خطيبا الحرمين الشريفين يحضان على تجويد العبادة وتدبر سنن الله الكونية
القاهرة: «خليجيون 24»
وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام: “كم يحتاج المسلمون في هذا الزمان المملوء بالفتن والأحقاد والابتلاءات، المملوء بالأحقاد والأحقاد، المحفوف بالعقوبات والمخاطر، كم يحتاجون إلى تقوية صلتهم بالله للتغلب على عوامل الفساد ودعاة الهلاك. وأقوى وأقرب صلة بالله تعالى هي الصلاة. والصلاة قوة عظيمة تخترق أعماق النفس ومشاعر الضمير. وهي تطهر المسلم من الشرور والفواحش. وتعينه على نفسه وهواه وشيطانه. وهي سبب لشكر الله تعالى على ما أنعم به على العبد من نعم لا تعد ولا تحصى”. وأكد أن من واجب العبد المسلم أن يظهر الخضوع والعبودية لله الكريم الكريم بأداء الصلاة التي فرضها عليه، تعبيراً عن الشكر لله تعالى، واعترافاً بربوبيته، واعترافاً بنعمته ونعمه.
وأضاف: “الصلاة هي أعلى أركان الدين، ومن حافظ عليها حافظ لدينه، ومن تهاون بها كان أهون من كل شيء، قال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}. وقال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ}. وهي بعد الشهادتين أعظم أركان الدين اعتباراً واستقراراً فيما عند الله، وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. والجدير بالذكر أن الله تعالى كرر ذكر الصلاة في القرآن الكريم، وعرفها بأداة التعريف سبعاً وستين مرة في ثماني وعشرين سورة. ويأمر أحياناً بإقامتها وأدائها في أوقاتها المحددة بأكمل وصف، مستشهداً بقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}. فتارة يمدح فاعله ويثني عليه وما يناله من الثواب والجزاء، وتارة يذم تاركه ويبين عقوبته.
وأوضح سماحته أن الصلاة مطلوبة من الجميع حتى لو كان مريضاً أو خائفاً، فيؤديها المسلم طاهراً من الجنابة والأقذار، ساتراً فرجه بما يسترها عن الأنظار، متوجهاً إلى القبلة حيث كان، مخلصاً في نيته عند الإحرام للإحرام، محافظاً على أركانها، في القراءة والركوع والسجود والجلوس والاعتدال والقيام والطمأنينة، لا ينقرها نقر الغراب، ولا يترك سننها وآدابها، مؤكداً أن الصلاة صلة بين العبد ورب الأرباب، وهي أول ما يسأل عنه العبد في عمله يوم القيامة، داعياً إلى تقوى الله وإتمام الصلاة ليصلح الله أحواله.
ونصح فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله عواد الجهني المسلمين بقوله: “اطمئنوا في الركوع والسجود، وفي الاعتدال بعد الركوع وبين السجدتين، فإن عدم الطمأنينة يبطل الصلاة، ومن صلى بلا طمأنينة فهو من الذين ضاع جهدهم في الدنيا، ويظنون أنهم يحسنون صنعاً، فإن روح الصلاة الخشوع والخضوع، وأركانها التدبر في القراءة حال القيام والتدبر في التسبيح حال السجود والركوع”. وأوضح أنه لعظم أهمية الصلاة فإنها لا تسقط عن البالغ العاقل بحال، ولا تترك للكفاءة والنيابات، ولا يكفي فيها نائب، ولا عذر لمن وجب عليه تركها ولو في حال القتال، مبيناً أن من حافظ على الصلاة في جماعة فهو مؤمن، ومن ترك أدائها في جماعة في البادية أو القرية فقد استحوذ عليه الشيطان.
وطلب سماحته من عباد الله أن يأمروا أبناءهم وأسرهم بأدائها والمحافظة عليها، لأنهم مسئولون عنها، وأن يعدوا ما يكفيهم ليوم القيامة، وألا تغرهم الحياة الدنيا ولا يغتروا بالله.
غرور
وفي المدينة المنورة نصح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف سماحة الشيخ الدكتور حسين بن عبد العزيز آل الشيخ المسلمين بتقوى الله تعالى، وأوضح سماحته أن أعظم الوصايا قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الإنسان يختبر في هذه الحياة بعض آيات الله الكونية، فيتعلم منها العبر والأخلاق، وها هو فصل الصيف الذي نعيشه بحرارة شديدة، ما يجعل الإنسان يلجأ إلى وسائل مختلفة للاحتماء من الحر الشديد وقسوته. وتابع سماحته قائلاً إن هذه الدنيا زائلة، فكيف بالدار الباقية، التي مصيرها إما جنة خالدة أو نار ملتهبة، والعاقل هو من ينتهز الفرص عندما يختبر سنن الله الكونية وآياته الباهرة، فيستعد لدار الجزاء بكل ما يرضي ربه ويكون سبباً في الفوز الأبدي والفوز الدائم.
مضيفاً أن حرارة الصيف الشديدة يجب أن تذكرنا بالانتقال من هذا المنزل إلى منزل مليء بالأهوال والمشاهد المرعبة.
وقد بين سماحته ضرورة المسارعة إلى التوبة النصوح إلى الرحمن قبل فوات الأوان وقبل الرحيل عن هذه الدنيا الفانية، يقول الله تعالى: ((أَوَلَمْ يَحْسَبُوا أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)) وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يعرقون يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً، فيلجمهم حتى يبلغ آذانهم. وفي مسلم أن الناس يكونون على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يصل إلى كعبيه، ومنهم من يصل إلى ركبتيه، ومنهم من يصل إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق.
ويجب بين الإمام وخطيب المسجد أن يتذكرا حر الدنيا وحر النار العظيمة، موجهين إلى الحذر في الأعمال الصالحة، والبعد عما يغضب الله عز وجل، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا اشتد البرد فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيض جهنم، وإن النار تشتكي إلى ربها، فتقول: يا رب أكلت بعض أعضائي بعضاً، فأذن لها أن تتنفس نفسين، نفساً في الشتاء ونفساً في الصيف، فإنه أشد حراً تجدونه، وأشد برداً تجدونه)) متفق عليه.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر