الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تدعوان إلى التحقيق في الجرائم الصهيونية

القاهرة: وفي إطار إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الأسرى والمعتقلين، أدانت جامعة الدول العربية بشدة تعامل الاحتلال الصهيوني مع الأسرى والمعتقلين لديها. وأصدرت الجامعة العربية بيانا اليوم السبت، دعت فيه المجتمع الدولي ووسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية كافة إلى تحمل مسؤولياتها والتعبير عن تضامنها وكشف الانتهاكات اللامحدودة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني.

وأضاف البيان أن هذه الانتهاكات، بما في ذلك التجويع المتعمد والتعذيب الجسدي والاعتداء الجنسي وغيرها الكثير، تحدث فقط نتيجة صمت المجتمع الدولي، وأضاف البيان أنه من الضروري أن يتدخل المجتمع الدولي فوراً ويوقف الانتهاكات الجسدية والنفسية التي يتعرض لها الأسرى في المعتقلات، كما أنه من الضروري الضغط على الاحتلال لوقف جرائمه الإنسانية وانتهاكاته للقانون الدولي.

وطالبت الجامعة العربية كافة الأطراف المعنية ببدء تحقيق في معسكرات الاحتلال والجرائم البشعة التي لا تعد ولا تحصى التي تحدث داخلها، ومحاسبة المسؤولين عنها وفقاً للقانون الدولي، بحسب البيان.

وأشار البيان إلى تصريحات وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير التي أكد فيها على أن المعتقلين الفلسطينيين سيحصلون على الحد الأدنى من حقوقهم، وطالب بتشريع عقوبة الإعدام ومنع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة أي سجون أو معسكرات اعتقال. وقال البيان إن هذه السلوكيات اللاإنسانية والهمجية للاحتلال الصهيوني لا تعكس فقط نهجه في التعامل مع الحرب على غزة، بل وأيضاً غاراته المستمرة غير المبررة على الضفة الغربية.

وفي غضون ذلك، أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن قلقها العميق إزاء تزايد أعمال العنف والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد الأسرى الفلسطينيين. وقالت المنظمة في بيان صحفي: “هذه الانتهاكات موثقة جيدًا من قبل هيئات قانونية مختلفة وتشمل أعمالًا مثل الإعدام والتعذيب والتجويع والاغتصاب والعزل والإخفاء القسري”.

ولفت البيان إلى أن المعتقلين من قطاع غزة تأثروا بشكل خاص، حيث استشهد ثمانية عشر أسيراً من غزة في سجون الاحتلال الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023، بالإضافة إلى العديد من المعتقلين الآخرين الذين لم يتم الكشف عن هوياتهم حتى الآن. وأدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة حملات الاعتقال العشوائية المستمرة التي تنفذها السلطات الصهيونية، بحسب البيان.

وأضافت أن “هذه الإجراءات أدت إلى زيادة كبيرة في عدد المعتقلين الفلسطينيين، حيث تجاوز العدد الحالي 9700 شخص، من بينهم 80 أسيرة و52 صحفيا وأكثر من 250 طفلا، بالإضافة إلى أكثر من 3380 شخصا محتجزين إداريا دون تهمة رسمية أو محاكمة”، مضيفة أن نحو 600 معتقل يقضون أحكاما بالسجن المؤبد. وطالبت منظمة التعاون الإسلامي بإجراء تحقيق دولي فوري في الظروف القاسية والانتهاكات المستمرة ضد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وأضاف البيان أن “هذه الأفعال تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وانتهاكا صارخا للمعايير والقواعد التي وضعها القانون الدولي الإنساني وميثاق حقوق الإنسان والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء والاتفاقيات الدولية ذات الصلة”. وحثت منظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان على التحرك لإلزام السلطات الصهيونية بمعاملة الأسرى الفلسطينيين بما يتوافق مع الاتفاقيات الدولية. وجددت المنظمة دعمها لحماية حقوق الأسرى الفلسطينيين، وتعهدت بنقل مظالمهم إلى المجتمع الدولي سعيا إلى الحرية والعدالة.

مقتل 5 أشخاص في الضفة الغربية

وفي تطور آخر، قتلت غارة لطائرة مسيرة صهيونية خمسة أشخاص في الضفة الغربية المحتلة، السبت، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، فيما قال الجيش إنه ضرب “خمسة إرهابيين” كانوا في طريقهم لتنفيذ هجوم. وبحسب وفا، استهدفت طائرة مسيرة صهيونية مركبة “بصاروخين” اشتعلت فيها النيران، مما أسفر عن مقتل خمسة رجال. وقال مدير مستشفى ثابت ثابت في طولكرم في بيان إن “خمسة شهداء” وصلوا إلى المنشأة بعد “غارة لطائرة مسيرة على مركبة فلسطينية بالقرب من قرية زيتا في طولكرم”.

وقال الجيش الصهيوني إن طائراته قصفت “خمسة إرهابيين في مركبة… كانوا في طريقهم لتنفيذ” هجوم. وأضاف الجيش في بيان “تجري الشرطة الصهيونية حاليا نشاطا لمكافحة الإرهاب في منطقة طولكرم”. وقال شاهد عيان في مكان الضربة لوكالة فرانس برس “أعيش على بعد أقل من 50 مترا من هنا. وصلنا (بعد) صوت انفجار ورأينا مركبة تحترق” على الطريق باتجاه زيتا، إلى الشمال من طولكرم. وأضاف ناصر الذي رفض نشر اسمه الأخير “بجانبها رأينا جثة ملقاة على الطريق. داخل المركبة، كانت هناك ثلاث جثث متفحمة، مما تمكنا من رؤيته، محترقة بالكامل”. — وكالات