البحرين : شركات التوصيل بالمملكة.. من الأرخص والأسرع.. ومن يوظف البحرينيين؟!

الاستاذ حسين القصاب

الاختلافات بين العملاء وأصحاب المطاعم فيما يتعلق بمعايير التفضيل

لطالما كان السعي وراء الطعام في مقدمة مساعي البشرية للبقاء، لكن وصول الطعام إلى الناس في منازلهم لم يكن ليخطر على بال أسلافنا حتى قبل عقود قليلة. ولأن الأمر لا يتوقف هنا؛ فإن المنافسة على توصيل الطعام إلى المنازل شرسة بين العديد من الشركات اليوم، وبالطبع البحرين ليست استثناءً، بل تشهد منافسة شرسة بين شركات أصبحت كبرى في مجالها، تتنافس في تفاصيل منها سرعة توصيل الطعام، وسعر التوصيل، وجودة الطعام وقت التوصيل، بالإضافة إلى خاصية تتبع الوجبة عبر تطبيقات التوصيل، إلى جانب معيار أصبح مهمًا للشباب البحريني وهو “البحرنة” في شركات التوصيل.

وإذا نظرنا عن كثب إلى سوق توصيل الطعام في البحرين اليوم، نجد بعض الشركات الرائدة، بما في ذلك طلبات، وهي شركة تربط العملاء بمطاعمهم المفضلة عبر الإنترنت وتعمل في الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان وقطر والأردن.

توفر طلبات طريقة سهلة وسريعة لربط العملاء بمطاعمهم المفضلة. كل ما عليك فعله هو بضع خطوات بسيطة باستخدام جهاز كمبيوتر أو هاتف محمول أو حتى جهاز لوحي لتقديم الطلب.

تتمحور مهمة طلبات حول استقبال الطلب المقدم من العميل وإرساله للمطعم عبر برنامج مرتبط بين طلبات والعديد من المطاعم، وبالتالي لا يتوجب على العميل التعامل مع المطعم بشكل مباشر.

وبذلك يمكن القول إن تطبيق طلبات هو بمثابة صالة طعام ضخمة للعديد من المطاعم، فلا يحتاج العميل إلى عناء تذكر أرقام المطاعم، أو الانتظار على الهاتف، أو الحصول على رد مشغول عند طلب رقم المطعم، أو الحصول على طلب خاطئ بسبب خطأ في طلب الهاتف. بالإضافة إلى ذلك، من خلال استخدام طلبات، يمكن للمرء الاطلاع على قوائم الطعام، وصور الأطباق، وصور جميع المطاعم المفضلة لدى الشخص.

أما بالنسبة للتكلفة، فإن التكلفة الإضافية الوحيدة التي يمكن إضافتها إلى قيمة الطلب تتعلق برسوم توصيل المطعم.

وعن تفاصيل توصيل الطلبات، أوضحت طلبات عبر موقعها الرسمي أن الوقت اللازم لتلقي الطلب يعتمد على سياسة المطعم، بالإضافة إلى بعد مكان التوصيل عن المطعم، حيث يستغرق التوصيل عادة 45 دقيقة في الظروف العادية، إلا أن وقت التوصيل قد يصل إلى ساعة حسب حركة المرور وازدحام الطرق، وفي حال اختلاف وقت التوصيل لدى بعض المطاعم، فسيتم ذكر ذلك عبر موقع الشركة.

ومن طلبات، يمكنك الانتقال إلى جاهز، شركة توصيل طعام سعودية تقول إنها تطمح إلى أن تصبح منصة التكنولوجيا الأكثر محبوبًا وانتشارًا في الشرق الأوسط، وتؤكد أنها حريصة على تجاوز توقعات أصحاب المصلحة من خلال توفير تجربة سلسة تركز على المستخدم مدعومة بالابتكار التكنولوجي المستمر.

وبحسب ما ذكرت شركة جاهز على موقعها الإلكتروني، فإنها نجحت في اكتساب ثقة أكثر من مليوني عميل و45 ألف مندوب توصيل، وترسيخ مكانتها كشركة سعودية ناجحة، حيث تمارس أعمالها في توصيل الطلبات.

يهدف تطبيق جاهز إلى ربط العملاء وشركاء التوصيل من خلال تطبيق سهل الاستخدام، بهدف توفير تجربة توصيل متكاملة وسريعة وسلسة وآلية بالكامل تقريبًا. وخلال ما يقرب من 5 سنوات منذ إطلاقه، تجاوز عدد الطلبات التي تم توصيلها عبر جاهز 68 مليون طلب، وتم توصيل 36 طلبًا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2021.

وعند الحديث عن شركات التوصيل، لا بد من ذكر شركة Ahlan Food Delivery بشكل خاص، وهي الشركة التي تقدم نفسها كبرنامج ولاء فريد من نوعه يتعرف على الأعضاء ويمنحهم نقاطًا عندما يتناولون الطعام أو يطلبون عبر الإنترنت من مطعمهم أو بائع الزهور أو متجر الشوكولاتة.

وتقول الشركة إنها تقدم لأعضائها طريقة آمنة وسهلة لكسب الائتمان مقابل طلباتهم المتكررة عبر الإنترنت وزياراتهم للتجار المميزين، حيث يمكن لأعضاء أهلاً جمع الائتمان وإنفاقه كما يحلو لهم لدى أي من التجار المميزين.
عند التسجيل كعضو في تطبيق أهلاً، يحصل العميل على مكافأة مستمرة لولائه المستمر من خلال رصيد أهلاً (استرداد نقدي) في حساب التطبيق الخاص به بقيمة 5% من إجمالي الطلب، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من العروض من التجار.

أسعار مماثلة، طرق مختلفة
لا تختلف أسعار شركات التوصيل كثيراً عن بعضها البعض، ولكنها تختلف في طريقة حساب الأسعار، ففي حين تعتمد سياسة تسعير إحدى الشركات على رفع سعر المنتج عند الطلب، تترك شركات أخرى سعر المنتج كما هو وترفع سعر التوصيل.

هناك أيضًا عوامل تؤثر في اختلاف سعر التوصيل، حيث لا يشترط أن يكون السعر ثابتًا في تطبيق الهاتف المحمول، حيث يلعب اختيار المطعم دورًا رئيسيًا في تحديد السعر، حيث لوحظ أن هناك تغيرًا في سعر التوصيل وفقًا لتغير المطعم، بالإضافة إلى المسافة بين موقع مقدم الطلب والمطعم، فكلما كان المطعم بعيدًا كلما ارتفع سعر التوصيل.

لكن هذا لا يعني أن أسعار شركات التوصيل متطابقة عند مقارنة نفس الطلب من نفس المطعم حتى وإن قطع مسافة مماثلة، حيث تظهر المقارنة اختلافاً في أسعار التوصيل بين الشركات ولكن باختلافات بسيطة.
السرعة والعروض والبحرنة!

بالانتقال إلى آراء العملاء حول شركات التوصيل، تختلف الآراء وتتنوع، لكن القاسم المشترك بين الجميع يبقى البحث عن أسرع شركة، حيث يقول أحد العملاء أن هناك شركة يعاني معها الكثير من التأخير، مما جعله يعتمد في أغلب الأحيان على شركات أخرى، فيما يفضل عميل آخر شركة على أخرى لأنها تتيح له تتبع السائق عبر الخريطة عبر التطبيق، فيما يقول آخر أنه يسأل عن الشركة التي تقدم المزيد من العروض و”أكواد” الخصم.

ويقول أحمد حسين إنه يفضل إحدى الشركات لأنه لا يواجه مشاكل تأخر توصيل الطعام، بسبب تجاربه غير الناجحة مع شركات أخرى، حيث كان يعاني دائماً من تأخر توصيل طلبياته.

ولم يتوقف أحمد حسين عند هذا الحد، بل ذهب إلى طرح معيار آخر لتفضيل شركة على أخرى، حيث فضل شركة معينة على غيرها لأنها توظف عددا كبيرا من المواطنين، وهو ما دفعه إلى دعم هذه الشركة لدعمها للشباب البحريني، إلا أنه أضاف أنه في الوقت الحاضر لا توجد شركة تركز على توظيف البحرينيين بمعدلات عالية، في حين أن أغلب وظائف التوصيل يشغلها شباب أجانب.

من جهة أخرى، قال رشيد عيسى إنه يفضل شركة محددة عن شركات التوصيل الأخرى لأنها تتيح له تتبع السائق، وبالتالي يستطيع معرفة مكان طلبه ومتابعته مع السائق، مما يسهل عملية الطلب وانتظاره.

بدورها، تقول مريم أحمد إنها لا تفضل شركة معينة على أخرى، حيث إن أغلب الشركات متقاربة في السعر، ولا توجد فروق كبيرة، وجميع الشركات تتأخر في التوصيل في أيام الأعياد الرسمية، بينما متوسط ​​سرعة الوصول في الأيام العادية متشابه إلى حد ما، مشيرة إلى أنها تطلب من شركة معينة عن أخرى بناء على العروض اليومية، بالإضافة إلى توفر المطعم في التطبيق وعدم توفره في باقي التطبيقات.

أصحاب المطاعم: الأرباح والترويج
وكما هو الحال مع العملاء، تباينت أيضاً آراء أصحاب المطاعم الذين يتعاملون مباشرة مع شركات التوصيل، لكن معاييرهم اختلفت عن العملاء والزبائن عند اختيار أفضل شركة توصيل، حيث فضل بعضهم شركة معينة على أخرى، وهذا يعود إلى دور الشركة في زيادة المبيعات في المطعم من عدمه، ومساهمة شركة التوصيل في الترويج للمطعم عبر التطبيق والإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقول صاحب مطعم يتعامل مع شركتين لتوصيل الطعام، إن مبيعات المطعم ارتفعت بشكل ملحوظ في الشهر الأول بعد التعاقد مع شركتي التوصيل، مشيراً إلى أن هناك طلبات كثيرة تأتي عبر تطبيقات توصيل الطعام.

وأضاف أنه لا توجد شركة متفوقة على أخرى، فأحياناً يحصل على طلبيات أكثر من شركة معينة، وأحياناً أخرى يحصل على طلبيات أكثر من الشركة الأخرى، موضحاً أن المنافسة شديدة بين الشركتين.

من جانبه يوضح صاحب المقهى أن الطلبات تزداد في الصيف أكثر منها في الشتاء عبر تطبيقات توصيل الطعام، بسبب درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها مملكة البحرين، وارتفاع نسبة الرطوبة في المساء، ما يجعل الطلبات عبر تطبيقات التوصيل أعلى بكثير من الطلب الفوري في المتجر.

بدوره، يرى صاحب مطعم أنه من الطبيعي أن يواجه بعض المشاكل في توصيل الطلبات، حيث يحدث بعض التأخير في وصول الطلب إلى العميل، ما يدفع العميل إلى الاتصال بالمطعم والتعبير عن استيائه الشديد، مشيرًا إلى أن المطعم غير مسؤول عن التأخير بمجرد استلام عامل التوصيل للطعام، حيث تقع مسؤولية التأخير على السائق وليس المطعم، مشيرًا إلى أن المطعم يتحمل المسؤولية في حال عدم جهوزية الطعام في الوقت المطلوب، بالإضافة إلى نقص الطعام أو عدم مطابقته للطلب.

طلبات: يتم تحديد رسوم التوصيل بناءً على موقع العميل
وقال طلبات لـ«الوطن» رداً على سؤال إن رسوم التوصيل على منصة طلبات تحدد بناء على موقع العميل، إذ تعتمد هذه الرسوم على المسافة بين العميل والمطعم أو المتجر، مشيراً إلى أنه كلما اقترب العميل من المطعم أو المتجر انخفضت رسوم التوصيل.

وأضافت: لتوفير تجربة تسوق مريحة واقتصادية، تقدم طلبات برنامج اشتراك باسم “طلبات برو”، والذي يتيح للعميل الحصول على توصيل مجاني غير محدود مع مجموعة مختارة من المطاعم ومحلات البقالة والصيدليات ومحلات الزهور.

وأشارت إلى أنها تحرص على تقديم عروض مستمرة تلبي احتياجات عملائها، حيث تقدم خصم 30% على الوجبات الأكثر طلباً في عدد من المطاعم، إضافة إلى وجبات لا تزيد قيمتها على دينارين بسعر توصيل 200 فلس فقط لدى عدد من المطاعم.

كما تقدم خصم يصل إلى 50% على المواد الغذائية الأساسية من طلبات مارت تحت مسمى “الصفقات الكبرى”، بالإضافة إلى صفقات نهاية الأسبوع/التوفير الكبير، وهو خصم يصل إلى 65% على المواد الغذائية الأساسية من المتاجر المحلية.

وأوضحت أنها تهدف إلى تعزيز تجربة العملاء من خلال تقديم العروض والخصومات على مدار العام، بما يضمن حصول المستخدمين على وجباتهم ومستلزماتهم المفضلة بأسعار جذابة.