمس الثلاثاء، سبل تطوير التعاون في قطاعي الصناعة والتعدين، واستكشاف الفرص في مجال إنتاج الليثيوم المكون الأساسي لبطاريات السيارات الكهربائية، الذي تطمح المملكة لأن تصبح رائدة في صناعته، بالإضافة إلى تعزيز وصول الصادرات السعودية من الأسمدة الفوسفاتية إلى تشيلي.

وبحث سموه خلال لقائه وزيرة التعدين التشيلية أورورا ويليامز فرص التعاون في قطاع التعدين بين المملكة وتشيلي، وحدد القطاعات الصناعية الرئيسية ذات الإمكانات العالية للتصدير والاستيراد، مثل الكيماويات وقطع غيار السيارات والإلكترونيات.

مستقبل إنتاج المعادن

وأكد الخريف خلال اللقاء أن المملكة تنظر إلى إنتاج المعادن مستقبلاً كسبب عالمي لتحقيق التحول في مجال الطاقة وتمكين الدول المستوردة للمعادن من التطور والازدهار، موجهاً دعوة لوزير التعدين التشيلي للمشاركة في الطاولة المستديرة الوزارية لمؤتمر التعدين الدولي الذي سيعقد في الرياض يناير المقبل.
وتتمتع تشيلي ببعض من أكبر الموارد المعدنية في العالم، مثل النحاس والليثيوم والنيكل، “وتهدف المملكة إلى أن تكون مركزا عالميا لصناعات التعدين”.

تعزيز العلاقات التجارية

وبحث وزير الصناعة والثروة المعدنية خلال لقائه وزير المالية التشيلي ماريو مارسيل سبل تعزيز العلاقات التجارية بين المملكة وتشيلي، وجهود المملكة لتصبح رائدة في صناعة المركبات الكهربائية، كما سلط اللقاء الضوء على الاستراتيجية الوطنية للصناعة والاستراتيجية الشاملة للتعدين في المملكة.
واستعرض الخريف خلال لقائه القائم بأعمال وزير الاقتصاد والتنمية والسياحة في تشيلي نيكولاس جراو فيلوسو، الفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها الاستراتيجية الصناعية الوطنية والاستراتيجية الشاملة للتعدين في المملكة.
وأوضح أن قطاعي السياحة والتعدين من القطاعات المهمة التي ركزت عليها رؤية المملكة 2030 لتحقيق القيمة المضافة.
وأشار إلى أن خطوة المملكة بتأسيس شركة منارة المعادن تأتي لتعزيز الاستثمار في قطاع التعدين بالخارج، وستبحث استغلال الفرص الاستثمارية التي قد تكون متاحة في قطاع المعادن في تشيلي.

فرص لتطوير العلاقات

وبحث الخريف مع وزير الاقتصاد التشيلي المكلف فرص تعزيز صادرات المملكة من الأسمدة الفوسفاتية إلى تشيلي، نظراً لأهميتها في القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.
كما التقى معالي الوزير بوزيرة الخارجية بالوكالة جلوريا دي لا فوينتي، التي أشادت بالعلاقات الوطيدة بين المملكة وتشيلي، وما توفره من فرص للتطور في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية.

زيارة رسمية

وتأتي اللقاءات التي حضرها وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر، والرئيس التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد السعودي سعد الخلب، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية تشيلي خالد بن إبراهيم السلوم، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها وزير الصناعة والثروة المعدنية إلى جمهورية البرازيل الاتحادية وجمهورية تشيلي، والتي بدأت في 22 يوليو الماضي، لتعزيز التعاون مع البلدين في قطاعي الصناعة والتعدين، واستكشاف الفرص المشتركة فيهما.